الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 21:02

فوضى... دراما من وجهة نظر صهيونية/ بقلم: الدكتور ياسر الشرافي

ياسر الشرافي
نُشر: 16/04/20 11:50,  حُتلن: 15:17

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

الدكتور ياسر الشرافي في مقاله:

 فوضى fauda - العدو الصهيوني يروج قصصا لمخاطبة العالم بطريقة رصينة وإعطاء الطابع الأخلاقي لما يفعله هذا الإحتلال بالفلسطينين من استهداف فكري وغسل أدمغة وكسر للإرادة الفلسطينية

يبين هذا العمل في كيفية اصطياد الهدف من رصد وجمع المعلومات من أقرب المقربين له ، وإسقاط أمني من أفراد المجتمع الفلسطيني دون علم من هم مستهدفين بذلك وسوقهم إلى قمة العمالة في خدمة المجتمع الصهيوني

الرواية الصهيونية كما أي رواية بالعموم تعبر عن ذاكرة المجتمع أو ترميم للذاكرة الصهيونية عندما يصيبها عطب هنا أو هناك، فهناك رواية للنقد الفكري الصهيوني و رواية أخرى لتمجيد و كفاءة المشروع الصهيونية. حيث هدف تلك الروايتين في النقد والتمجيد بالصهيونية هو الحفاظ على استمرارية هذا المشروع الصهيوني من تمدد أكثر وسيطرة فكرية أسرع على شعوب تلك المعمورة من قبر هرتزيل في فلسطين إلى عائلة روتشيلد في واشنطن.

ما يروجه العدو الصهيوني من قصص ونفخ للروح في بعض الروايات وتقديمها على مسارح الفن السابع لمخاطبة العالم بطريقة رصينة وإعطاء الطابع الأخلاقي لما يفعله هذا الإحتلال بالفلسطينين من استهداف فكري وغسل أدمغة وكسر للإرادة الفلسطينية، هذا ما يروج له عمل درامي صهيوني اسمه فوضى fauda ، سوف يرى جزءه الثالث النور هذا الخميس الموافق 16.04.2020 ، حيث إختيار هذا التاريخ لتوزيع هذا العمل على الشاشات و الفضائيات العالمية ليست محض صدفة ، بل في هذا اليوم أُغتيل إحدى أيقونات المقاومة الفلسطينية خليل الوزير أبوجهاد ، هذا العمل تُرجم إلى اللغات الأساسية الذي ينطق بها العالم ، و سُوق له من قبل شركات تسويق عالمية حتى يصلوا إلى اكبر عدد ما يمكن من المشاهدين على طول الكرة الأرضية و عرضها. صُنف هذا المسلسل كواحد من أفضل الأعمال الدرامية في العالم لعام 2017، حيث يُبث هذا العمل في 130 دولة ، و الذي يوجد فيه كثير من عوامل التشويق و الإثارة و الإحترافية يُمكن المشاهد من متابعة هذا العمل بكل شغف . حيث هذا العمل الدارمي يسلط الضوء على ركن من أركان الصراع الصهيوني الفلسطيني من وجهة نظر صهيونية مع القفز عمداً و الابتعاد عن الجوهر الأساسي في هذا الصراع و هو قضية إحتلال فلسطين. حيث تدور أحداث كل حلقات و أجزاء هذا العمل على أخذ شريحتين من المجتمع الفلسطيني و المجتمع الإسرائيلي، الشريحة التي تنوب عن الفلسطينين هي مجموعة تؤمن و تخطط في كيفية إيذاء المجتمع الصهيوني بالعمليات الانتحارية، حيث المجتمع الصهيوني ضحية تلك العمليات و له الحق في فعل ما يفعله في هذا الشعب من إجرام و قتل بعيداً عن القانون الدولي إن أمكن ، و هذا ما يريدوه صناع هذا العمل الدرامي الصهيوني إيصاله للمشاهد حتى يسلب ضميره وعقله ومباركته في ما يرتكبوه ضد الشعب الفلسطيني . حيث هذا يتجسد في الشريحة التي تمثل المجتمع الصهيوني في ذلك العمل الدرامي، وهي وحدات المستعربين التي تدافع من وجهة النظر الصهيونية عن مجتمعها من هؤلاء الإرهابين، حيث يرصد عمل و فلسفة وحدات المستعربين ، جل عمل تلك الوحدات التصفية الجسدية و المعنوية للفلسطينين و خاصة من لهم دور في مقاومة هذا الاحتلال ، حيث المعلومة التي يحصلون عليها ومن ثم معرفتهم لثقافة و ديانة الطرف الآخر، وإتقانهم للغة خصمهم ، تعزز عوامل رفع احترافية عمل تلك الوحدات.

يبين هذا العمل في كيفية اصطياد الهدف من رصد وجمع المعلومات من أقرب المقربين له ، وإسقاط أمني من أفراد المجتمع الفلسطيني دون علم من هم مستهدفين بذلك وسوقهم إلى قمة العمالة في خدمة المجتمع الصهيوني، حيث تدور أحداث هذا العمل على الإسقاط المباشر أيضا للفلسطينيين عن طريق الحواجز الصهيونية في إخضاع من يتجاوز هذا الحاجز من أجل عمل أو دراسة أو علاج لعملية إبتزاز واضحة ، الذي أستغربه هو كيفية سماح الأجهزة الأمنية الصهيونية لعمل درامي من الطراز الأمني الرفيع أن يرى النور، لأن أحداث هذا العمل تكشف الكثير عن قذارة تلك الأجهزة الصهيونية وعملها على الأرض و تطورها التكنولوجي في رصدها للمجتمع الفلسطيني. ويمكن لمن يعمل في مقاومة هذا الإحتلال والمواطن الفلسطيني العادي الإستفادة كثيراً من مشاهدة هذا العمل الصهيوني، وجعله رافعة لنا في فهم أعمق لهذا الاحتلال وشراسته ، لأن هذا العمل الدرامي مادة دسمة لمعرفة هذا الإحتلال و ووجه الحقيقي من وجهة النظر الفلسطينية ، تلك النظرة التي تحتاج دائما إلى تدقيق من قبلنا لحماية المجتمع الفلسطيني و تماسكه من عمليات الأختراق الصهيوني المتكررة لكسر إرادة هذا الشعب العظيم ، حيث وجب علينا دائماً تذكير هذا العدو أن تفكيك هذا الكيان وإزالته هي مسألة و قت لا أكثر ولا أقل. 

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة