الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 12:01

انهيار اقتصادي وشيك وإطاحة محتملة بالحكام

بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 20/03/20 20:24,  حُتلن: 10:56

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

خالد خليفة - صحفي ومحلل سياسي:

كشف فيروس الكورونا والذي أصاب المئات من الإسرائيليين ضعف القيادية الإسرائيلية الحالية التي لا تملك شرعية الحكم كونها متواجدة في حكم انتقالي

يجمع كافة المحللين بأنّ ما يحدث على الساحة الإسرائيلية من أحداث طغت عليها انتشار رعب فيروس الكورونا وتشبث نتانياهو بالحكم وإصراره على عدم تنازله لجانس أمر يوضح ويشرح لنا بشكل جلي عدم الاستقرار السياسي العميق الذي تواجه فيه الأطراف بعضها بعضا بحيث يريد كل طرف القضاء على الطرف الآخر.

يمكن القول أن النظام السياسي الحالي في إسرائيل بات لا يملك أي حزب أو شخصية سياسية فذة تستطيع أن تفرض ثورة في المفاهيم السياسية ألقائمة أو تحدث تغييرا جذريا في الوضع الراهن، حيث أن كل تلك القوى و الأجسام السياسية قريبة من بعضها البعض لا تستطيع أن تفرض هيمنتها وأجندتها و تحدث التغيير المطلوب والحتمي في العديد من المفاهيم المتداولة والعالقة إسرائيليا.

هذا وقد كشف فيروس الكورونا والذي أصاب المئات من الإسرائيليين ضعف القيادية الإسرائيلية الحالية التي لا تملك شرعية الحكم كونها متواجدة في حكم انتقالي، فعلى الرغم ان إسرائيل لن يصيبها الوباء كالعديد من الدول مثل ايطاليا واسبانيا فقد كشف هذا الوباء ضعف الجهاز الصحي الإسرائيلي عدم مقدرته في مواجهة أعداد مستقبلية محتملة من المصابين بهذا الفيروس, فهذا النظام الإسرائيلي الصحي والذي يشغل ربعه وطواقم طبية كبيرة من الأطباء والممرضين العرب كشف ضعفه الجوهري والبنيوي بحيث لا يتلاءم مع نظام صحي حديث يستطيع مواجهة كوارث وأوبئة يمكن أن تحل بالدولة الأمر الذي حدا به للاستعانة بجهاز الموساد لشراء وجلب مئة ألف آلة لكشف هذا الفيروس بطريقة سرية وبدون الكشف عن اسم هذه الدولة؟.
إضافة لذلك فإننا نرى تدخل الشباك باستعمال وسائل تكنولوجية تتعلق بالترقب والتعقب تستعمل ضد الفلسطينيين لتجسس وكشف منفذي العمليات أما الآن فما نراه هو استعانة الجهاز الصحي بمؤسسات التجسس والأمن الداخلي لكبح جامح هذا الفيروس والتعقب هذا الجهاز لمواطني الدولة كافة.

من المتوقع أن يحدث هذا الفيروس تبعات اقتصادية خطيرة على الساحة الإسرائيلية بحيث سيكون له التأثير الأكبر على انهيارا اقتصاديا محتمل للسنوات الخمس أو العشر القادمة وبرؤيا أولية نرى كيف أن الحكومة قد خصصت حتى الآن 4 مليار دولار لتعويض المصالح الصغيرة والكبيرة إضافة إلى عجز مالي قائم ومؤكد يقدر ب15 مليار دولار وإذا استمرت هذه أزمة هذا الفيروس لشهرين متتاليين فسوف يزداد الصرف الحكومي إلى 5 مليار أخرى وليصل الضرر الاقتصادي المباشر لإسرائيل إلى ما قيمته 24 مليار دولار خلال فترة وجيزة, في نفس الوقت الذي لا يملك نتانياهو أغلبية برلمانية تستطيع بسط سيادتها على الكنيست.


ويسود الاعتقاد بان فيروس الكورونا الذي ينتاب العديد من الدول يمكن أن يستمر بهجمات متفرقة حتى نهاية أيار المقبل كما سيعيد الهجوم على مواطني العديد من الدول في نهاية ديسمبر المقبل أي في فصل الشتاء بحيث يتريث في فصل الصيف وهذا ما يجمعه العديد من الباحثين في علم الفيروسات.

ومن الصعب تجنيد هذه المبالغ الضخمة من مليارات الدولارات التي سيصرفها الاقتصاد الإسرائيلي كما أن الأسواق العالمية تعاني من نفس الركود لما سببه هذا الوباء ويمكن مقارنة ذلك بانهيار الأسواق المالية والكساد الاقتصادي الكبير الذي حدث عام 1929 وأدى بالتالي إلى صعود الفاشية والنازية في ألمانيا وايطاليا أو ما حدث بعد الركود الكبير في عام 2008 وأدى إلى انهيار الأسواق المالية الكبرى من ثم إلى انتخاب أوباما أول رئيس إفريقي أمريكي لرئاسة الولايات المتحدة وما تبعه بعد ذلك من أحداث الربيع العربي عام 2011.

مهما يكن فان الأحداث التي تعصف بإسرائيل في خضم غزو هذا الفيروس سوف تؤدي وبطبيعة الحال للإطاحة ببن يامين نتانياهو خلال مدة لا يمكن أن تستمر طويلا وحتى لو أدى الأمر في نهاية المطاف إلى خوض انتخابات جديدة كما أن الركود الاقتصادي الضخم الذي سيجتاح الولايات المتحدة أيضا قريبا سوف يؤدي للاطاح بدونالد ترامب في نوفمبر 20 المقبل.

وعلى المجتمع العربي والقائمة المشتركة التي تمثله تفهم طبيعة ما يحدث داخليا إقليميا ودوليا على أن تكون أجندتها واضحة المعالم وتعمل بشفافية قصوى وتدافع وبشكل مستميت عن الجماهير العربية ويتوجب عليهم مشاركة المجتمع والإعلام العربي بخطواتهم المقبلة، ففي نفس الوقت الذي ننتقد فيه وزارة الصحة الإسرائيلية على أنها لا تأخذ المجتمع العربي بجدية ولا تتكلم عن مخاطر الفيروس باللغة العربية ولا تتعاون مع الإعلام العربي بهذا الشأن فإننا نرى بان النواب العرب القدامى والجدد يكرسون جلا مقابلاتهم الصحافية مع الإعلام العبري وخاصة مع الصحفيين اليهود المعادين للعرب بدون الاهتمام والأخذ بعين الاعتبار الصحافيين والإعلاميين العرب في هذا البلاد.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة