الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 18:02

هل سيكون نصر الله الهدف التالي بعد اغتيال سليماني وزادة

بقلم: أحمد حازم

احمد حازم
نُشر: 04/12/20 10:09,  حُتلن: 10:12

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

 بعد عملية اغتيال كبير العلماء النوويين في إيران محسن فخري زادة، في السابع والعشرين من الشهر الماضي، سارعت السلطات الإيرانية إلى توجيه أصابع الإتهام إلى إسرائيل باعتبارها المعنية رقم واحد في إبادة كل من له علاقة بالمشروع النووي الايراني. لكن إسرائيل نفت ضلوعها بالعملية، إذ صرح الوزير الإسرائيلي تساحي هانغبي، وهو أحد المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الثامن والعشرين من الشهر الماضي بعدم وجود دليل لديه يثبت على من قتل العالم النووي الإيراني. وبرر ذلك بصورة أوضح إذ قال:" "ليس لدي أي دليل على من فعل ذلك، ليس الأمر أن فمي مغلق لأنني مسؤول، بل لأنه ليس لدي أي دليل حقا".
هكذا قال الوزير الإسرائيلي، الذي تبين بعد ذلك انه كاذب. والكذب مسموح به كما يبدو لدى الساسة في اسرائيل بدءأً من رئيس الحكومة نتنياهو الذي طالما عودنا على سماع الأكاذيب منه. فقد ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية خبراً مفاده أن مسؤولاً في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية صرح بشأن اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده " بأن على العالم أن يشكرنا". ويعتبر تصريح المسؤول الأمني الإسرائيلي برهانا واضحا على أن اسرائيل هي التي قامت بالعملية وأزالت بذلك كل التكهنات حول ذلك.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفي خطاب له بثه التلفزيون الإسرائيلي عام 2018 اتهم العالم زاده بأنه يقود النشاط السري للبرنامج النووي الإيراني تحت ستار برنامج مدني، بعد أن تمكن عملاء إسرائيل كما ذكر نتنياهو من العثور على كميات كبيرة من الوثائق من موقع نووي في طهران، حينها قال نتنياهو “تذكروا ذلك الاسم، فخري زادة”.
طبيعي أن تكون إسرائيل أو الولايات المتحدة وراء كل عملية اغتيال لشخصية أمنية أو علمية مرموقة في إيران، بسبب وجود حرب معلنة بين إيران وتلك الدولتين ولا سيما مع إسرائيل والتهديدات المباشرة بينهما. إن إغتيال العالم النووي الإيراني محسن زادة يأتي بلا شك ضمن مخطط إسرائيل في القضاء على كبيري الهرم النووي الإيراني الذي كان زاده يعتبر أبرزهم. إسرائيل تقوم بعمليات عسكرية متفرقة ضد إيران لسببين: أولهما عرقلة تقدم إيران في مشروعها النووي على اعتبار وجود احتمالات أن تتمكن إيران في يوم ما من امتلاك السلاح النووي، ولذلك تعمل إسرائيل على التخطيط والتنفيذ لكل ضربة ضد إيران، وثانيهما انتهاز كل فرصة مؤاتية لتوجيه ضربة عسكرية للوجود العسكري الإيراني في سوريا، لمنع الإيرانيين من الوصول للجولان
الإجراءات الأمنية الإيرانية كانت مشددة على زاده، إذ كان يعيش في الخفاء تقريبا ولا يعرف احد بمكانه سوى المفروض أن يعرفوا ذلك خصوصاً بعد عمليات الاغتيال التي طالت خمسة علماء نوويين إيرانيين بين عامي 2010 و2012، وقد منعت السلطات الإيرانية محققي الأمم المتحدة مقابلته لاسيما وأن إيران وحسب المعلومات المتوفرة، استطاعت في عهد زاده تصنيع رؤوس نووية وراء ستار برنامج مدني معلن لتخصيب اليورانيوم، ما جعل زاده موضوع متابعة من مجموعة استخبارات دولية، وضعته تحت المراقبة، وتعقبت تحركاته باعتباره العقل المدبر لجهود إيران السرية في التوصل لصنع قنبلة نووية.
من الواضح أنّ إسرائيل لن تتأثّر بردود الفعل الإيرانية. صحيح أنها أبلغت كل سفاراتها باتخاذ الحيطة والحذر الشديدين بعد اغتيال زاده، لكن إيران كما أعتقد لن ترد على إسرائيل بعملية مماثلة رغم تبجحها، لدرجة أن البعض في إيران طالب بتوجيه ضربة لمدينة حيفا.
محللون عسكريون يرون أن إيران لديها القدرة الكلامية فقط في الرد. فكثيراً ما توعدوا أميركا بتوجيه ضربة موجعة لها بعد إقدامها على اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في “الحرس الثوري” في الثالث من كانون الثاني – يناير الماضي بعيد مغادرته مطار بغداد، لكن الوعيد والتهديد لا يزالان في خبر كان. حتى أن إسرائيل تقوم باستمرار بتوجيه ضربات لمقرات عسكرية إيرانية في سوريا ولا تصدر أي ردة فعل إيرانية. عدم رد إيران على اغتيال سليماني، هو برهان واضح على أنها عاجزة تماماً عن الرد، وليس في استطاعتها القيام بأيّ عملية عسكرية ضد الولايات المتّحدة أو ضد إسرائيل.
وإذا كانت إسرائيل قد وصلت إلى مكان إقامة "أب القنبلة النووية الإيرانية زاده" كما يطلقون عليه رغم إجراءات وحمايات لا مثيل لها، فهل سيكون الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الهدف التالي لإسرائيل في قائمة عملياتها ضد إيران وأذرعها؟ ما كان من الصعب على إسرائيل إنجازه في إيران قد تحقق، وليس من المستبعد أن نستيقظ يوما على خبر قيام إسرائيل باغتيال حسن نصر الله، بعد اغتيال كبير علماء النووي الإيراني، محسن زاده، فكل شيء جائز لا سيما بعد اغتيال زاده وسليماني.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com


مقالات متعلقة