الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 16:02

احتيال نتنياهو: إعادة تسويق السيطرة على الفلسطينيين تحت ستار السلام/ بقلم: زهافا جلئون

زهافا جلئون
نُشر: 15/09/20 12:54,  حُتلن: 13:07

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

קרדיט לצלם: רונן אקרמן

رئيسة حزب ميرتس السابقه ورئيسة معهد زولات زهافا جلئون:

نتنياهو يقول السلام مقابل السلام" ، فهو لا يكذب فقط بشأن الثمن المطلوب منه دفعه مقابل تطبيع العلاقات ، بل يتفاخر أيضًا بأن الاتفاقية أوجدت الشق الأول في التضامن العربي مع الفلسطينيين

قبيل رحلة رئيس الوزراء نتنياهو إلى حفل إقامة علاقات مع الإمارات في البيت الأبيض معهد زولات للمساواة وحقوق الإنسان ينشر ان تزوير نتنياهو بشأن الاتفاق مع الإمارات العربية المتحدة ، عندما قدم الاتفاقية على أنها "اتفاقية سلام" ، وعندما أوجد تصويراً زائفاً بأن "السلام مقابل السلام" يمكن تحقيقه دون دفع ثمن.

وتفصل محاولة الاحتيال التي تعد استمراراً لمحاولة التزوير في "صفقة القرن" التي تم تسويقها أيضاً على أنها "اتفاقية سلام" رغم أنها كانت في قلبها خطة ضم أحادية الجانب لنحو ثلث الضفة الغربية. تزوير نتنياهو هو تثبيت للاحتلال وتعميقه وانتهاك صارخ ويومي لحقوق الإنسان يحدث تحت رعايته.

الخطوتان ، اللتان تهدفان إلى تعزيز القوة السياسية لنتنياهو وترامب ، تستبعدان الفلسطينيين فعليًا من النقاش وإلغاء حق الفلسطينيين في المساواة الوطنية وتقرير المصير.
الإعلان عن تطبيع العلاقات مع البحرين ، خطوة مرحب بها ، هو جزء من نفس العرض الذي يساعد نتنياهو على اكتساب الشرعية لاستمرار السيطرة على الفلسطينيين ويخدمه وترامب سياسيًا.

نتنياهو يقول السلام مقابل السلام" ، فهو لا يكذب فقط بشأن الثمن المطلوب منه دفعه مقابل تطبيع العلاقات ، بل يتفاخر أيضًا بأن الاتفاقية أوجدت الشق الأول في التضامن العربي مع الفلسطينيين. حتى الآن ، كانت الدبلوماسية مشروطة بإنهاء الاحتلال. وأضاف أن "الاتفاقية مع الإمارات العربية المتحدة تعد تطبيع الاحتلال والضم الزاحف الذي يحدث طوال الوقت ولسنوات ، وتبعث برسالة مفادها أن السيطرة الإسرائيلية على الفلسطينيين لم تعد عقبة في طريق إسرائيل نحو الازدهار".

وقد نشر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتاريخ 13 آب (أغسطس) 2020 النّص التّالي على تويتر:
"نفتح اليوم حقبة جديدة بعلاقات دولة إسرائيل مع العالم العربيّ: قرّرنا إقامة سلام رسميّ وكامل بين إسرائيل والإمارات العربيّة المتّحدة. سيكون هناك المزيد من الدّول العربيّة والإسلاميّة الّتي ستنضم إلى دائرة السّلام معنا. سلام حقيقيّ - لا توجد كلمة سرّ. السّلام من قوّة، سلام مقابل السّلام."
في إطار تطبيع العلاقات الدّبلوماسيّة مع الإمارات العربيّة المتّحدة، الّتي وصفها نتنياهو بأنها إقامة سلام، تقرّر الانسحاب من جانب واحد من خطّة ضَمّ نحو ثلث الضّفة الغربيّة، والّتي كانت مطروحة على جدول الأعمال منذ بداية العام كجزء من "صفقة القرن." ووعد نتنياهو الرّئيسي في الحملة الانتخابيّة الأخيرة. كان عام 2020 حقًا حافلًا بالأحداث السّياسية على السّاحة الفلسطينيّة: في كانون الثّاني (يناير) انطلقت صفقة القرن، وفي آب (أغسطس) علمنا باتّفاقيّة التّطبيع. في الواقع، في غضون ثمانية أشهر، تمكَّن نتنياهو وترامب أيضًا من الإعلان عن الضَّم بصوتٍ عالٍ - "هذا يوم تاريخيّ، هذه خطّة عظيمة لإسرائيل. هذه خطّة عظيمة للسّلام" – والتّراجع عنها من أجل "سلام" تاريخيّ آخر.

القاسم المشترك بين هاتين الحركتين هو أن كلاهما ينطوي على احتيال على الجمهور، وتَمَّ تسويقه بطريقةٍ مضلّلةٍ وموجّهةٍ. سُمِّيَت صفقة القرن بـ "معاهدة سلام،" رغم أنّها كانت في الأساس خطّة ضَمّ منحازة وأحاديّة الجانب فُرِضَت على الفلسطينيّين كأمرٍ واقعيّ. ووُصِفَت الخطوة مع الإمارات أيضًا بأنها "اتّفاقية سلام،" على الرّغم من أنّ إسرائيل لم تكن أبدًا في صراع مع الإمارات، وعلى الرّغم من وجود علاقات غير رسميّة بين البلدين منذ ثلاثة عقود. القاسم المُشترك الآخر للحركتين هو أنّه على الرّغم من إقصاء الفلسطينيّين كلّيًّا من النّقاش، إلّا أنّ لكلّ منهما تأثيرًا مباشرًا وبعيد المدى على الشّعب الفلسطينيّ.

تهدف ورقة السياسة التابعة لمعهد زولات إلى مراجعة الطّريقة المضلّلة الّتي تَمَّ بها تغليف اتّفاقيّة التّطبيع مع الإمارات العربيّة المتّحدة وتسويقها وبيعها للجمهور. لهذا الغرض، سنحاول أوّلًا تحديد طبيعة الاحتيال ومكوّناته المختلفة، من خلال فحص رسائل نتنياهو في مواجهة الواقع، وسدّ الفجوة بينها، وكذلك مراقبة الطّريقة الّتي يخدم بها نتنياهو نفسه. إن تطبيع العلاقات مع الإمارات أتاح لنتنياهو الانسحاب بطريقة أنيقة من خطّة الضّم الّتي فقدت جدواها وقوّتها، وفي الوقت نفسه، لم يحاول فقط تصوير نفسه على أنّه رجل دولة معتمد لا بديل له، بل حاول أيضًا إقناع الجمهور الإسرائيليّ بأنّ التّسوية مع الفلسطينيّين ممكنة بدون تعويض إسرائيليّ، وعلى حدِّ قوله - "السّلام مقابل السّلام".
ثم سننظر أيضًا إلى الثّمَنِ الفلسطينيّ الّذي تتكبّده هذه التّحركات، والأضرار الّتي لحقت بالفلسطينيّين نتيجة لها، وتعميق انتهاك حقوق الإنسان الخاصّة بهم. أولًا، وقبل كلِّ شيء، تساهم تحرّكات نتنياهو في استمرار الاحتلال والصّراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ من خلال خلق ظروف جديدة تُبعد الطّرفين عن القدرة على الوصول إلى حلٍّ سياسيٍّ. الأهم من ذلك كلّه، أنّ هذه التّحرّكات ليست أدوات للاحتلال فحسب بل هي أدوات الضّم الزّاحف أيضًا الّذي يحدث تحت رعايته، وتساهم في تقديمه على أنّه معقولٌ وعاديٌّ.
سواء تَمَّ التّخطيط لها مُسْبَقًا أو قد حدثت كنتيجةٍ ثانويّةٍ، فإنَّ الفلسطينيّين هم الّذين يدفعون مرارًا وتكرارًا ثَمَنَ تحرّكات نتنياهو وترامب. هذا لأنَّ نتنياهو، كجزءٍ من نفس عمليَّة الاحتيال التّسويقيِّ، يتّخذ خطوات تعمّق، تفاقم وتديم، وبشكلٍ أساسيٍّ تطبّع السّيطرة الإسرائيليّة على الفلسطينيّين والضّرر الّذي يلحق بهم، وتلفّه بغلاف "سلامٍ" لامعٍ، بختم أمريكيٍّ وشرعيّة عربيّة. على أيّ حال، عندما يسعى نتنياهو إلى التّرويج لتحرّك سياسيّ يخدمه ويُقَوّي سلطته السّياسيّة ويعطي شرعيّة لسيطرته العسكريّة على المناطق، فإنّه لا يتردّد في خداع الجمهور ونشر الأكاذيب الفاضحة وإخفاء الحقيقة عنه. 

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة