الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 05:02

ترامب فعلها وأوباما تجنبها/ بقلم: الإعلامي أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 06/01/20 13:25,  حُتلن: 16:57

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

الإعلامي أحمد حازم:

محللون سياسيون معروفون يتحدثون عن مقارنة بين عمليني اغتيال سليماني وبن لادن زعيم تنظيم القاعدة

منطقة الشرق الأوسط تغلي منذ سنوات، ليس فقط بسبب الصراع الإسرائيلي الفلسطييني، إنما أيضاً بسبب التطورات التي تشهدها المنطقة ولا سيما بعد أحداث عام 2011 التي تم تعريفها زوراً بـ "الربيع العربي"، إذ لا علاقة لهذه الأحداث بأي ربيع سياسي. لكن عملية تصفية الجنرال الإيراني قاسم سليماني في مطار بغداد زادت قوة هذا الغليان، وأصبح الوضع في المنطقة قابلاً للإنفجار في كل لحظة، بسبب أهمية هذا الجنرال الذي امتنع الرئيس الأمريكي السابق أوباما عن إصدار أمر باغنياله، لكن خلفه ترامب فعلها. ولكل رئيس أسبابه.

سليماني الشخصية الرئيسية للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، ينطبق عليه لقب "أخطبوط" لأن أصابعه السياسية والعسكرية امتدت حتى خارج إيران: فهو الرأس المدبر للعمليات التي تقوم بها ميليشيات الحوثيين في اليمن وفي عملياتها ضد السعودية، وهو الذي أشرف على إدارة المعارك في سوريا دعماً لنظام الأسد، وهو المسؤول عن علاقات إيران مع حزب الله اللبناني، وهو الذي تدخل في العراق بحجة مواجهة داعش وهو أيضاً الذي يشرف شخصياً على ميليشيات "الحشد الشعبي العراقي" الشيعية وعلى كل ما يجري في العراق، إضافة إلى وجود أصابع له في أفغانستان وباكستان.

محللون سياسيون معروفون يتحدثون عن مقارنة بين عمليني اغتيال سليماني وبن لادن زعيم تنظيم "القاعدة". ومنهم من يرى أن اغتيال سليماني أكثر أهمية..ديفيد باتريكاراكوس، مؤلف كتاب «إيران النووية: مولد دولة نووية»، ذكر في مقال بمجلة «سبكتاتور» الأسبوعية البريطانية، أن مقتل سليماني الذي كان رمزاً لقوة إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ومحركاً لهذه القوة،يعتبر أكثر أهمية من مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» السابق أسامة بن لادن، على الرغم من أن بن لادن كان الأكثر شهرة
لا شك أن هناك أوجه شيه وأوجه اختلاف بين عملية اغتيال سليماني التي أمر ترامب بتنفيذها يوم الجمعة الماضي وعملية افتيال بن لادن التي وافق عليها الرئيس الأمريكي السابق أوباما في شهر أيار/مايو عام 2011 .

الإيراني سليماني تم اغتياله خارج وطنه إيران، وبن لادن أيضاَ تم قتله خارج وطنه السعودية. الجنرال سليماني أصبح يشكل خطراً غلى الولايات المتحدة كونه متهم أمريكياً ومنذ سنوات بالقيام بتخطيط وتنفيذ عمليات عسكرية ضد القوات الأمريكية، الأمر الذي لم يعد يحتمل بالنسبة للأمريكيين، تماما كما كان يفعل بن لادن. سليماني أصبح شخصية يحسب لها ألف حساب في بعض دول المنطقة وله خلايا وحلفاء تماماً مثل خلايا بن لادن في دول عربية وقواعد في أفغانستان وباكستان .
أما أوجه الاختلاف فهي متعددة منها: أن بن لادن كان يعمل في الخفاء ولم يكن أحد يعرف مكان إقامته، بينما سليماني كان حراً طليقا وله منصب رفيع في بلده ويتنقل بسهولة في الدول التي يوجد له تأثير فيها. حتى في عمليتي الإغتيال كان هناك اختلاف في التنفيذ: بن لادن تم اغتياله سراً وتم إخفاء جثته وقيل أن الأمريكيين رموا الجثة في البحر. أما سليماني فلم يكن بمقدور الأمريكيين الوصول إلى جثته لعجزهم عن ذلك.
لكن ما الذي دفع بالرئيس الأمريكي ترامب لاتخاذ قرار اغتيال سليماني؟ ترامب كان يعتقد بأن خطر عدم اغتيال سليماني كان أكبر من خطر اغتياله، بمعنى أن سليماني أزعج الأمريكيين كثيراً بعملياته ولا بد من وضع حد له من خلال تصفيته، بغض النظر عن تبعيات التصفية. لكن هذه العملية التي لاقت ترحيب من الشعب الأمريكي بشكل عام، إلا أن بعض المحللين كان لهم رأي آخر، وأن عملية الإغتيال جعلت من سليماني أكبر قائد عسكري أجنبي تقتله الولايات المتحدة منذ إسقاط الطائرة التي كانت تقل الأميرال إيسوروكو ياماموتو عام 1943"، في إشارة إلى الياباني الذي خطّط لهجوم بيرل هاربور في شهركانون الأول/ ديسمبر 1941.
أما الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، فكان يخشى من عواقب اغتيال قاسم سليماني، مثل اندلاع حرب جديدة في المنطقة، وهذا ما أكده مقربون من أوباما. النائبة الديمقراطية إليسا سلوتكين، الخبيرة في الفصائل الشيعية، والتي عملت في البنتاغون خلال إدارة باراك أوباما، ذكرت على موقعها في"تويتر"، أن أوباما تساءل عن جدوى عملية قتل سليماني، وعما إذا كانت هذه العملية تستحق زج الولايات المتحدة في حرب.
على أية حال، فإن عام 2020 الذي دخلناه قبل أيام، هو بلا شك عام انتخابات الرئاسة الأمريكية، فهل ستكون عملية اغتيال سليماني دافعاً لإعادة انتخاب ترامب رئيساً لأمريكا، أم ستكون سبباً لإبعاده عنها في حال قيام إيران بالرد على الإغتيال بعملية نوعية؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

 

مقالات متعلقة