الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 00:02

إستراتيجيات سياسية .. نتانياهو/ بقلم: مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 12/12/19 12:08,  حُتلن: 16:02

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

بعيدا عن الموافقة من عدمها على مسيرة نتانياهو السياسة الا انها تعد من الحيوات السياسية الفذة والنافذة في تاريخ الدولة اليهودية ، ونحسبه سيُعد شخصا فارقا فيها رغم تعثراته الاخيرة ، ولتقريب التحركات النتانياهوية اود الاضاءة على ما اظنه من ابرزها :

- التواجد دوما في مركز الحدث : احد الاسباب الرئيسة التي لم تُمكن احداً حتى الان من اسقاط نتانياهو هو انه استطاع السيطرة على جعل الحراك السياسي يدور دوما حول شخصه ، وبحنكته صب ذلك في مصلحته سواء كانت خلفية النقاش ايجابية او سلبية اتجاهه ، رغم اتهاماته وخروقاته وفضائحه المباشرة والمثبته تقريبا ، فالدفة لمصلحته ما دامت تدور وفق هواه ، حتى اصبح يُلقب اعلاميا بملك ال ספינים , فتارة سطر ביבי או טיבי ومرة רק ביבי كما وساعده جدا רק לא ביבי .

إنجازات "صهيونية " ( وليست مدنية ) : نتانياهو وبوقاحته السياسية استطاع ان يفصح عما يخفيه صدر الاسرائيلي المتوسط ، وان يعلن عما يدور في غرفهم المغلقة على الملأ ، وان يطالب بما عجز عنه الفرد اليهودي استحياءاً من المحافل الدولية لوقاحة المطالب ومخالفتها للعرف والقانون الدولي ، فَقَنَّن بانها دولة يهودية وليس للعربي فيها شيء ، ورفع سامية العرق اليهودي ، وبنى المستوطنات في كل زاوية ، وروى حكايتهم بلباقة في كل محفل ، وطعن في كل ما هو غير يهودي تاريخيا وحضاريا , حتى امنوا بشعاره الاول נתניהו טוב ליהודים .

- خلط الدين بالسياسة : نتانياهو إستطاع من تجميع اتباع مخلصين حوله بشكل قد وصل لمرحلة التقديس ، حيث اصبح الكثير منهم يعتبرونه وعد إلاهي ومُختار رباني حتى ادخلوه في عبادتهم التوراتية ودعواتهم اليومية ، خلط افرز عن تبعية عمياء لا ترى الا المُلهم قائدا .

- خطر وجودي للحزب : تعامل بحنكة مع حزبه حتى آمنوا بان مصيرهم منوط بمصير شخص نتانياهو فساندوه ، وأن وجودهم مربوط بوجوده في السلطة فرفعوه ، وان وحدتهم لن تستمر الا حوله هو فقط فتغافلوا عن زلاته ، والشاهد على ذلك مظاهرة اليمين الاخيرة الحاشدة المؤيدة لشخصه رغم هفواته ، والافواة الكبيرة المُجندة للدفاع عنه وتكرير كذبه مرارا عله يُصبح حقيقة .

- قلب الموازين : نتانياهو استطاع قلب موازين السياسة الاسرائيلية الداخلية والى الابد ، فبعد ان كانت المنافسة بين يسار ويمين ، اصبحت بين يمين ويمين اكثر ، حيث نجح في هدم اليسار كليا حتى اصبح مجرد الوصف " يساري " يدخل في خانة الشتيمة او المذله وهو مستوى ليس منه خروج وموت ليس منه رجعة ، فلم يكتفي بإضعاف منافسه بل قتله دون رحمة .

- تجهيز أتباعه مُسبقا لكل حدث : وسيلة نتانياهو في رفع مقدرة اتباعة على امتصاص خروقاته تتلخص في ابلاغهم بالآتي قبل حضوره ، وتجهيزهم للضربة قبل وقوعها وبالتقسيط المريح والمناسب لإستيعابهم ، فقبل توصية الشرطة على محاكمته بلغهم بامكانية حدوث ذلك وحرضهم على الشرطة قبل التوصية وبعدها ، كما وحرضهم على مستشار الحكومة قبل توصيته للمحكمة وبعدها ، وهو الان بصدد تجهيز اتباعه للمحاكة بحيث بدا الخوض في التحريض على القضاة وتجهيزهم لامكانية حدوث الاسوء ، فكل الاتهامات وصلتهم اولا من شفاهه وعبر الكلمات التي إختارها بعنايةٍ بسيخولوجية .

- الحليف الاكبر معنا وبسببي : استطاع ان يروض امريكا ويطوعها لتقوم بافعال تعارض القوانين الدولية من اجله هو ، بدءاً بالاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل والاعتراف بالجولان وغيرها ، وهي انجازات لم يُعرف الى الان ما الثمن الذي دفعته اسرائيل من اجلها ، ولكنها اعتبرت انجازات تاريخية لطالما انتظرها اتباع الصهيونية .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com


مقالات متعلقة