الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 10:02

أمور مرعبة ما زالت مستورة

بقلم: الكاتب والأديب محمّد علي طه

محمّد علي طه
نُشر: 15/10/20 13:46,  حُتلن: 15:28

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

ما زال اللقاء الصّحفيّ الّذي كتبه عوفر ادرت مع المؤرّخ الشّجاع آدم راز حول كتابه الهامّ والجريء "نهب أملاك العرب في خلال حرب الاستقلال" (هآرتس، 2اكتوبر2020) يثير أصداء واسعة أهمّها معرفة مواطني إسرائيل اليهود بعض الحقيقة الّتي أخفاها عنهم مؤسّسو الدّولة، فهذه البلاد ما كانت قاحلة فأحياها المهاجرون اليهود، ولم تكن مملوءة بالمستنقعات الّتي تنتج الباعوض والملاريا فجفّفها اليهود الطّلائعيّون بل كانت عامرة بأهلها، بالشّعب الفلسطينيّ: بمثقّفيه وفلّاحيه وعمّاله وطلّابه.

"يفعل الحرّاث ما يريده معلّمه". قول فلسطينيّ سديد، فهؤلاء الحراميّة أو هؤلاء الجراد الّذين وصفهم بن غوريون وبن تسفي ما كانوا ينهبون ويسلبون لولا رضا القادة الكبار وتنفيذًا لمآربهم، وحينما قال يغئال ألون وهو من قادة حرب 1948 ووزير المعارف فوزير الخارجيّة: "جئنا الى هذه البلاد ولم نجد فيها حضارة، ولو عاش فيها شعب لترك وراءه حضارة ما" كان يدرك في قرارة نفسه أنّ الحقيقة تدحضّ كلّ حرف في كلامه، وأنّ مياه بحيرة طبريا الّتي يقع كيبوتس غينوسار على شاطئها لا تستطيع أن تمحو الجريمة الّتي حدثت، فمن غرس البيّارات وكروم الزّيتون والعنب واللوز يا ألون، ومن أصدر الصّحف اليوميّة والمجلّات وبنى المسارح ودور السّينما والنّوادي الثّقافيّة والرّياضيّة والكلّيّات، في القدس ويافا وحيفا واللّد والرّملة وبيسان وعكّا وطبريا وصفد والبصّة و...؟ ومن كان يملك المصانع والمعامل والآلات الكهربائيّة والسّيارات والثّلّاجات وأجهزة البيانو والبنوك والسّجّاد الفارسيّ والسّاعات والمجوهرات والكتب الّتي سلبها الجنود والمدنيّون اليهود؟

يكتب ألوف بن، محرّر هآرتس (9 أكتوبر): لو كان والدايّ عائشين ما تفاجأا ممّا كتبه آدم راز عن نهب الأملاك العربيّة فقد خدم والدي في كتيبة البلماخ الأولى تحت قيادة رحبعام زئيفي الّا أنّه ترك الكتيبة قبل احتلال اللّد والرّملة ولم يشارك في طرد السّكان، ولكنّه زار الرّملة المحتلّة بعد المعركة وأحضر لأختي "درّاجة صبيّ عربيّ" كما روت لي قبل موتها، وأمّا أمّي فخدمت في فرقة الكسندروني ، وعندما جرى الحديث في العام 1990 عن مجزرة الطّنطورة قالت لنا في جلسة عائليّة: من المؤكّد أنّه كانت مجزرة وما زلت أذكر الشّبّان عائدين من الطّنطورة وقد حملوا لنا عقود النّساء العربيّات!!.

وأمّا عوديد هون (تل أبيب) فيكتب: أعاد لي الصحّافيّ عوفر ادرت الذّكريات عندما كنت بالسّادسّة من عمري في منتصف العام 1948 ونسكن في كيبوتس في مرج بيسان وفي يوم ما عدت الى غرفة والديّ المتواضعة في الكيبوتس فوجدت على الأرض سجّادة فارسيّة تخلب النّظر وعلى الطّاولة صينيّة جميلة وفناجين قهوة من الصّينيّ المذهّب وشبريّة مرصّعة بالحجارة الكريمة فتفاجأت وسألت أبي من أين هذه الحاجات الجميلة؟ فأجابني ببساطة: أحضرتها من بيسان.
وكتب الجنرال ابراهام يفيه الّذي احتلّ مدينة بيسان "أكّدنا لوجهاء المدينة على أن نحافظ على حياتهم وأملاكهم ولكن ما جرى بعد احتلالها كان العكس فقد سلب اليهود أملاكهم وشارك في السّرقة أعضاء الكيبوتسات من الّذين شاركوا في احتلال المدينة أو الّذين جاءوا بعد الاحتلال للسّرقة!"
تعرف السّيدة غولدا مئير اسم العربيّ صاحب الفيلا الّتي سكنت فيها ويعرف وزراء العدل في حكومات إسرائيل من يملك بناية وزارة العدل في القدس.
هناك أمور مرعبة ما زالت مستورة، وهناك من استيقظت ضمائرهم وبدأوا يعترفون.
نحن نعيش في عام الكورونا وكتب حفيدي معتزّ بن عليّ على صفحته: لك أن تتخيّل بأنّ أكثر كلمة إيجابيّة في سنة 2020 هي Negative (سلبيّة).

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة