الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 01:01

عندما يشعر المجتمع العربي بالأمان ستنجح حملات جمع السلاح/ أمنون بِئيري ود.ثابت أبو راس

أمنون بِئيري-سوليتسيانو ودكتور
نُشر: 09/12/19 14:52,  حُتلن: 18:13

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

أمنون بِئيري-سوليتسيانو ودكتور ثابت أبو راس:

يجب على الدولة الاهتمام بأن تتواجد خدمات شرطية أفضل، أكثر فعّالة وعادلة. وهذا يعني تواجد ثابت للشرطة في البلدات

يجب معالجة الأسباب العميقة للعنف. بما في ذلك القضاء على ظاهرة الفقر الواسعة، والتي تشكل مصدراً للجريمة

الحملة لتسليم السلاح طواعية مقابل عدم المقاضاة، انتهت وأثبتت فشلها، مع تسليم عدد قليل من الأسلحة المتفرقة التي سلّمها مواطنين عرب. كما كان متوقع، رافق الامر تبادل الاتهامات بين وزارة الأمن الداخلي وقادة المجتمع العربي، ولكن كما يبدو فإن الكل افتقدوا الحقيقة الجلية: هذا الفشل كان متوقعاً.

السبب لذلك هو بسيط: الكثير من عامة المواطنين العرب يتسلحون بسبب شعورهم القوي بعدم الأمان. واقع الحياة في البلدات العربية، والذي يجعل كل حدث بسيط إلى حادث عنيف وحتى دامي، لذلك فان الكثير يشعرون بأن مصيرهم "على كف عفريت" اذا لم يدافعوا عن أنفسهم وعن عائلاتهم- لا أحد سيفعل ذلك بدلاً عنهم، ولا سيما الدولة. وبالتالي، طالما بقي هذا الشعور على حاله، فإن غالبية المواطنين لن يتخلوا عن السلاح الذي بحوزتهم.
كيف يتم إنشاء الشعور بالأمان؟
اولا، يجب على الدولة الاهتمام بأن تتواجد خدمات شرطية أفضل، أكثر فعّالة وعادلة. وهذا يعني تواجد ثابت للشرطة في البلدات: وأن يذوّت ستوعب أفراد الشرطة بأن وظيفتهم هي خدمة الجمهور ومنع الإجرام، وحل المشاكل قبل حدوثها، والاستجابة السريعة للأحداث، والتدخل وقت الحاجة لإيقاف العنف والعداء، تماماً كما هو الحال في البلدات اليهودية، وعدم تحويل المجرمين إلى متعاونين أمنيين. وتوفير خدمات مدنية متساوية، وعدم معاملة المواطنون العرب، الذين يجب حمايتهم، كتهديد أمني.
ثانيا، يجب معالجة الأسباب العميقة للعنف. بما في ذلك القضاء على ظاهرة الفقر الواسعة، والتي تشكل مصدراً للجريمة، وتحسين نظام التربية والتعليم الذي يُعد مفتاحاً للاندماج في العمل، وانشاء وتفعيل مراكز للشبيبة ومرافق رياضية وترفيه لتوفير بديل لجيل "الأراجيل"، وزيادة عرض الأراضي للبناء وتخفيف ضائقة السكن التي هي مصدر للتوتر في البلدات، وكذلك تطوير مصادر مالية لزيادة إمكانية الوصول الى رأس مال والتخلي عن الحاجة للقروض من السوق السوداء، والتي تشكل ارضاً خصبة للعنف.
ثالثا، تصعيد مكافحة منظمات الاجرام والمجرمين من خلال تطبيق صارم للقانون وتشديد العقوبات. فالمجرمين أنفسهم لا يشعرون بالأمان (والعكس هو الصحيح: يزدهرون في فوضى مجتمعية) ولن يتخلوا ابدا عن السلاح بمبادرتهم. وبالتالي، فإن القبض على السلاح الذي بجوزتهم يوجب إجراءات حازمة من قبل الشرطة. وهناك حاجة لنشاط صارم، مع الامتناع بالاستعانة بقوات حرس الحدود والتي تستعملها الدولة للتعامل مع التهديدات الأمنية وانتهاك الشعور بالأمان لدى المواطنون العرب. الشرطة "الزرقاء" أيضاً لديها المقدرة على القيام بهذه العملية الغير "لطيفة"، وبالتأكيد ليس للمجرمين او لأفراد العائلة او الجيران أحياناً. على المجتمع العربي دعم هذه الإجراءات التي تمييز بين المجتمع الذي غالبيته الساحقة مواطنون يحافظون على القانون والاقلية المجرمة التي تسيء للأغلبية.
دور مهم آخر لقادة الجمهور العربي هو التعبير عن وقوفهم ضد كل أشكال العنف. على وجه الخصوص، من المهم بأن يستنكر قادة المجتمع العربي، وبشدة، قضايا العنف التي تقع تحت سيطرة المجتمع العربي، مثل: الثأر، وقتل النساء والعنف داخل العائلة. العديد من القياديين، وخاصة القياديات، يعارضون هذه الظاهر بشجاعة، ولكن ليس الكل.

كل هذه الخطوات ضرورية من أجل خلق الشعور ألاساسي بالأمان. والتي هي ضرورية لخفض كمية السلاح المتواجدة في الشوارع. في الوقت نفسه، من المهم الان أيضا الاستمرار بحملات جمع السلاح طواعية مقابل عدم المقاضاة، وعدم الإنتظار الى ان يتم اتخاذ جميع الخطوات الأخرى. ومع ذلك يجب ان نكون واقعيين بالنسبة للنتائج. خلال الأسبوع الأول من الحملة الحالية تم تسليم 9 قطع من السلاح في المجتمع العربي، مقابل قطعة سلاح واحدة فقط تم تسليمها خلال الحملة الأولى قبل أكثر من عام. على ضوء ذلك، من الأرجح جدا اذا استمرت الحملات بشكل منظم وبمساعدة البلديات والمجتمع، سيتم انشاء زخم إيجابي وثقة. سيبدأ كرذاذ ومن ثم يتحول لقطرات وفي نهاية الأمر يصبح تيار. بالطبع، كل شيء بالتوازي وبشرط ان يكون شعور بالأمان.
يجب استبدال التعامل مع السؤال الثانوي: من المذنب بالعنف والاجرام في المجتمع العربي بشكل عام، يشمل "الفشل" المناوب لحملة تسليم السلاح، بعمل دؤوب مشترك لكافة الوزارات والسلطات المحلية في اسرائيل، وبمشاركة حقيقية للمجتمع العربي، في التخطيط وفي التنفيذ. المطلوب أمر واضح جداً: تواجد الإرادة
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com


مقالات متعلقة