الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 01 / نوفمبر 02:01

اعتراف

بقلم: زهير دعيم

زهير دعيم
نُشر: 27/07/20 13:03,  حُتلن: 13:43

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

ربيع طالبُ مجتهد وخلوق ، يحبّ العلم منذ نعومة أظفاره ، فقد فتحَ عينيه على الكتب والأوراق تسرح في كلّ زاوية من بيتهم الأنيق الفخم ، ولا عَجَب ، فأبوه يعمل طبيبًا وامّه معلّمة ، لذا فقد فاز بالمرتبة الأولى في التحصيل والأخلاق، فأحبّه المعلّمون والطلاب على حدٍّ سواء.
كان ربيع يجلس في الصف السادس الى جانب جميل ، وكان جميل طالبًا حَسَن الأخلاق، متوسط الاجتهاد والتحصيل. وكثيرًا ما اتهم جميل من قبل الطلاب بأنه "ينقل" عن ربيع ، فكان يتضايق ويحلف انه لا يفعلها ، وكان ربيع يسانده في ذلك.
وفي احد الأيام عيّن معلم التاريخ موعدًا للامتحان ، وكانت المادة كبيرة وصعبة.

صمّم جميل أن يدرس هذه المرّة بجدّية ليبرهن للجميع بأنّه قادر على الفوز بأعلى العلامات ، في حين قضى ربيع الساعات الطوال قُبيلَ الامتحان أمام شاشة التلفاز يتابع مباريات كرّة القدم .
وعندما جاء موعد الامتحان ، "انقضّ" جميل على أسئلته مجيبًا عليها بدقّةٍ متناهية ، بينما راح ربيع يلوك المادة جاهدًا ان يستعيد منها او يتذكّر ما كان قد فاه به المعلم ولكن دون كبير جدوى.
وبعد يومين أعاد المعلم أوراق الامتحان مُصلَّحة ، وعندما وصل لدوْر لامتحان جميل ، ظهر الغضب على وجه المعلم وقال: "لقد قلت يا جميل معظم اجابتك عن ورقة ربيع ، فالإجابات متطابقة درجة كبيرة ، لذا قررت أن اخصم عشرين علامة من علامتكَ ، وأرجو الاّ تُكرّر هذا الأمر مرّة اخرى.
انفجرَ الطلاب بالضحك، وأخذوا يتغامزون عليه الا ربيع فقد نظر الى زميله المكسور القلب ، نظر اليه طويلًا ، ثمّ ما لبث ان وقف رافعًا يده ، طالبًا حقّ الكلام . "أنا يا استاذ ...أنا هو الذي نقل" ...وساد صمت طويل على كلّ
الطلاب ، صمت عجيب !!!
وتابع ربيع كلامه: "قد تستغربون ولكن هذه هي الحقيقة، فصديقي جميل حضَّر المادة أفضل تحضير، بينما قضيت أنا ساعات طويلة أمام التلفاز، فأرجو المعذرة، أولا من زميلي جميل الذي طُعن في الصميم ولم يتكلّم، ومنكم استاذي وزملائي ، واني أعد نفسي وأعدكم جميعًا أن لا اكرّر هذه الفعلة الشنيعة ... وأرجو ، انْ أذِنَ لنا المعلم أن نُصفِّق لصديقي جميل .

أومأ المعلم برأسه بالإيجاب ، فضجَّ الصفّ بالتصفيق الحارّ ، في حين سحّت دمعتان على وجنتي جميل. وبعد أن هدأت عاصفة التصفيق ، دنا المعلم من جميل، وربَّتَ على كتفه مُعتذرًا وقال: "اسمعوا يا أحبائي ، فقد تعلمّتُ وإياكم درسًا في التربية لن ننساه، تعلمنا ان لا نحكم على أحدٍ قبل التمحيص والتأكّد ...أليس كذلك ؟!

مقالات متعلقة