الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 06:02

وباء الكورونا وشهر رمضان – ما العمل؟؟أمنون بئيري- ود. ثابت ابو راس

أمنون بئيري- سوليتسيانو
نُشر: 18/04/20 21:28,  حُتلن: 11:59

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

الاحصائيات المتزايدة للمصابين في الكورونا في البلدات العربية تنذر أننا في مرحلة ما قبل الذروة التي شهدتها البلدات اليهودية مثل بني براك وغيرها. هذه الارقام التي تصلنا من دير الأسد، أم الفحم، دبورية، جسر الزرقاء ورهط وغيرها تشير الى الحاجة الى العمل أكثر، سواءً كان من قبل الجهات الحكومية الرسمية أو من المواطنين العرب وسلطاتهم المحلية. 

تفشي المرض في البلدات العربية يصل أيام معدودة قبل بداية شهر رمضان والذي يشهد حراكاً اجتماعياً ودينياً قوياً خلال أيامه الثلاثين. من الممكن، فيما لو استمر هذا الحراك، أن نشهد الى زيادة عدد المرضى بهذا الوباء. فالصلوات الجماعية من جهة وولائم الافطار واللقاءات والسهر الجماعي هي من سمات رمضان المبارك. الاكثر من ذلك يكمن في اعلان الحكومة عن البدء في الرجوع البطيء الى النشاطات الاقتصادية وغيرها في البلاد هذا الأسبوع، بما في ذلك إرجاع التلاميذ الى المدارس قريباً، في الوقت ان ذروة تفشي المرض في البلدات العربية ستصل على ما يبدو في الاسبوعين القادمين.
ان ما حدث في دير الأسد خلال أيام عيد الفصح من طريقة تفشي المرض في مصنع اللحوم يؤكد اننا نتحرك في حيز جغرافي صغير وأن الاصابة تأتي من كل حدب وصوب. لذلك فان الاسراع في الرجوع الى الحياة اليومية الاعتيادية دون اخذ الحذر الشديد ستساهم في انتشار المرض.
هناك عاملان أساسيان ساهما في إنتشار المرض في البلدات العربية. أولهما هو التراخي في التعامل مع القضية من قبل بعض المواطنين وعدم التماثل للتعليمات مع ان المؤسسات الرسمية الحكومية بما فيها وزارة التربية والتعليم، التي عطلت المدارس، ووزارة الصحة التي طالبت المواطنين بالبقاء في بيوتهم. اما العامل الثاني فكان بالتأخير في إجراء الفحوصات بشكل عام وخاصة في البلدات العربية. وما زالت هناك بلدات عربية لم تصلها هذه الفحوصات حتى الان. ومن الممكن اضافة عامل اخر هو عدم العمل الكافي على فرض القانون من قبل الشرطة في البلدات العربية.
على هذه الخلفية ونحن على اعتاب شهر رمضان، تواجه المواطنين العرب اليوم تحديات كبيرة ومن المهم تخطيها بنجاح لمنع كوارث لا تحمد عقباها. التحدي الاول هو بالالتزام بقرارات المؤسسات المختلفة وتطبيقها وعلى راسها عدم الصلوات الجماعية في المساجد التي اغلقت بفتوى من المجلس الاسلامي للإفتاء بالإضافة الى تكثيف النشاطات لنشر الوعي بين الناس لخطورة المرحلة. هناك دور حاسم لرجال الدين المحليين في هذا المجال.
الشرطة مطالبة بالقيام بواجبها بفرض القانون من خلال التنسيق الكامل مع السلطات المحلية وخاصة ان هناك النفر القليل من بين الشباب الذين اعتادوا على استعمال المفرقعات والسياقة بتهور ونشر الفوضى في رمضان. التنسيق مع الشرطة هو مسؤولية السلطات المحلية نفسها ايضا وخاصة اذا احتاج الامر لفرض اغلاق تام لعدد من القرى.
لا يمكن الرجوع الى الحياة الاعتيادية في البلدات العربية في ظل الوباء الذي يتسع انتشارا. على وزارة الصحة تكثيف الفحوصات وبشكل سريع. كذلك من المهم بمكان ان يقوم متخذي القرار في الحكومة بالتشاور مع القيادات العربية او ان تبادر القيادات العربية الى المطالبة بتأجيل العودة الى الحياة الطبيعية الى النصف الثاني من رمضان. واهم ما في الامر ان لا تفتح المدارس من جديد قبل التأكد من أن اخطار انتشار الوباء من وراءنا. من الممكن تقصير فترة العطلة الصيفية لسد الفجوة التعليمية التي تتعمق بسبب اغلاق المدارس هذه الايام.
مواجهة هذه الازمة يتطلب تسهيلات تقوم بها المؤسسات الرسمية في الدولة. هناك اكثر من مليون عاطل عن العمل في بيوتهم مع نسبة بطالة تعدت ال 26% . وهناك نسبة عالية منهم تفوق نسبة المواطنين العرب في البلاد. هؤلاء يواجهون صعوبات اقتصادية الان وخاصة ان غالبية العمال والموظفين العرب يعملون في قطاع الخدمات والصناعة والمصالح الاقتصادية التي تدفع اجور متدنية. اوضاع هؤلاء الاجيرين من الممكن ان تتحول الى كوارث خاصة اذا لم يغد قسم منهم الى اعمالهم خلال الاشهر القادمة. نعلم جيدا ان اكثر المتضررين من الازمة اقتصاديا هم من المواطنين العرب. لذلك من الحري بمؤسسات الدولة مثل مصلحة الضرائب، التامين الوطني، السلطات المحلية والبنوك التجارية بمنح هؤلاء تسهيلات بالدفع، منح، قروض بشروط جيده وغيرها تتجاوب مع المرحلة الخطيرة الراهنة. هناك حاجة لتكثيف خدمات اخرى خاصة في هذه المرحلة بالذات مثل الخدمات النفسية والرفاه الاجتماعي.
لازمة الكورونا ابعادها على الصعيد القطري والعلاقات اليهودية العربية وعلى الصعيد العالمي. اهم العبر التي شاهدناها خلال انتشار وباء الكورونا هي ان الناس متساوون من حيث امكانية تلقي المرض. هذا الوباء لا يعرف الحدود الجغرافية للبلدان ولا الحدود القومية او الجندرية. والرد عليه كان ردا يهوديا عربيا لا يمكن اغفاله بعد الان. فمساهمة الأطباء، الممرضين وموظفي الخدمات الصحية العرب فاقت كل تصور وتبعث برسالة واضحة بضرورة مساواة المواطنين العرب ودمجهم في النواحي الاخرى لمرافق الدولة المختلفة.
وعلى الصعيد الدولي/الكوني فقد اعطى تفشي الوبأ الفرصة الى انحسار النشاطات الانسانية في البر، البحر والجو لنرى التوازن المطلوب؟ بين النشاطات الانسانية والطبيعة ووكلائها جميعا. لكن الاكثر وضوحا في هذه الايام ونحن معتكفين في بيوتنا ان السماء اصبحت أكثر صفاءاً. الا تلاحظون؟

الكاتبان مديران شريكان لجمعية مبادرات ابراهيم 

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة