الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 17:02

اعتزال محترفين في جيل مبكر بأقسام الشبيبة، كيف نتعامل مع الظاهرة بالفرق العربية؟/ أمير أبو شقارة

أمير أبو شقارة
نُشر: 12/11/20 12:48,  حُتلن: 16:31

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

هناك أهمية جمّة لوجود وعمل شركات الوكالات وللتعاون من جانب الفرق العربيّة واولياء أمور اللاعبين العرب مع هذا النشاط ودعمه لتحقيق ملائمة أكبر بين اللاعبين والمدربين وبين الفريق ككُل 

-  أمير أبو شقارة

لطالما كانت كرة القدم اللعبة الأكثر شهرة وشعبية في العالم، اذ احتلت على مرّ التاريخ على أكبر عددٍ من المُتابعين ومن اللاعبين والمدربين الذين يمارسونها بشغفٍ، في السنواتِ الأخيرة كان هناك ازدياد واضح لعدد المشاهدات وبنسبة المتابعين لها مما ادّى لازدياد المشجعين للنوادي المحليّة والعالميّة المُختلفة، الأمر الذي ساهم في ارتفاع مستوى المنافسة في اللعبة وكذلك ارتفاع ملحوظ لأسعار وأجور اللاعبين التي وصلت لأسعارٍ باهظة وخياليّة. في السنوات الأخيرة أصبح نشاط وقوة شركات وكالات اللاعبين هي محور المنافسة بين النوادي الكبرى وذلك وفقًا لِما ذُكِرَ في الكثيرِ من المقالات العالميّة مثل: "World Soccer ,WSC"، وهذا ادّى لتقوية اللعبة ومنافسة واضحة على اللاعبين وكشف مواهب جديدة وصاعدة مما ادّى الى اتاحة الفرصة للاعبين جدد للانخراط في اللعبة والوصول الى العالميّة والشهرة.


أمير أبو شقارة

ولكن على المستوى المحلي العربي في البلاد معظم الفرق العربية تعاني من عدم وجود عدد لاعبين محليين كاف، هنالك الكثير من اللاعبين وخاصة في أقسام الشبيبة يعتزلون مع نهاية كل موسم او بفترات الاستراحة في الدوري وهم في جيلٍ مُبكِّر وبذلك يخسرُ الكثيرَ منهم مستقبلًا واعدًا في عالم الساحرة المُستديرة.

أسباب هذهِ الظاهرة كثيرة، وتُطرَحُ دائمًا الأسئلة حول هذهِ الأسباب من قِبَل المُدرِّبين او من مُدراء الفرق العربيّة، أحد الأسباب المركزيّة التي غالبًا لا يتم الحديث عنها بوسائل الأعلام هي نقص او رفض تعامُل الفرق مع شركات وكالات اللاعبين، بالرغم من ان قضية انتقال اللاعبين والمدربين بين الفرق هي نقطة محورية اساسيّة هامّة لتطوير مستوى كرة القدم في البلاد والعالم. تعود اهميّة هذه القضية للشروط والتحديدات التي تشملها هذه الانتقالات، اذ تضمن استمرارية منافسة قوية بين الفرق وهذا الامر يختلف عن مجالات المهن الأخرى التي ينتقل العاملون بها من مكان عملٍ الى آخر بدون تحديدات وشروط والتزامات.
في مختلف انواع الرياضة انتقالات اللاعبين لها قواعد وميزات خاصة تهدف للحفاظ على المنافسة بين الفرق. في إسرائيل مثلًا يتم تنظيم الانتقالات بموجب القوانين الرياضيّة المحليّة وفي السنوات الأخيرة تم تعديلها لتتناسب بشكل شبه تام مع قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا".

في هذه الوكالات يتم توجيه مسيرة اللاعب او المدرب ومطابقة امكانياتهِ بالفريق المناسب له، وذلكَ وفقًا لمقاييس واحصائيات اللاعب او المدرب المتعلقة بعدة عوامل خاصّة به. عادةً تكون لهذه الوكالات قدرات لكشف مواهب ودعمها بمساعدة تكنولوجيات وتطبيقات حديثة وآليات تهدف للتقدم في المسيرة الكروية الشخصيّة لكلّ لاعب او مُدرِّب، اذ تدعم اللاعبين بشكل شخصي وتعمل على تقوية عدة مجالات فيه منها عقليه، ذهنية، بدنية ومهنية، وكذلك تعمل على تسويق اللاعب والتفاوض على عقد اللاعب في حال نجاح تسويقه الى فريقٍ مناسِب.
اغلبية الفرق في العالم تهتم بالفريق كفريق والنجاح كمجموعة واحدة وليس بشكل فردي للاعب معين لأنّ كرة القدم تعدّ اساسًا من الرياضات الجماعيّة القائمة على مبدأ التعاوُن وروح الفريق لذا من المهم ملائمة كل لاعب حسب الفريق الملائم له وهذا جزء من عمل هذه الوكالات وهي ملائمة كل لاعب للفريق المناسب.

واخيرًا، عدم وجود انتقالات وانخراط لاعبين او مدربين بفرق مناسبة تؤدي لوجودهم في أماكن ليست لهم مهنيًا، لذا هناك أهمية جمّة لوجود وعمل شركات الوكالات وللتعاون من جانب الفرق العربيّة واولياء أمور اللاعبين العرب مع هذا النشاط ودعمه لتحقيق ملائمة أكبر بين اللاعبين والمدربين وبين الفريق ككُل بالرغم من شح الميزانيات المتواضعة في الوسط العربي، وإذ حققنا ذلك فيمكننا تطوير مستوى اللعبة واللاعبين في الوسط العربي بشكلٍ ملحوظ وايصالهم لنجاحات بارزة على المستوى المحلي والعالمي. 

* أمير أبو شقارة - وكيل اعمال لاعبين كرة قدم ومستشار قانوني

مقالات متعلقة