الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 23:01

الفكاهة (14) الطلاق 1/بقلم: سهام فاهوم غنيم

سهام فاهوم غنيم
نُشر: 10/01/20 10:51,  حُتلن: 10:52

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

هذه الحلقة من الفكاهة الساخرة في العين الساهرة ستتمركز حول الطلاق.
سنبدأ المقالة بقصة هندية قديمة تقول إن امرأة هندية استشارت احد الحكماء بالنسبة لرغبتها في الطلاق من زوجها. بعد تفكير عميق طلب منها قبل أن تأتي إليه في المرة القادمة لتسمع إجابته أن تصنع له كعكه محتوياتها من جاراتها وقريباتها.
بدأت المرأة في الدخول للبيوت لجمع محتويات الكعكه. دخلت المرأة لبيت الأولى وشرحت لها الموضوع فأجابت المرأة تعالي وانظري ما يفعل بي زوجي إن أعمال زوجك نقطة في بحر من أعمال زوجي. أما المرأة الثانية فأجابت إن زوجي يضربني كل ليله, والثالثة قالت إن زوجي يعود سكرانا كل ليلة والرابعة قالت إن زوجي تقتله الغيرة ويتهمني بالخيانة, أما الخامسة فقالت إن زوجي يخونني مع عدد من النساء وهكذا سمعت الكثير الكثير. عندها عادت إلى الحكيم
قالت له: لن اطلب الطلاق من زوجي لأن هناك من تعاني اكثر مني بكثير ووضعي جيد بالنسبة لغيري!
إن اهم ما في الطلاق هو تحديد السبب الحقيقي له. فهناك ما يتعلق بشخص الزوج او الزوجة وهناك ما يتعلق بالوضعية العامة وبيئة الطلاق نفسها وهناك أعذار ومسببات لتغطية السبب الحقيقي. والأهم من ذألك انه في حالة الزواج للمرة الثانية فنفس المسببات للطلاق من شخص يتم الرضى عنها في المرة الثانية فالذي صمم على الزواج من عذراء لا يهمه في المرة الثانية أن تكون مطلقة او ارمله مثلا, وكأنه كما قال الأمام الشافعي:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا
بشكل عام الأسباب نسبية وليست حتمية, واكبر دليل على ذألك أن ما كان الزوج او الزوجة يقبلونه في الطرف الأخر في البداية يتحول إلى سبب للطلاق. فبعد أن كانت تغني له أغنية صباح "عالبساطة البساطة…تغديني خبزة وزيتونه وتعشيني بطاطا", اصبح جزء من الخلاف انه بخيل!
كانت علاقاتنا البشرية بشكل عام مبنية على ثقة الكلمة أي الثقة بالآخر بينما اليوم وفي ظل النظام العالمي الجديد فهي مبنية على الشك والريبة من قبل الآخر للآخر لذألك اختلفت معادلات الطلاق كليا, في السابق كان الطلاق يعتبر نقمه أما اليوم فالكثير يعتبره نعمه.
إضافة إلى انه في النظام العالمي الجديد المرأة استرجلت والرجل تأنث لذألك فالمعادلة الطبيعية انقلبت لذألك كان النتاج مواقف مختلفه لا تتناسب مع توازنات الطبيعة.
للتفكه نقول إن الأم في السابق كانت توصي ابنتها عندما تسير في الشارع وتقول لها: عينيكي بالأرض لا تتطلعي لا يمين ولا شمال وما تحكي ولا تضحكي مع حدا, بينما اليوم خلال خمس دقائق تتم عملية تبادل أرقام البيليفونات!
يقول المثل الإنجليزي "المعرفة القليلة خطره" وهكذا تعتقد الأغلبية الاجتماعية في ظل هذا النظام أنها تعرف كل شيء وتدرك كل شيء وتستطيع أن تفعل كل شيء وتستطيع الحصول على كل شيء كل ذألك تحت رعاية "دكتور جوجل", هذا المنطلق يجعل الزوج او الزوجة يتمترسون كل في جانبه لذألك تصعب الحلول. هذه التركيبة النفسية ساهمت فيها من حيث تدري او لا تدري بعض من الجمعيات خاصة النسوية التي تظهر وكأنها مدافعة عن حقوق المرأة وتساهم في تمكينها الاقتصادي الذي يساهم في الإحساس "إننا لم نعد بحاجة لجيبة الرجل ومن ثم للرجل نفسه".
في الحقيقة أتساءل دائما عن أن بعض الجمعيات "تجاهد في سبيل المرأة" ولكن لم التق بجمعية تنتقد امتهان وابتذال المرأة لنفسها عندما تحول نفسها لسلعة رخيصة تباع وتشترى أكان في بعض الأعمال السينمائية او المسلسلات التلفزيونية او الإعلانات في المحلات والشوارع أم برامج التعري التي تملأ الشاشات والشوارع ومواقع التواصل, لم اسمع صوتا واحدا ينتقد المسلسلات خاصة المصرية او السورية او الخليجية التي هدفها المبطن شيطنة المرأة, فتهان وتضرب وتشد من شعرها وتغتصب, ففي المصرية تظهر البطلة بالمعظم أما بنت ليل او خادمه ذات نفوذ, وفي السورية خاصة الشامية حيث تضرب بالعصا وتظهر تلك النمرودة "اللي لازم تتربى" , أين تلك الجمعيات من تشويه صورة وحقيقة المرأة في فنون هذا العصر, الاحتجاج يجب أن يكون أيضا في هذا المكان لأن الأجيال القادمة تشاهد المرأة فقط هكذا.
اخطر ما في طلاق اليوم انه شيئا فشيئا يتحول إلى امر يسهل تحقيقه بسهولة بجانب تحوله شيئا فشيئا إلى تْرِنْدْ بين النساء.
هناك امر يتعلق بالطلاق فعلى الطرفين التمييز بين الحصول على الحرية الشخصية كهدف او كوسيلة للهروب من المسؤولية.
لا نعلم اذا كان الشعور بعد الطلاق هو سعادة الألم أم الم السعاده, فألم الأنسان لنفسه وفرحه مع الآخرين.
وأخيرا نقول إن الدين مظهر ومحضر ومضمون وجوهر فالمعظم اختار الأول وتجاهل الآخرين لذألك ابتعدت الناس عن القيم الدينية العميقة وأسقطت نفسها في متاهات الجهل المدقع والمجهول الضائع والتائه في التعامل مع الأمور.
الصورة القلمية الساخرة التالية تعبر عن بعض من جوانب الموضوع
حكاية نومِي وهَنَّومي
تتجوزيني يا هَنّومي؟
طبعا يا نُومي
وْشو شْروطْها هَالنَّعُومِه
جاهَه وْخُطْبِه وْعُرْسْ كْبيرْ
وِالْكُلْ يِحْكي فِيه لَزَمانْ كْتيرْ
وْهَدِيِّة دَهَبْ وْطَقْمْ أَلْماسْ
وِلِّي يِحْكِي فيه كُلِ النَّاسْ
وْفَساطينْ مِنْ الماركاتْ وَالْفيرْماتْ
وْهَدِيِّه لإِمِّي ثلاثْ أساوِرْ دهب سَحَّاباتْ
وْخَطَبَتْ هنومي وْبَطَّلوا أَهِلْها يِدْفَعوا عَنْها فِلْسْ
وْصارِتْ بْمَسْؤولِيِّة نومي هَالتِرْسْ(كلمه شعبية قديمة استعملت زمن الأتراك بمعنى احمق)
