الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 01:01

هذه أم جبر وشاح ، يا قليل الأصل و الفصل- بقلم : الدكتور ياسر الشرافي

الدكتور ياسر الشرافي
نُشر: 19/06/20 00:50

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency


اليوم الخميس بتوقيت مكة أو القدس تم الاعتداء على إحدى أيقونات فلسطين ، مناضلة محفور اسمها في قلب كل حر ذات شرف و أخلاق ، تلك المرأة عندما نكتب عنها ترتجف الاقلام و تقشعر الكلمات ،إمرأة بحجم وطن ، إمرأة صابرة ، إمرأة بارة بأبناء وطنها العربي من مشرقه حتى مغربه ، فصل طويل من التغريبة الفلسطينية تجسدت بين خطوات تلك الأم الرائعة الجميلة التي تعثرت بين ظلمات الليل و أحلكها سواداً ، حتى تقصد زيارة أبنائها الذين ليست من رحمها ، لزيارتهم على مدار عشرات السنيين دون أي مقابل معنوي أو جاه هنا أو هناك ، لتجسد لنا المثل الأعلى في الانتماء و الانصهار الكلي في حب فلسطين و العروبة ، ونكران الذات من أجل فلسطين و كل الفلسطينين ، تلك المرأة تقدمت كل الفلسطينين في احتضان أسرانا العرب في السجون الفلسطينية ، لرد جزء من الجميل لما قاموا به تلك الرجال العرب من أجل فلسطين ، لتخفف عليهم من وطأة عذاب السجان في بعدهم عن أسرهم خاصة الأم و الأخت ، فكانت لهؤلاء الأسرى نعمة الأم و الأب و الأخت و الجدة ، و كانت تقدمهم في محبتها و احتضانها لهم عن أبنائها الحقيقيين، وزد على ذلك وجودها المستمر مثل الصلوات الخمسة في وقفات التضامن من أجل الأسرى في مقر الصليب الأحمر في غزة و أماكن أخرى هنا و هناك ، هذه أم جبر وشاح يا أبناء قلة الأصل و الفصل ، هذه أم جبر وشاح يا أبناء قلة الأخلاق و الشرف ، تلك المرأة التي أُعتدي عليها من أيدي مشبوهة ، يجب قطعها وبتر أفكاراً سوداء قد تسللت خسة بين أفراد شعبنا المرابط ، فيجب على الكل الفلسطيني دون مواربة تقديم هؤلاء السفلة الموتورين و المشبوهين إلى محاكمة غير عادلة و عدم الرأفة بهم ، و رفع الغطاء الوطني و الأخلاقي على من أرسلهم وحرضهم على تلك الجريمة التي تهتز لها السموات ، فبدل أن نكرم تلك الايقونة و نضع لها تماثيل في ميادين فلسطين كل فلسطين ، يعُتدى عليها ، فبدل أن نضعها في حدقات أعيننا ، نتركها لهؤلاء البناديق ينهشوا من لحمها ، فعار كل العار اذا نامت غزة هذه الليلة دون أن تطيب بخاطرها و أن نقبل حذائها من أجل ان تسامحنا و تغفر لنا عما أصابها في لحظة غدر ظن من أرتكبها أنه سوف يمر عنها دون أن يدفع الثمن اليوم أو يوم غد .
أم جبر وشاح ، فلسطين تحبك و نعتذر لك و لكل أبنائك أيتها البهية العزيزة النبيلة .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة