الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 19:02

من عليه الإعتذار ؟ ومَن المسؤول ؟

بقلم: د. إحسان هنيه

د. إحسان هنيه
نُشر: 21/01/21 19:15,  حُتلن: 05:29

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

لم تكن الهبّة الجماهيريه الرائعه من أبناء شعبنا دعماً ومُساندة للقائمة المشتركه إلا لأنها :
- مثلت القائمة المشتركه الوحده بين الأحزاب وذلك ما طالب به الشعب في الداخل منذ زمن وهذا ما كان بفضل الجهود المبذوله من لجنة الوفاق والأحزاب
- هجوم اليمين وسن القوانين العنصريّه مثل قانون القوميّه وكامنيتس وغيرها والإعتداءات على مقدساتنا وأرضنا شكلت ردّة فعل قويّه للمُجتمع العربي في الداخل بدعم المشتركه
- المشاكل الكثيره والمنتشره في الداخل كلّه وتعليق الآمال على القائمه المُمثّله الوحيده في الكنيست القائمة المشتركه
بنظري هذه الأسباب والدوافع التي جعلت الحمية تتحرك داخل كل شخص منا وصبّ حوالي نصف مليون صوت لصالح القائمة المشتركه وتحقيقها هذا الإنجاز التاريخي ب١٥ مقعد داخل الكنيست

المشهد الأول :
كان شعار الحملة الانتخابيه إسقاط نتنياهو ! جميعنا تُقنا لذلك ولتحقيق ذلك حتى يكون وزننا وقوّتنا لا تُهمّش ولا يتجاهلها أحد بعد اليوم ، ومن أجل تحقيق ذلك قام أعضاء المشتركه بالتوصيه على جانتس رغم بشاعته وإجرامه الحربي لكن كما يُقال "أقلّ الضررين"
لكن لم يلبث هذا المعتوه الذي حظي بنصف مليون صوت عربي بالمجان حتى دخل تحت جناح من أردنا نحن وأراد هو اسقاطه ! وبذلك يبقى نتنياهو رئيس الحكومه واحنا عملنا الي علينا لكن لم نوفّق إلى ذلك

المشهد الثاني :
تُعلن شركة طحينة الأرز دعمها للشواذ وتخصيص جزء من أرباحها دعماً لهم ، حملة امتعاض شعبيّه كبيره ودعوات لمُقاطعة هذا المنتج ولا أحد يستطيع أن يُنكر أنها كانت غير مُنظّمه ولكنها أيضا كبيره وهذا ما ميّز هذه الحمله لا يحويها إطار ولا حزب ، تصرّف الناس بفطرتهم وخُلُقهم وأصلانيتهم وطبيعتهم السليمه ! ثم يخرج أيمن عوده بتصريح مُغاير تماما لا يدعو فيه إلى التهدئه والاستجابه لهذه الهبه الشعبيه بل خرج بتصريح يبدأه ب "كم من النفاق " و "كم من السذاجه" و "كم من العبث " بهذه الجُمل الثلاثه بدأ عوده خطابه للشعب الذي انتخبه ودافع عن القائمة المشتركه والذي هو نفسه قد افتخر به وبانجازه والتفافه هذا حول القائمه !
ولا أريد أن أتطرّق إلى قانون مُعالجة الشواذ هنا حاليا
إلى هنا نكتفي في هذا المشهد

المشهد الثالث :
سقط خلال العام الماضي نحو ١١٢ قتيل ، لم يكن ذلك عاديّاً بل رقما قياسيّاً حطّم كل الآمال المنصوبه على القائمة المشتركه فنحن نتحدّث عن تقريبا ١٠ أشهر ب١٥ عضو دون إنجازات ملموسه فإذا لم يستطيعوا إحقاق الحق فليُبطلوا الباطل ! لم يكن الدكتور منصور منعزلاً ولم يُعيّن رئيس لجنة العنف عنوة ولم يكن يعمل لنفسه ، فالمفهوم ضمناً أن من يُكلّف بمهمّة داخل القائمة المشتركه يكون بالموافقه ومن يحقق إنجازا يُعتبر إنجازاً للقائمة ككل ولمصلحة المُجتمع العربي كله أيضا ، لم يُرد الدكتور منصور أن يرفع الشعارات ولا ان يُلفّق التُّهم ولا لرفع المسؤولية عنه باتهام غيره
فهو ليس بمُظاهره أو وليس بحملة انتخابيه ، يُدرك الآن انه لا بد أن يعمل ويُنجز أمام كل الدوائر الحكوميّه وعلى رأسها رئيس الحكومه المسؤول الأول !
لم يلتق به بالسر ولم يوقع تعهّد ولا يأخذ أي وعد إنما كان اجتماع واحد على الزوم بحضور ممثلين عن جميع القوائم العربيه وعلى المُباشر !
كان الدكتور منصور يُصرّح في كل مره ويُلمّح كمناوره سياسيّه أن " من يأتي لمصلحتنا نأتِ لمصلحته " فهذا ليس تصريح مجاني وليس انبطاح عشوائي كما يُصرح البعض ، بل هو تصريح واضح وعلني دون أي مناورات سرّيه أن مصلحتنا أو بالأحرى مصلحة مجتمعنا أولا ومن ثم نتناقش ونتحدّث في أمور أو مصالح غيرنا !
جميعنا يعرف نتنياهو ، شتمناه كثيرا ووجهنا له خطابات ورفعنا في وجهه شعارات منذ سنوات ، لكن ماذا حققنا من ذلك ؟!

إذا كان ذلك الثعلب قد تغلّب على منافسه الأشد والأقوى بمناوره جعلته اليوم على حافة نسبة الحسم والذي أوصينا عليه ذلك المعتوه ، فكيف بنا أن نُحقق أي انجاز دون المُناوره والمصالح بالمصالح ما دامت لا تمسّ معتقدنا وقيمنا وأخلاقنا؟
اليمين لن يزول وهو المُسيطر الآن وفي المستقبل ، فكيف سنتعامل معه ومع غيره انذاك؟ !!
هل نتبع نفس الوسائل والأساليب ثم ننتظر نتائج مغايره ؟ !
فمن الذي وجب عليه الإعتذار لشعبه ومَن المسؤول ؟!
نترك لكم الإجابه والنقاش .. 

* تل السبع - النقب

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     


مقالات متعلقة