وْبَعِدْ كَمْ شَهِرْ إِجا وَقْتْ الْعِرْسْ
وْنومي مَبْسوطْ مِثِلْ فارِسْ حامِلْ السِّيفْ وِالتِّرْسْ
وْكَتِبْ لِكْتابْ كانْ قَبْلِ الْعُرْسْ بْشَهِرْ
وْقَبِلْ ما يْسَجْلوا الْمَهِرْ, أَبوها ضَرَبْ قُنْبُلِه بْتُفْلُقْ الصَّخِرْ
المِتْأَخِّرْ ثلاثْ مِيةْ ليرَه دَهَبْ ليرَه بْتِنْطَحْ ليرَه
وْأبو نُومي فَغَرْ فاهْ دَهْشِه وْحيرَه
وِانْجَبَرْ نُومي يْوافِقْ بَعِدْ كُلْ هَالتِّكاليفْ
وْفاتْ وْما كانْ يِعْرِفْ كُلْ هَالسَّواليفْ
وْصارْ الْعُرْسْ وِالْكُلْ غَنَّى وْرَقَصْ بِالسْلاحْ
وِانْتَهَتِ الْأَفراحْ وْلَيالِي الْفَرْحَه الْمِلاحْ
وْفِي يومْ قَبْلِ النُّومْ فاجأَتْ نومي هَنُّومي
بْجُمْلِةْ يا أنا يا إِمَّكْ بالبيتْ
عامْلِهْ عَلَيْ رَقيبْ يا نَقيبْ كُلْ ما طْلِعْتْ وْجِيتْ
أَنا بِدِّي حُرِيِّه شَخْصِيِّة وْياريتْ
لَوْ عارْفِه ما تْجَوَّزِتْ مِنْ أَصْلُهْ
وْأَنا تْجَوَّزِتْ نُومي مِشْ أَهْلُهْ
وْما كُنْتْ أَعْرِفْ إِنُّو اخْتِلافاتْنا الِّي جَمَعِتْنا
هي راحْ تْصيرْ خِلافاتْنا الِّي تْفَرِّقْنا
وِتْبَخَّرِتِ الأَحْلام مَعْ بُخارْ طُنْجَرِةْ الْمُغْرَبِيِّهْ
بَعِدْ ما فَكَّرَتُهْ مُهَنَّدْ التُّرْكِي وْهو فَكَّرْها كارْدشْيانْ الأَرْمَنِيِّهْ
وْمَعْ الْأَيَّامْ الْخِلافاتْ صارتْ تِتْوَسَّعْ شْوَيْ شْوَيِّهْ
وْجابُوا وَلَدْ وِاثْنينْ لِأَنُّو مُمْكِنْ لِوْلادْ تِعْمِلْها عِيشِهْ هَنِيِّه
زادْ الْعِبِءْ عَليهِمْ أَكْثَرْ وْاَكْثَرْ
وْصارَتْ إِلْمَصاعِبْ اَكْبَرْ وْاَكْبَرْ
هي بَدْها تْلَبِّسْ لِوْلادْ مارْكاتْ عالَمِيِّهْ
وْهُو يْقولْها مالو سوقْ الخميسْ يا عِينَيِّهْ
وْلَمَّا لِوْلادْ فاتوا الْمَدارِسْ كِتْرِتْ المَصاريفْ
وِالْقَرْضْ وَرا القَرْضْ لَيْسَكْروا التَّكاليفْ
هَنُّومي قالَتْ أنا مَعاشي إلي حُرَّه وْبِدِّي اَصيعْ
أنا حُرَّه إنشالله بْروما بِدِّي أَضيعْ
روحْ لأَبوك خَلِّي يْبيعْ الأَرْضْ الِّي وَعَدَكْ فِيها
بيعْهَا وِنْعيشْ مْنِيحْ وْنِتْبَحْبَحْ فيها
وْكِتْرِتْ الْخِلافاتْ وِالْخِناقاتْ
وِالأَوْلادْ مْنِ الخوفْ يِتْخَبُّوا تَحْتْ الطَّاولاتْ
لَحَدْ ما يُومْ مَدْ إيدو وْضَرَبْها
وِبْهيكْ قَعَدْ على تَلِّتْها وْخَرَّبْها
وْبَعِدْ ساعهْ كانْ بِالْحَبِسْ
بَعِدْ ما إِيدْ هَنُّومي لَفُّوها بِالْجِبِسْ
وْخَبَّرَتُو يا طَلاقْ يا حَبِسْ
وْقَرَّرْالإِثنينْ الإِنْفِصالْ
لاَنُّو ما بْيِمْشي هيكْ الحالْ
وْفاتُوا بْدَوَّامِةِ الطَّلاقْ وِالْقانُونِيِّهْ
وْتَرَكوا الْأَولادْ فَريسِهْ لِلْعَنْجَهِيِّه وِالْأَنانِيِّهْ
وِالْكُلْ بْيِسْأَلْ ليشْ وْلادْنَا عَمْ تِطَّلَّعْ هيكْ?
وَقْفُوا قْبالْ لِمْرايْ وْشوفو حالْكو يا هانِمْ وْيَا بِيكْ

* الكاتبة- سهام فاهوم غنيم- باحثة اجتماعية

مقالات متعلقة