الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 10:01

خاطرة منفى/ بقلم: رشا وتد

رشا وتد
نُشر: 28/09/20 15:03,  حُتلن: 04:36

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

انحتاج لمنفى لنشعر بالاغتراب
ماذا عن المنفى الذي نعيشه مع أنفسنا؟؟
أنه مرآة البؤس والشقاء الذي تعكسه أرواحنا المثقلة
ألا يكفي الحزن القابع داخلنا في سراديبنا المعتمة
بين تلك القفار الموحشة التي تسمى ذات؟؟!!
كم مرة أغتربت مع نفسك وخانتك ؟؟!!
وكم مرة تهت بشوارع فكرك،مع أنك الذي رسم
خوارطها وصممها ؟؟
ولكنها النفس خائنة ؟؟
تغربك،تقصيك
تبعدك،ترحلك فتصبح غريبا بكل ما أتيت من عزم
من قوة،وتبقى في ذلك السراب الوهمي ببيداء عطشة للريهام،صدى... صوتك ما هو ألا صدى يتردد
في أجران تضاريسك المترامية بجسدك المثقل، المتعب التائه،في هذا الوجود المسير، تعطيه صولجان الحكم وتاج الملكية لتقنعه أنه مخير ولكنك تعود لتغوص في تلك الكذبة البشعة والخدعة الذاتية التي توهمك انك سيد نفسك، متى ستنضج أرواحنا لتتحرر من عبودية الحرية ...نعم نعم أجل أننا عبيد للحرية فطالما نسعى ونركض لاهثين وراءها،فنحن عبيد لها.واهمين انها ستأتي لاهثة راكعة على ركبتيها، جاثمة متضرعة مسلوبة القوى لتقول:"انا هنا امة لك سيدي " سيطول انتظارك،أنها حرة طليقة ونحن المكبلين بسلاسلها وأغلالها،توصد أمامك جميع الابواب وتغيب شموسك المتبدلة يوميًا
ذلك الأسبوع الأبدي الغير منتهي،أيامه مرايا معكوسة عن الايام التي سبقته والايام التي تليه،سنوات تعدو كالرئام بين الصخور المتهاوية من عمرك،لا أرض لا سماء، تكفي لهروبك من ذاتك، تخلع جميع جلودك المتراكمة الواحدة فوق الأخرى،جلود أعيتها السنوات وجلدتها الحسرات وكوتها وأكتوت بنار العبرات، المتساقطة من تلك المآقي،كالينابيع الحارقة، تملأ كؤوس النفس بؤسًا وشقاءًا، يمر أمامك شريط حياتك في لحظات أنكسارك، تعجز اللحاق به يمر سريعًا،كلمح البصر، تطير روحك أليه ويبقى جسدك عالقًا، غارقًا أرجله عميقة بوحل ذاتك السحيقة، المعتمة المتجذرة هناك،وروحك قد رحلت وسافرت الى ألف دويلة وألف قرية وقد حرقت الف شمعة، باحثًا عن السعادة الوهمية
المزعومة، تلك المهرة الجامحة،صعبة المرام، يصعب ترويضها وكلما رميت شباكك للأيقاع بها،طرحتك أرضًا
تلك الفراشة الشفافة تمر في حقول فكرك، تلملم الرحيق تثير المخيلة بألوانها القزحية، ولكنها سرعان ما تختفي بين غابات سوداء تدعى، واقعًا.....

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com


مقالات متعلقة