الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 03:02

الفلسطيني بين "عرب إسرائيل" و"عرب 48"... رد على الأديبة رجاء بكرية

أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 17/01/21 13:46,  حُتلن: 15:54

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

أقولها بصوت عال: أنا من نتاج نكبة 48 التي سببت يتهجير عائلتي إلى لبنان، وجعلت منها عائلة تحمل لقب "لاجئة" بعد أن كانت "ملاّكة" لها أملاكاً في أراضي صفورية، لا تزال لغاية الآن شاهدة على احتلال الغير لها. حتى أن بيت العائلة، ويا للصدفة، شاء القدر أن تبقى حجارته قائمة على بعضها البعض، ويشعر زائره بأنه بيت فلسطيني البناء له تاريخ كبير، يمكن للفلسطيني قراءته من النظرة الأولى إليه. لكن ساكنه (اليهودي) الذي اشتراه من المحتل، لا يعرف عنه شيئاً، وكل الذي يعرفه أن هذا البيت تحت حماية البيئة وممنوع عليه إجراء أي تغيير على شكله الخارجي.

تعلمت المرحلة الإبتدلية في مدارس " أنروا UNRWA" للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وقتها لم تكن حضانات. فكانت البيوت هي الحاضنات الوحيدة: فقد رضعنا من أمهاتنا (المربيات) حليب الوطنية، وتعلمنا من أهلنا تاريخ وجغرافية فلسطين وحفظناها عن ظهر قلب قبل دخولنا المدارس في المخيمات، التي كانت (ولا تزال) تحت إشراف إحدى فروع الأمم المتحدة المسمة "أنروا".
ضحكوا علينا وقالوا " مش رح نطول ونرجع على بلادنا". قالوها قبل 72 سنة ولا نزال ننتظر. لكن نظرة واحدة على تفصيل مختصر اسم "اUNRWA" نستنتج أن الوعد بالعودة كان كذبة كبيرة، لأن تفصيل الإختصار بالانكليزية هو: " United Nations Relief and Works Agency".أي بالعربية (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل الفلسطينيين، وليس لإعادة الفلسطينيين. ويعني البحث لهم عن مأوى وشغل، هو خلق واقع جديد لهم. ألم تقل رئيسة الحكومة الإسرائيلية السابقة غولدامائير، أن الكبار يموتون والصغار ينسون؟ لكن النتيجة ظهرت عكسية تماماً. صحبح أن الكبير مات لكن الصغير ورث منه حب الوطن والتفكير به وهي نظرية تتناقلها الأجيال.
قالوا عنا "لاجئون" قبلنا بهذه التسمية، وإن كنا في "بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان" لقد اكتشفنا أن هذا الكلام مجرد شعر يقرأ رسمياً بدون تفعيل المضمون. ولذلك استقبلونا كلاجئين وتعاملوا معنا كلاجئين وتنكروا لنا كلاجئين وحرمونا من حقوق إنسانية كلاجئين. هناك فلسطينيون بقوا في أرضهم بعد 48، لكن هناك أيضاً من تهجروا من أرضهم إلى دااخل أراض في بلادهم وليس خارجها، وحملوا اسم "لاجئون".هؤلاء أرادت لهم إسرائيل أن يكونوا غير فلسطينيين (على الأقل بالإسم) فأطلقت عليهم "عرب إسرائيل" لإبعاد اسم فلسطين عن ذاكرتهم. ولا يزال هذا الإسم "هويتهم" إسرائيلياً.
قرأت مقال الأديبة رجاء بكرية المنشور في موقع العرب في السادس عشر من الشهر الجاري تحت عنوان: "أيّها الإعلام الهزيل، لسنا عرب إسرائيل" فرأيت فيه الوجه الوطني الجميل للأديبة، ولمست في تصويرها للواقع ما يتناسب مع الصورة الموجودة في ذهني، وتلاقت أفكارها مع أفكاري تماماً بشكل عام وخصوصاً فيما يتعلق بتسمية "عرب إسرائيل". ورغم ذلك، أقول للأديبة: رجائي لك يا رجاء أن تستخدمي سيفك البتار أولاً في قطع رقاب من هم من أبناء جلدتك الذين برفضون استخدام صياغة "فلسطينيو ألـ 48 ويصرون على أنهم عرب إسرائيل. لا تلومي الغير، واعملي على قتل الحشرات السياسية في محيطك قبل الذهاب إلى ما وراء البحار لتعلمي الآخرين بأننا لسنا عرب إسرائيل، في وقت يتضح فيه عجزنا عن استخدام مصطلح وطني آخر. الإعلام الهزيل والميتذل والرخيص وغير المسؤول يا رجاء لدينا نماذج منه أيضاً. ولدينا ساسة ( ليس كلهم) يتمرغون في الوحل الإسرائيلي ويعتقدون بأنهم يتمتعون بـ"حمام بخار".
صدقيني أن عضو كنيست سابق قال لي أنه عربي من إسرائيل وليس فلسطينياً من الـ 48. فماذا بقي بعد أيتها الأديبة؟ أنا أتفق معك في موقفك ولم أستخدم في حياتي الصحفية صياغة "عرب إسرائيل" إلا تهكماً. نعم أنا أوافقك الرأي بأن "سي عبد الرّحمن يجب أن يفهم أننا لسنا عرب إسرائيل" إن مد كفه أو ذراعه فلا فرق عندي، وليس شرفاً لك أن تحني يد إنسان يعتبر نفسه من المثقفين الكبار ويؤمن بصياغة "عرب إسرائيل".
تقولين في المقال:" كانت ذريعة التّطبيع لدى الصّحفي حماية القضيّة الفلسطينيّة وليس استرجاع الصّحراء الغربيّة، والحقيقة للآن لا أعرف إذا كانت السّذاجة تغذّي هذه التّصريحات أم العمى الّذي أطلقهُ ساراماغو على قطيع واسع من البشر وأغرقهم بما يشبه ماء الصّرف الصحيّ النقيّ". باعتقادي هذه ليست سذاجة، هكذا تعلموا أو هكذا تم تعبئة رؤوسهم وعليهم ترداد ذلك مثل (الببغاء). هذا نهج خداعي. أليس الملك محمد السادس يتولى منصب رئيس لجنة القدس، وورث المنصب عن أبيه بإجماع عربي منذ العام 1975؟ كلهم مخادعون، كذابون، سماسرة على القضية الفلسطينية. يقولون ما لا يفعلون.
صحيح أنني أومن بتعويذتك "عرب الـ 48 أو فلسطينيّي الدّاخل"، رغم أنف الإعلام الهزيل والأشخاص الرافضين لهذه (التعويذة)أياً كانوا ومهما كانوا، لكني للحقيقة، يكفيني فخراً تسمية (فلسطيني).

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com


مقالات متعلقة