الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 14:02

-قراءة في قصّة "السّنجابة والعُقاب"-بقلم-هدى عثمان أبوغوش

هدى عثمان أبوغوش
نُشر: 07/10/20 23:42

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

"السّنجابةوالعُقاب" قصة للأطفال من تأليف الكاتبين صليبا صرصر،ورفيقة عثمان، عن دار الهدى للطباعةوالنّشر2020 م.
أّوّل ما يلفت القارئ لهذه القصّة،هو كتابتها على يد كاتبين ومن خلال معرفتي بالكاتبة رفيقة، أوضحت لي أنّها مستوحاة من قصيدة للشاعر صليبا صرصر، تتحدث عن العنف، وقد قامت بتأليفها بمشاركة الشاعر. حين أردتُ الكتابة عن القصّة،تهتُ كيف أُحدّد بصمة الكاتبين،إذ من المستحيل تحديد نقاط القوة والضعف عند أيّ منهما، وأيّ أُسلوب انتهجه كلّ واحد من الكاتبين؛وعليه كان الحرّي بالكاتبة الإشارة إلى أنّ القصّة فكرة مستوحاة من قصيدة صليبا، وكم هو جميل لو أمتعتنا في بدايّة القصة بجزء من القصيدة.أمّا التأليف،فهو من إعداد وكتابة الكاتبةرفيقة.
قصة"السنجابةوالعُقاب،"هي انعكاس لحالة العنف المتزايدة في أرجاء الوطن، وخاصّة في السّنوات الأخيرة؛ فلا يكاد يخلو يوم إلا ونسمع عن قتل وعنف يخلّف الحسرات، والحزن والألم، وقد جاءت القصّة على لسان الحيوانات النّسور (العقاب)وبين السّنجابة؛ لقد ظهرت السّنجابة ضحية لأحد النّسور الّذي بتر ذيلها؛ فآلمها فتوعدت بمعاقبة العُقاب والانتقام منه.
من خلال القصّة تطرح الكاتبة رفيقة عثمان مسألة الانتقام في المجتمع، وتعيد للنفس الإنسانيّة مقولة "العفو عند المقدرة " فتزهر الروح البشريّة، ويتحقق الأمن الّذي نفتقده. لقد وظّفت تلك الحالة من خلال إنقاذ السّنجابة للعُقاب بعد صراع نفسي طويل، حيث استسلم لمشاعر المحبة والحنان؛ فكان العرفان بالتقدير والاحترام من قبل عائلة النّسر "العُقاب" الّذي مكث في حضن عائلة السّنجابة فترة من الزّمن. من الملاحظ في القصّة،اهتمام الكاتبة بالحالة النفسية للشخصيّات وتسليط الضوء على الآثارالسّلبيّة، فقد استخدمت بعض الصفات والأفعال التّي توظّف الحالة: خائف،يبكي،يرتجف، وحيد، جرح، خجل،ألم،
يرتعش. كما بينت صورة الصراع النفسي المختنقة عند السّنجابة جرّاء بتر ذيلها وإهانتها بصورة جليّة، وذلك من خلال الحوار النفسي الّذي لازمها، كما أنّها أطلقت على أسماء الحيوانات أسماء تحمل معاني العاطفة مثل: السّنجابة"حنان"والعُقاب" محبوب" ؛لتثير في الطفل المتلقي المودة والعاطفة.
من خلال القصّة مرّرت الكاتبة معلومات عن صفات النّسر والسّنجابة، بالإضافة إلى وصف صفات فصل الشّتاء الّتي أغنت القصة بالطبيعة؛ كي تثير في الطالب والقارئ الفائدة، وأبرقت الكاتبة برسالة للقارئ من خلال عائلة النّسور ألا وهي ثقافة الاعتذار، وحُسن المعروف الّذي ينعكس على المجتمع بشكل إيجابيّ.
إنّ القصّة تمكّن الطفل المتلقي من الاستفادة من المفردات في القصّة من خلال التعرّف على الفعل والمصدر :(فرح -فرحا، يخفق -خفقانا، أضاءت -ضوْء) كما تحدّثت القصّة عن التّعاون بين أفراد المجتمع؛ من أجل المصلحة العامّة، كما ظهرت بين عائلة السناجب، وعائلة النّسور. استخدمت الكاتبة،اللّغة الفصحى، والضمير هو، وانتهجت الأسلوب السّردي المفعم بالوصف الدقيق، وكثّفت الحوار الداخلي من خلال السّنجابة للإشارة لحجم المعاناة، وعمقها.
حبذا لو ابتعدت الكاتبة عن استخدامها عبارة"حامي الوطيس" لأنها لا تلائم مستوى عمر الطفل، فكان باستطاعتها إستبدالها بجملة اشتدّت المعركة. جاءت النّهايّة سعيدة بحلول الأمن ورجوع العُقاب لأهله. جاءت الرّسومات للفنّانة المبدعة منار نعيرات،جميلة،واضحة،ومعبرّة. قصّة جميلة،ومعبرة ذات هدف تربويّ، فتحية للكاتبة والشّاعر.

مقالات متعلقة