الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 17:02

الواقع بين الشّماتة والتّخطيط/بقلم: رافع يحيى

رافع يحيى
نُشر: 22/11/19 08:59,  حُتلن: 11:34

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

رافع يحيى في مقاله: 

السّياسة ليست أفلام ومسلسلات أطفال، تُبنى على الفانتازيا والخيال! بل هي الواقع بأقسى صوره، وتضعك أمام حقائق صعبة، لا يمكن التّعامل معها، إلّا بالأرقام والمعطيات والدّراسات

عندما يغيب نتنياهو، هل سيغيب التحدّي الّذي خرج المواطنون من أجله للتصويت!

التفاؤل المفرط حول حصولنا على 15 مقعد في الانتخابات القادمة. على ماذا يستند؟! برأيي ما زال من المبكّر، التّصريح بمثل هذه التّصريحات والاستنتاجات، فالمتغيّرات كثيرة، وممكن أن نحصل على أكثر من ذلك، وممكن حصول مفاجآت سلبيّة، لا سمح الله. التّروّي مطلوب، ومخاطبة العقل، لا تقلّ أهمّيّة عن ذلك

الشّماتة والسّخرية من الخاسر، هو موقف عاطفي، يمارسه الانسان، بغريزته وعاطفته للتشفّي من منافسه وعدوّه.
ولكن عندما تغيب التّحليلات العقلانيّة، ولا نقرأ الآتي قراءة متعمّقة، فإنّ التّشفّي لن يفيد، وهو عبارة عن حالة عاطفيّة، آنيّة، يفرّغ الانسان عبرها، ما لديه من مشاعر كره وبغض لفئة، أو لشخص ما.
لقد ولّت مرحلة نتنياهو، بكلّ زخمها التّحريضي، البغيض، إلى غير رجعة، إن شاء الله...
ولكن، ما نحتاجه منذ اليوم، وأكثر من أيّ وقت مضى، هو البحث عن حلول للأنفاق الّتي وجدنا أنفسنا فيها، نحن بحاجة لمساحات ضوء، أن نبتكر حلولًا لقضايانا العالقة، والّتي لها تأثير كبير على مستقبلنا، كأمّة، كشعب وكمواطنين، في هذه البلاد.
إذا ولّى عهد نتنياهو، كما هو متوقّع، فماذا نحن فاعلون؟
السّياسة ليست أفلام ومسلسلات أطفال، تُبنى على الفانتازيا والخيال! بل هي الواقع بأقسى صوره، وتضعك أمام حقائق صعبة، لا يمكن التّعامل معها، إلّا بالأرقام والمعطيات والدّراسات.
نحن نعيش واقعًا قاسيًا ومركّبًا، علينا أن نقرأ سلوكنا السّياسي بجرأة وشفافيّة. نحن لم نُفشِل نتنياهو، ولا تأثير لنا على ذلك، ما أفشله، قضايا، تحدّث عنها المستشار القضائي، ليلة أمس، وخصومات حامية الوطيس بينه وبين ليبرمان، وبينه وبين جانتس.
علينا، أن ندرس بجرأة، موقفنا من الكنيست، وإذا كان وجودنا فيها يخدم مصالحنا. وهل مقاطعة الانتخابات، حلّنا الأفضل؟ هذا المأزق، يفرض علينا ضرورة التّفكير معًا، كأقلّيّة موحّدة تواجه تحدّيات مصيريّة، وطبعًا هذا يتطلّب منّا الابتعاد الفوري عن التّفكير الحاراتي...
كثرٌ في أعماقهم، يفكّرون بعدم التّصويت، فماذا لدينا لنردّ عليهم؟ انتخابات رابعة!!
عندما يغيب نتنياهو، هل سيغيب التحدّي الّذي خرج المواطنون من أجله للتصويت!
"شو عملونا؟!" كثرٌ ما زالوا لا يميّزون بين مهام رئيس المجلس المحلّي، أو رئيس البلديّة، ومهام عضو الكنيست. طبعًا الأوضاع المعيشيّة والسّياسيّة القاسية، هي الّتي تولّد مثل هذه الأسئلة والانتقادات.
المواطن الفلسطيني في البلاد، يعيش حيرة، بل أزمة مركّبة، فمن جهة لم يعد يؤمن كثيرًا بجدوى الكتيست، ومن جهة اخرى، لا يريد أن "يترك الميدان لحمدان". القضايا تتفاقم يومًا بعد يوم. ولا حلول شافية، والانعزال قد يورّطنا في قضايا أصعب. نحن في مرحلة قاسية، بلا شك.
التفاؤل المفرط حول حصولنا على 15 مقعد في الانتخابات القادمة. على ماذا يستند؟! برأيي ما زال من المبكّر، التّصريح بمثل هذه التّصريحات والاستنتاجات، فالمتغيّرات كثيرة، وممكن أن نحصل على أكثر من ذلك، وممكن حصول مفاجآت سلبيّة، لا سمح الله. التّروّي مطلوب، ومخاطبة العقل، لا تقلّ أهمّيّة عن ذلك.
غياب نتنياهو، سيساهم في تسريع التّوافق أكثر بين الأحزاب اليمينيّة المتطرّفة، وسيزيل العثرة الكبيرة بين اللّيكود و حزب "كحول لفان"، وسيسهّل تركيب ائتلاف يميني في الحكومة اليمينيّة القادمة. فمن سيسأل عنّا؟ وما هي البدائل والرّؤى المطروحة، لمواجهة هذا التحدّي القاسي.
الشّارع الاسرائيلي يميني، يميل للتطرّف، وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان. لا مشروع سلام، ولا أفق، ولا يحزنون! وفي انتخابات ثالثة ورابعة وعاشرة، سيبقى الحال كما هو، لأنّنا لا نرى حاليًا بالأفق ظلًا لقائد يساري سياسي او عسكري اسرائيلي يهودي، يغيّر الخارطة السّياسيّة، في البلاد، نحو الأفضل.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة