الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 01:01

الضرر الصامت: كيف يمكن لمرضى التصلب المتعدد تجنب المس الإدراكيّ؟

د. عدي ويلف يركوني

كل العرب
نُشر: 22/12/20 13:48,  حُتلن: 17:49

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

وصل الى كل العرب بيان صادر عن جمعية مرضى القلب المتعدد، جاء فيه:" على ما يبدو، فأن الطريقة قد تبدو أسهل مما نظن، وفق معطيات عرضت في مؤتمر اخصائيي الأعصاب الدولي، والذي نظم بتاريخ 9.2020

مقابلة خاصة مع د. عدي ويلف يركوني، مُختصة في علم الأعصاب وطبيبة مختصة في عيادة التصلب المتعدد في مركز رابين- بيلنسون.

تشير الأبحاث إلى أنّ اكثر من 50٪ من مرضى التصلب المتعدد قد يعانون من ضعف إدراكي نتيجة لمرضهم المتمثل في مشاكل الانتباه والتركيز، ضعف الذاكرة اللفظيّة والبصريّة، التوجه المكاني، فهم الروابط المنطقية بين الأمور، وشعور عام بتراجع الوظيفة المعرفيّة والإدراكيّة. فهل يمكن للمرضى المصابين بهذا المرض أن يقوا أنفسهم ويقللوا من تلف الدماغ؟ الخبر السار في المقال.
في المؤتمر الدولي لمرض التصلب العصبي المتعدد (ACTRIMS)، والذي عُقد "أون لاين" في سبتمبر من هذا العام (2020) في واشنطن، وجاء بمشاركة موسعة لأطباء أعصاب وخبراء من إسرائيل والعالم المختصين في علاج التصلب المتعدد، تم نشر دراسة تبحث آثار النشاط البدني على القدرات الإدراكية لمرضى التصلب المتعدد.
على عكس الدراسات الشائعة في هذا المجال، والتي تركز على الآثار الجسدية للمرض، ركزت الدراسة على "المرض الصامت"، وهو التدهور المعرفيّ والإدراكيّ لدى المرضى، حيث برز في الدراسة معطى واحد على الأقل مشجع جدًا.
وفق الدراسة، يتضح أنّ طريقة إبطاء المس الإدراكي الناتج عن الإصابة بالمرض، بشكل ملحوظ، يمكن أن يكون أبسط مما كنا نظن.
وفي السياق، توّضح الدكتور عدي ويلف يركوني، طبيبة الأعصاب والمختصة في عيادة رابين بلينسون للتصلب المتعدد: حتى الفترة الأخيرة كان هنالك سجالا حول تأثير التمارين الجسدية على مرضى التصلب المتعدد، علمًا أنّ أبحاثًا قديمة أظهرت أن لا علاقة بين الأثنين. في الدراسة التي عرضت في سبتمبر، أثبت الباحثون أنّ التمارين الجسدية تُحسِّن بشكل كبير الوظيفة الإدراكية لدى المرضى، ومن مجموعة الأنشطة المتنوعة، تبين أن المشي السريع هو أكثر الأنشطة الموصى بها".
وتضيف: هذا الحل، مما يعني التمارين الجسدية، وخاصة المشي السريع، هو حل متاح للجميع، وسهل جدًا تطبيقه، وهذه بشرى سارة ومشجعة إلى كل من يعاني من المرض.
تشير الدراسات المنشورة مؤخرًا والتي تتطرق إلى المرضى الذين يُعرفون بـ RIS – المصابون متلازمة العزل الإشعاعي، مما يعني غياب الأعراض الجسدية للتصلب المتعدد، أنّ الفحص والتصوير بتقنية الـ MRI يؤكد آفات ومضاعفات المرض.
يعتقد معظم الأطباء، حتى اليوم، أنه لا ينبغي معالجة مرضى الـ RIS طبيًا مثل المرضى الآخرين لأنهم لا يعانون من نوبات أو قيود جسدية. مع ذلك، كما يتضح من الدراسات المنشورة ، فإن مرضى التصلب العصبي المتعدد من نوع RIS ليسوا محصنين ضد المس الإدراكي والمعرفي، نتيجة المرض، والذي يضر بجميع أنواع مرضى التصلب المتعدد.
وحول الموضوع تقول د. ويلف يركوني: لا توجد دائمًا علاقة بين شدة الضعف الجسدي = وشدة الضعف الإدراكي. قد يكون مريض معين مقيدًا على كرسي متحرك، ولكن مع وظيفة إدراكية ممتازة، مقارنة بمرضى الذين يُعرفون بـ RIS، أو التصلب المتعدد "الحميد"، الذين لا تظهر عليهم أعراض جسدية على الإطلاق ، او لديهم فترات طويلة من الهدوء في النوبات، لكنهم قد يعانون من التدهور المعرفي والإدراكي. بمرور الوقت، أدركنا أنه لا توجد علاقة مباشرة (ارتباط) بين الأشياء، وجميع المرضى مع اختلاف خصائص مرضهم، معرضون لخطر ضعف الإدراك".
مرض التصلب العصبي المتعدد، هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تهاجم الجهاز العصبي المركزي بما في ذلك الدماغ والنخاع الشوكي. يتسبب مسار المرض في تدمير مادة المايلين، وهي المادة التي تغلف النهايات العصبية مما يتسبب في حدوث اضطرابات في توصيل النبضات العصبية. يمكن للمرض أن يضعف مجموعة واسعة من الوظائف، بدءً من الصعوبات الجسدية مثل المشي، وتنشيط الأطراف، والقدرة على حمل الأشياء، إلى نوبات آلام الأعصاب مثل الحرق والختان. في الوقت نفسه، هناك عملية موت الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى انخفاض حجم المادة الرمادية في الدماغ، وهذا ما يؤدي إلى تطور المرض إلى حد المس بالوعي الإدراكي والمعرفي.
وتشير الطبيبة ويلف-يركوني أنه: حتى مؤخرًا، كانت قضية التدهور المعرفي في التصلب المتعدد مهملة وهامشية في البحث، على الرغم من انتشار المشكلة في صفوف حواليّ 50٪ من المرضى. في معظم الحالات، يكون معدل التدهور في وظائف المخ بطيئًا جدًا ويمكن تحسينه وحتى منعه.
اثبتت الأبحاث أنّ الجيل الجديد من أدوية التصلب المتعدد من المؤكد أنه يساعد في منع المس الإدراكي الناتج عن المرض. "الدراسات السريرية، والتي فحصت جدوى الأدوية بالنسبة لمرضى التصلب المتعدد، وعلى الرغم من عدم فصحها تأثير الأدوية على المس الإدراكي، إلا أنها أكدت قدرتها على ابطاء المرض، كما وابطاء عدد نوباته، ومنع أي ضرر دماغيّ منها ضمور الدماغ، وبالتالي كل هذه الأسباب مجتمعة تؤثر على المس الإدراكي وتعمل على ابطاءه. وقد تم التأكيد على هذه الحقيقة من خلال دراسة نشرت مؤخرًا في الصحيفة الطبية المعروفة "NEUROLOGY". في دراسة كبيرة وشاملة تضمنت 41 دراسة منشورة وأكثر من 7000 مريض بالتصلب المتعدد ، أظهرت أن أدوية التصلب المتعدد لها تأثير إيجابي على الوظيفة الإدراكية.
إلى ذلك، تم مؤخرًا نشر دراستين حول حفظ القدرة المعرفية لدى مرضى التصلب المتعدد ، أظهرت إحداهما تحسنًا في سرعة المعالجة الدماغية لدى مرضى التصلب المتعدد التدريجي الثانوي. هذه أول دراسة تظهر مثل هذا التأثير على الإدراك في مرض التصلب العصبي المتعدد الثانوي، حيث غالبًا ما يكون التدهور المعرفي أكثر أهمية.
اذًا، كيف يمكن تشخيص انخفاض الإدراك وصعوبة التركيز؟
حول الموضوع تقول الطبيبة ويلف-ياركوني: غالبًا ما يتم تشخيص مرضى التصلب المتعدد بضعف إدراكي في عدة مجالات رئيسية. هناك وظائف معينة تصبح أكثر ضعفًا؛ سرعة معالجة المعلومات، الشعور بإبطاء القدرة على أداء المهام المعقدة بسرعة، انخفاض الذاكرة على المدى القصير على سبيل المثال قراءة قائمة الكلمات، وتذكر الكلمات التي ظهرت. ضعف الانتباه والتركيز شائعان أيضًا في التصلب المتعدد. هناك صعوبة شائعة أخرى تتمثل في ضعف القدرة الإدارية؛ إدارة الوقت، أداء المهام المعقدة في نفس الوقت والكفاءة.
"لن ينتبه المرضى دائمًا إلى التدهور المعرفي وأحيانًا تُفرض مهمة التشخيص على البيئة المباشرة - الداعمة، والتي تتنبه إلى أشياء يحاول المريض إخفائها أو انكار حدوثها أو الخوف منها مما يمنعه الاعتراف بالتراجع. يمكن للمرء أن يفهم كيف يمكن للضعف الإدراكي السيطرة على جميع مجالات الحياة والتأثير بشكل سلبي. يضاف إلى ذلك الاكتئاب الشائع بين المرضى نتيجة الشعور بالإحباط والغضب والعجز الذي يشعر به المرضى تجاه مرضهم. لسوء الحظ، من المعروف أيضًا أن الاكتئاب يضعف القدرات المعرفية ويمكن أن يؤدي الضعف المعرفي إلى تعميق الشعور بالاكتئاب وتفاقمه".
"على ضوء ذلك، من المهم تقييم الوظيفة المعرفية بانتظام. وإذا لزم الأمر ، يمكن تمديد التشخيص عن طريق الاختبارات العصبية النفسية الخاصة بالتصلب المتعدد. إذا كان الأمر كذلك فما الذي يمكن عمله لتنمية القدرات المعرفية لدى المرضى بالإضافة إلى تلك المذكورة؟".
"أولاً، بطبيعة الحال، فإن اتباع نمط حياة صحي يتضمن تجنب التدخين واتباع نظام غذائي صحي وتقليل التوتر والإجهاد سوف يساهم في الحفاظ على نوعية حياة صحية وحيوية. في الوقت نفسه، أصبح لدى الطب الآن عدد من خيارات العلاج التي غالبًا ما يتم دمجها لتوفير استجابة شاملة. "أهم شيء في التصلب هو علاج المرض نفسه باستخدام مجموعة متنوعة من الأدوية المستخدمة حاليًا. وهناك علاج آخر للأعراض، مثل علاج ريتالين لتصلب الشرايين، الذي يمكنه تحسين الوظيفة الإدراكية في هذا المجال. يمكن لمرضى التصلب العصبي الذين يعانون من التعب تلقي الأدوية المنشطة. لم تثبت جميع الأدوية أنها فعالة في علاج المشكلة بمفردها، ولكنها تحسن بشكل غير مباشر الأعراض الشائعة مثل التعب والانتباه ومشاكل التركيز".
"العلاج الثاني، الذي يدعم العلاج بالعقاقير وأحيانًا هو أكثر تأثيرًا، هو إعادة التأهيل النفسي العصبي. "في الواقع، نقوم مع المريض بتطوير استراتيجية للتحسين الوظيفي، وليس بالضرورة القضاء على التدهور المعرفي، ولكن تعلم كيفية التعامل مع المشكلة والعمل بشكل يومي. نتعلم العمل مع قوائم وطرق للتذكير. في إعادة التأهيل نسعى جاهدين لمساعدة المريض على فهم ما هي الصعوبات التي يواجهها وما هي الاستراتيجيات التي تناسبه للتكيف وتحقيق التحسين الوظيفي والمعرفي. "الاحتياطي المعرفي" ، يمكن أن يكون وظيفتنا أو دراساتنا ، ولكن يمكن أن يكون أيضًا رقصًا ، قراءة ، حل ألغاز ، ألعاب كمبيوتر ، أي شيء يدرب الدماغ ويحافظ على مستوى عالٍ من التفكير ، إنه شيء يحسن الوظيفة الإدراكية ويحمي من الإصابة والإرهاق "من المستحسن بالتأكيد لمرضى التصلب العصبي المتعدد أن يمارسوا الهوايات بجهد عقلي لتطوير الدماغ."
"العلاج الثالث، وهو متاح للجميع، هو الاحتياط المعرفي. "لتجنب ضمور الدماغ، نشجع أنفسنا على الاحتفاظ بـ" احتياط معرفي "، يمكن أن يكون عملنا، أو دراساتنا، ولكن يمكن أيضًا أن يكون الرقص، والقراءة، وحل الألغاز، وألعاب الكمبيوتر. أي شيء يدرب الدماغ ويحافظ على مستوى عالٍ من التفكير هو شيء يحسن الوظيفة الإدراكية ويحمي من ضعف القدرات وتآكلها. يوصى بالتأكيد لمرضى التصلب العصبي المتعدد أن يتبنوا هوايات بجهد عقلي لتنمية الدماغ."
بالطبع، كما ذكر الباحثون في بداية المقال ، فإن التمارين الرياضية أيضًا لها تأثير حاسم. "كل مرضاي أقول لهم، يُنصح جميع مرضى التصلب المتعدد بالمثابرة على التمرين، وأي تمرين تريده وقادر على أدائه. فهو يساعد على تقوية العضلات ويحسين المزاج ويحافظ على نوعية حياة جيدة"- تختتم ويلف يركوني.

انضموا إلينا إلى مجتمع قوي ومؤثر- المجتمع البيتي الداعم لمرضى التصلب المتعدد و- CARE GIVERS الأكبر في إسرائيل من هنا.
مجتمع داعم، يعمل على الربط بين المرضى القدامى لبين المرضى الجدد، وتمنحهم "منصة" لنقل تجاربهم الشخصية والخاصة، من خلال مقابلات تلفزيونية، راديو، واعلام مكتوب.
مجتمع نقوم خلاله بنشر مضامين محتوى مهمة للمرضى، والتي تتغير على أساس شهريّ، كما ونقوم بتنظيم عدد من الدورات والمحاضرات يقدمها مختصون ومرضى يشجعون البقية من خلال عرض قصصهم، من منطلق الرغبة بالتأثير، احداث التغيير، الدعم وعرض معلومات ضرورية ومهمة إلى مرضى آخرين. توصية صحيحة، لمريض قديم أو شخص مختص، قادرة على تغيير مسار حياة مرضى آخرين".
 

مقالات متعلقة