الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 23:02

فكاهة (12) تفضيل الذكور على الإناث/ بقلم: سهام فاهوم غنيم

سهام فاهوم غنيم
نُشر: 14/12/19 09:47,  حُتلن: 20:57

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

عند ولادة الولد يقال "مبروك ما إجاكي" وعند ولادة البنت يقال للأم "الحمدالله على سلامتك".
والفرق هنا أن البركة تحل على الولد في الأولى بينما في الثانية تمني السلامة للأم فأين هي البنت إذن؟ إنها لا تذكر البته!
البعض يدعي انه يفضل ولادة الولد حتى يحمل اسم العائلة, لكن ما بالكم! في الأزمان الغابرة كانت العرب تنسب الولد لعائلة امه وليس لعائلة أبيه. وللتفكه نذكر جمله فكاهية ساخرة رددها البعض قديماً تناسب الموقف, إذ عندما يسأل الشاب ابن من هو يجيب: أنا ابن فلان إن صدقت الوالده!
كثيرة هي الأمثال في التراث العربي التي تتطرق لموضوع التفضيل مع التأكيد على تفضيل الولد على البنت ومنها ما يلي :الف ولد مجنون ولا خاتون/اللي بتموت بنيته من حسن نيته/البنت يا جيزتها يا جنازتها/البنات هَم للممات/ابن الابن حبيب وابن البنت غريب.
هناك بعض الأمثال الخجولة التي تأتي كتشجيع على ولادة البنت.
إن العلم لم يجزم إلى الآن من هو المسؤول عن تقرير نوع المولود وهناك آراء ونظريات كثيره بعضها يُحمل المرأة وبعضها يُحمل الرجل, ولكن من اكثر الآراء تطرفا وغرابه أن الولد يولد ولد لأنه لم يولد بنت وكأن البنت هي الأصل!
أما بالنسبة لتقسيم الألوان الزهري للبنت والأزرق للولد فالسبب هو ان شركات إنتاج الملبوسات الأمريكية عينت عام 1940 أن يكون إنتاج ثياب الأولاد باللون الأزرق والبنات باللون الزهري. إن اجمل ما يقال عند ولادة البنت او الولد جملة "يا ربي الخلاص وخِلْقه زي الناس".
إن الله تعالى خلق الرجل والمرأة وخلق الاختلاف بينهما والذي يبلغ ذروته بالقدرة على الحمل عند المرأة, هذا الاختلاف الذي حوله البعض إلى خلاف ومن ثم المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة خاصة بعض الجمعيات التي تخدم أجندات محلية واجنبيه, فهناك أهداف ظاهرة وأهداف مبطنه . دائمًا كنت أتساءل ما دامت هذه الجمعيات تطالب بالمساواة فلماذا تدفع المبالغ الباهظة لإبعاد المرأة عن البيت ولا تدفع في تقويم الرجل الذي يخطئ معها ولماذا لا تصرف على الشباب لتقويمهم قبل الدخول في قفص الزوجية؟ فالوقاية خير من قنطار علاج!
في الحقيقة إن المساواة يجب أن تكون بإتاحة الفرص للطرفين بالتساوي في جميع المجالات, لا يمكن الحصول على المساواة بين الطرفين لأن البنية التركيبية العقلية والجسدية والنفسية والروحية تفرض الفرق بينهما. هناك امر آخر هام وهو أن الذهنية والعقلية البنيوية لنا تعتمد على التفضيل والتفاضل والديخوتومية وليس على التفصيل والتكامل, بمعنى أننا عندما نفكر بالشيء نُقَيِّمُهُ حِسِيًّا مباشرة ولا نعتمد على الفكر النقدي, فمباشرة نقيم الأمر قبل دراسته فمثلاً عندما ننظر إلى فتاه او صورة فتاه نقول إنها جميلة او غير جميلة, المعلمة في الصف تقيم الطالب شاطر او مش شاطر, الطعام نقيمه طيب او "مش طيب" , ابن الصديقة عندما تقوم بزيارتنا نقيِّمه مهذب او غير مهذب , المقال عند قراءته نقيمه حلو او مش حلو, ونفس المنطلق بالنسبة للبنت او الولد. هذه الفكرية الانفعالية الضدية توقعنا بإشكاليات كثيره, عندما نغير هذه الفكرية عندها نستطيع أن نساوي بالنظرة والتوجه نحو الطرفين. يكفي أن نتابع بعض الحوارات بين الممثلين في أفلام او مسلسلات عديده حتى ندرك الفرق بين الشعوب في فكرياته فالأمريكي يختلف عن المصري او التركي او الإيراني او الروسي او الصيني او السوري او حتى في الفيلم الفلسطيني فهذه الأفلام او المسلسلات تكشف البنيوية الفكرية عند الشعوب.
أما الكاشف الأكبر فهو المسلسلات الكرتونية للاطفال.
فانظروا مثلاً إلى أين وصلت تركيا بعد مسلسل وادي الذئاب وأين وصلت سورية بعد مسلسل باب الحاره‼!
الصورة القلمية الساخرة والتالية تعبر عن موضوع التفضيل بين الذكور والإناث.
يا ناسْ أنا بِدِّي وَلَدْ
يِحْمِلْ إِسْمِي في البَلَدْ
كُلْهُمْ بِيْنادونِي مِنْ صِغَري أَبو العَبِدْ
إجِتْ الأولى وْإِجِتْ التانيهْ وِالتالتِه إسمها عَهِدْ
صِرْتْ أَسْتْحي بينْ الأَهِلْ وِالنَّاسْ
إِلْكُلْ بْيِهْمِسْ إِجا وْراحْ أَبو البناتْ فِراسْ
حَتَّى الوالدْ ما بَدُّو يْوَرِّتْني حتى لا يورَتْ النْسيبْ
لأَنُّو بِيْقولْ إِبِنْ أخوكْ أَوْلى يا حَبيبْ
وْمَرْتِي دايْمًا عَصَبِيِّه وْبِدْها الخَلاصْ
وْحاسِّه بِالذَنْبْ وِالْوَضِعْ ما مِنُّو مَناصْ
يَعْني لَمَّا بَشوفْ وْلادْ عِنْدْ الغيرْ
بَزْعَلْ وْبَقولْ ليشْ أَنا غيرْ
بَسْ يا عالمْ أنا بِدِّي وَلَدْ
إِمِّي قالِتْلي روحْ إِتْجَوَّزْ
إِتْجَوَّزْتْ الجارَه
وِعْمِلْنا عُرُسْ في الحاره
وْبَعِدْ شْهورِ التِّسعه إِجاني تومْ
وْبَطَّلِتْ أَعْرِفْ النُّومْ
وْكِبْروا البِنْتينْ
وْصاروا لُعُبْتينْ
بَسْ أنا بِدِّي وَلَدْ
وْبَعِدْ طَلَعانْ الرُّوحْ
إِمِّي قالَتْلي روحْ
إِتْجَوَّزْ وَحْدي مْخَلْفي وَلَدْ
وْلِفْ وْدورْ وْلِفْ وْدورْ
وِالعَرايسْ عِنَّا بِالدورْ
واحْدِه عِندا وَلَدْ وْواحْدِه عندا إِتْنينْ
إِتْجَوَّزْنا بِنْتْ حَلالْ
وْرُحْنا عِنْدْ فَتَّاحِةْ إِلْبَخِتْ دَلالْ
وْقالَتْ غَيِّرْالإِسِمْ لَجَلالْ(هناك معتقد وكان الاسم أحيانا يأتي بفال سيئ)
وْرايحْ جايْ رايحْ جايْ مِنْ فَتَّاحَه لَفَتَّاحَه
وْجيبِه فيها الدُّولاراتْ وِالثَّانيه فيها دُخَّانْ وْقَدَّاحَه
واحْدِه تُوعِدْ بْوَلَدْ وْواحْدِه بِتْنينْ
وِالْكُلْ يْقولْ إِدْفَعْ إِدْفَعْ رايِحْ فينْ
وِحْجابْ تِحْتْ المَخَدِّه وِحْجابْ فوقْ العينْ
وْفَتَّاحَه تْقولْ يِمْكِنْ العَروسْ مَسْحورَه
أُرْبُطْ تَحْتْ الشَّجَرهْ كَلْبِهْ مَسْعورَه
وْجيبْ النَّارْ وْوَلِّعْ البَخُّورَه
وْمِنْ جِنينْ لَعَمَّانْ وِالْكُلْ يوعِدْ جايْ الزِّينْ (البعض يسافر لجنين لفتح البخت ولعمان للعلاج )
يالله تَعالْ الكُلْ بِسْتَنَّى يا نورْ العينْ
وْدَفَعْتْ الِّي فوقي والِّي تَحْتي
حتَّى أَشوفْ وَلَدْ على تَخْتِي
وْبِالْآخِرْ مع العلاجْ الهُرْموني
خَلَفَتْلِي تْلاتِي يا عْيونِي
وَحْدِه سَمْرَه وْواحْدِه شَقْرا وِالتَّالْتِه مَزْيونِي
صَدْقونِي ما كُنْتْ أَعْرِفْ إِنُّو إِلِّي بِتْجيبو المَرا بِيْحُطُّو ….
أعزاءي القراء في حدا بيعرف واحدة اكيد انو راح تخلفلي ولد؟

* سهام فاهوم غنيم- باحثة اجتماعية

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة