الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 07:02

اطواق النجاة المهنية في المدرسة ما بعد الكورونا - بقلم: احمد محاجنة

الأستاذ احمد محاجنه
نُشر: 08/05/20 20:52,  حُتلن: 20:57

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

 إن الناظر اليوم لإصحاب الوظائف المتعددة في المدارس ومدى استعداد المسؤولين المهنيين في الوزارة على ابتكار وظائف جديدة حاليا وفي المستقبل لمساعدة المعلمين ليتمكنوا من رفع جودة التعليم والتعلم في المدرسة.

سنتطرق اليوم في مقالي لاحد هذه الوظائف بل أهمها حسب اعتقادي وهي وظيفة المركز التربوي والذي اعتمدته الوزارة للسنة الأولى في معظم المدارس الابتدائية والاعدادية وقبل سنين طوال في المدارس الثانوية.
سأتطرق في المقال لدور المركز التربوي ما بعد ازمة الكورونا ما عليه من واجبات مهنية والتي تتطلب دعم كبير من إدارة المدرسة للمركز التربوي في تطبيق الرؤيا المستحدثة في قضية التعليم في حالات الطوارئ.
في عصر تسارعت فيه حركة العلوم والمعارف، وغدت تقنية المعلومات والتقدم الإلكتروني هما المسيطران على كافة المجالات الحياتية، كان هناك إقبال شديد من المهتمين بمجال التعليم وخاصة فيما يتعلق بالجانب التقني. تطور على إثرها التعليم بصفة عامة وتطورت العملية التعليمية، وتطورت المشاريع والبرامج مما أدى إلى إحداث قفزة مذهلة غيرت مجرى الحياة وذلك من خلال أداء رسالة كبيرة تقع على عاتق كافة القائمين على العملية التعليم.
المركز التربوي في حقيقته هو مجموعة من العمليات التي تسعى في تكاملها إلى تطوير وتجويد العملية التعليمية، وهو أحد العناصر الجديدة المهمة في منظومة التربية، ولكي يُحقق المركز التربوي الأهداف المرجوة منه تَعين على المركز استخدام أساليب واستراتيجيات شتى، يتنقل فيما بينها ويتخير منها حسب الموقف التعليمي في البيئة المدرسية، ولعلي هنا أعرج على أهم أهداف المركز التربوي من تحقيق متطلبات عصرنا الحديث على ضوء ازمة الكورونا.
أهداف المركز التربوي:
• تحسين الموقف التعليمي، بنقل المتعلم من المتلقي إلى المشارك، ونقل المعلم من ملقن إلى موجه ومحفز.
• تأهيل الأطر (الكوادر) البشرية من معلمين أو قادة وصقل مهاراتهم وتوجيه إمكاناتهم بما يحقق أهداف مشاريع وبرامج الوزارة.
• تسليط الضوء على الموقف التعليمي لإبراز محاسنه وتلافي سلبياته.
• تقديم الدعم المناسب للفئة الأولى بالرعاية من المعينين والمنقولين حديثاً وذوي الأداء المتدني.
• تمكين المعلمين المميزين في أدائهم، بتشجيعهم على تقديم المبادرات ونقل خبراتهم لغيرهم.
• إعداد التقارير الرقمية (الذكية) التي تبرز أفضل ما في الميدان والرفع بها لصاحب القرار.
• معالجة الملاحظات بأساليب حديثة وخطط علاجية مدروسة.
• الاستفادة من كل ما يستجد من أساليب تربوية وأحداث علمية ومعلومات تخصصية وتقديمها بصورة يسهل تطبيقها في الميدان. من خلال طواقم المهنية داخل المدرسة بشتى مسمياتها.
• تيسير دمج التقنية في التعليم في أغلب الممارسات التعليمية وفق ما يستجد من برامج ومواقع إلكترونية رسمية مصادق عليها من قبل وزارة التربية والتعليم منظمات دولية مصادق عليها .
وبحكم أن المركز التربوي من العناصر الفاعلة في العملية التعليمية لاتخاذه موقعا مهما وأساس في تحقيق العديد من التطلعات والأهداف، فهو يعتبر مرشدا وموجها ومطورا وداعما ومساندا لكافة مقومات العملية التعليمية ومستمراً في تقديم الدعم الكامل حتى في ظل الأزمات الطارئة، خاصة أن دوره لا يقتصر على الميدان التربوي التقليدي بل يتجاوزه إلى العمل على الاتصال الإلكتروني. وتبين ذلك من ناحية الالتزام الذي يقوم به كل فرد من المركزين للاستمرار بدورهم في عملية التطوير المستمر ومواكبة التحديات وتقديم الدعم المناسب لكافة الفئات في أي زمان ومكان خصوصا في ظل الأزمة الراهنة التي يمر بها العالم أجمع والتي لم يشهد لها القرن الحالي مثيلا وهي انتشار فايروس كورونا (كوفيد-19)، وضع لم يكن مُزمنا بل فاجأ العالم بغتة أثناء ممارسة المهام التعليمية.
ووفق البيان الصادر عن منظمة اليونيسكو(نيسان 2020) “فإن الأزمة تؤثر الآن على ما يقارب 363مليون متعلم في جميع أنحاء العالم، من مرحلة ما قبل الابتدائي إلى التعليم العالي، بما في ذلك 57,8 مليون طالب في التعليم العالي “.
وفي ظل القرارات التي تم اتخاذها للإسراع في إغلاق المدارس، قام كل فرد بمتابعة المسؤوليات وإدارة المهام الموكلة إليه عبر وسائل التواصل الاجتماعية والادوات الرقمية للحفاظ على سلامة الجميع وسير العملية التعليمية وفق خطى ثابتة وتحت شعار “كلنا مسؤول ” وذلك استشعاراً للدور الوطني والوظيفي والاجتماعي.
ومن هنا تجلى دور المركز التربوي في قيادة تربوية هدفها الرئيس مواصلة الدعم اللازم لعملية التعليم والتعلم من خلال الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا لمواجهة التحديات التي فرضت نفسها.
دور المركز التربوي ما بعد ازمة الكورونا :
1- التكثيف من عملية نشر الوعي بأهمية التعليم الإلكتروني
يكون عبر إرشاد المعلمين للتعامل مع الطلاب من خلال التخطيط لقاءات وايام دراسية ونشرات توعوية بشتى الوسائل الرقمية او الشخصية التي يتبناها المسؤولين في التربية وكيفية توظيفها لرفع ضمان سير العملية التعليمية في التعلم في حالات الطوارئ في المستقبل.

2- القدرة على استخدام أدوات التعلم الإلكترونية
يكون من خلال الأدوات الإلكترونية التي تناسب كافة المعلمين وبمهارات عالية يستطيع معها المعلم مواصلة المهام وتوفير الوقت لأداء مهامه التعليمية.
3- تقديم الأساليب المركزية وفق المواقف التعليمية
ينوع الأساليب المركزية عن بٌعد كالقراءة الموجهة والنشرات التربوية والبرامج التدريبية والاجتماعات عبر القاعات الصوتية وكافة الأدوات الرقمية التي تناسب التعليم عن بعد.
4- القدرة على تخطي الحواجز المكانية والزمانية لتطبيق المهام
من خلال التعليم الإلكتروني والوصول الرقمي في أي زمان ومكان يواصل المركز مهامه مع المعلمين والمتعلمين ويقوم بتنفيذ المهام والمتطلبات بأقل جهد وأفر تكلفة.
5- العمل على توجيه المعلمين لأهم المنصات والمواقع والبرامج والتطبيقات التي تساهم في تطوير العملية التعليمية
من مهام المركز التربوي رفع كفاءة المعلمين وإكسابهم المعارف والمهارات بإرشادهم وتزويدهم بأدوات ومعينات التطوير الإلكتروني وخاصة المجانية منها والتي يتم تقديمها من الجهات المسؤولة.
6- العمل على حل المشكلات وإيجاد البدائل المناسبة لاستمرار العملية التعليمية
يمكن للمركز التربوي بالتنسيق مع المعلمين تزويدهم بأهم المهارات التي يسعون للعمل عليها وتنفيذها وفق تنسيق مشترك لإتمام المهام والتغلب على المشكلات الراهنة لإتمام المهام التعليمية.
7- تشكيل مجموعات تثقيفية وتطويرية
يقوم المركز التربوي من خلال وسائل وشبكات التواصل الاجتماعي بتقديم الدعم من خلال عمل مجموعات من أولياء الأمور والمعلمين لمناقشة كيفية تدريب الطلاب على مواجهة أي ازمة في المستقبل بكل سهولة ويسر، ومتابعة الأداء التعليمي وفق مواعيد محددة وثابتة في حالة تقديم الدروس عبر البث المباشر.
8-القدرة على تقديم برامج وأنشطة تساهم في عملية التطوير المهني للمعلمين من خلال المنصات التدريبية
حتى لا تكون الأزمة التي يمر بها المركزون والمعلمون دون أي تأثير، يجب الاهتمام بمواصلة العملية التعليمية عن بعد واستمرار التطوير المهني من خلال رسم خطط ثابتة تعالج مستقبلاً بعض جوانب القصور التي تم ملاحظتها، لتكون مركزاً لاكتساب فهم أعمق وجمع أكبر حصيلة من التطوير التي تعطي نواتج تعلم أعلى يساعد المعلمين على التجديد والتطوير وتشجيع الطلاب على الابتكار، كما يجعل المعلم يقف بنظرة تأملية على إنجازاته خلال العام

ختاما:
فلتكن هذه الأزمة عبارة عن تحدي يقيس بها الفرد مدى تقدمه حتى يكون أفراد العملية التعليمية متعاونين لبناء جيل أفضل، لأن المستقبل يحظى بمساحة واسعة من الفكر البشري الذي يسعى لإعداده والتهيئة للتعامل مع مستجداته المتسارعة والتعايش مع متغيراته المتعددة من أجل بناء ذلك الجيل في ظل توفير كافة الإمكانات لمواصلة العملية التعليمية بطرق سهلة وميسرة , لأننا في السنوات القادمة ستتحول العملية التعليمية من مرحلة تقليدية الى مرجلة رقمية يتم الاستخدام بها في الأساس على منظومات ذكية تحاكي التطور التكنولوجي السريع مما يتوجب على المسؤولين في وزارة التربية والتعليم ان تهيئ الطواقم لديها للتكيف مع المستجدات الحديثة في تطوير المناهج الدراسية , طرق التدريس ,التقويم البديل, منهاج فكر متطور لإعداد المعلمين الجدد الذي يعتمد على دراسات مهنية دقيقة تستقى من الحقل بشكل مباشر...
ملاحظة : المقال بين ايديكم اقتبست معطيات من مواقع مختلفة مع إضافة فكري الخاص

الكاتب: محاضر في التقويم البديل، البيداغوجيا الحديثة ومستشار تنظيمي، مختص في N.L.P

 

مقالات متعلقة