الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 17:02

عربيات في أحزاب صهيونية.. ما الهدف؟

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 26/01/21 11:11,  حُتلن: 15:52

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

يلاحظ في الفترة الأخيرة ولادة أحزاب صهيونية جديدة. وهذا من حق المؤسسين اليهود ما دام القانون يكفل لهم ذلك. لكن المستغرب في هذه الأحزاب تهافتهم على الصوت العربي بكل قوة. حتى أن حزبا صهيونياً عريقاً مثل (ميرتس) خطى خطوة لم يشهدها الحزب نفسه منذ تأسيسه، ولم تشهدها الأحزاب الصهيونية الأخرى أبداً. فقد اختار ولأول مرة إمرأة عربية في المكان الرابع في قائمته لانتخابات الكنيست المقبلة. صحيح أن هذا الحزب اختار في السابق سيدة عربية في قائمته للكنيست لكن ليس في مكان متقدم مثلما فعلت الحركة هذه المرة. فما هي خلفية هذه الهجمة على الصوت العربي وبالتحديد إصرار أحزاب صهيونية ولا سيما أحزاب جديدة على إدخال عنصر نسائي عربي في قوائمها الانتخابية، وهل توجد مصلحة لفلسطينيي ألـــ 48 من وراء هذه الخطوة؟

رئيس بلدية حيفا السابق يونا ياهف، أراد أن يدخل الكنيست على طريقته الخاصة، ظناً منه أن الطريق إلى الكنيست ستكون سهلة مثل الطريق إلى رئاسة البلدية. ولا أدري إذا كان يونا قد وضع كل المعايير في حساباته وأعني موازين الربح والخسارة في خوض معركة انتخابات الكنيست باسم حزبه الذي أسسه مؤخراً تحت اسم "إشراقة أمل". على أي حال يريد خوض التجربة بأي ثمن حاملاً في قائمته اسم سيدة عربية " تدعى إخلاص قشوع" قد تساعده في بلوغ "إشراقته" إلى الكنيست .
فما الذي تريده إخلاص قشوع من وراء دخولها الكنيست؟ تقول هذه السيدة:" أريد تحصين المجتمع العربي بالتعليم والحد من العنف". وماذا يريد حزبها "إشراقة أمل"؟ تقول إخلاص: "ان هذا الحزب يعتمد على الشراكة الحقيقية بين المواطنين العرب واليهود، وينادي بالمساواة المدنية الكاملة، ودمج ومشاركة المواطنين العرب في جميع مناحي الحياة في البلاد ، واستئصال العنف والجريمة من جذورها، والعمل على تحصيل مصادقات على خطط هامة في حياة الجماهير العربية، من بينها المصادقة على خطة واسعة للخرائط الهيكلية ووقف سياسة هدم البيوت ".

ما تطرحه قشوع ليس جديداً على الصعيد الحزبي. "الجبهة" تطرح هذه الأفكار منذ نشأتها وكذلك حركة "ميرتس". ورغم أنهما حزبان عريقان فإنهما لم يحققان أي شيء أبداً مما يؤمنون به. صحيح أن من حقهما المطالبة ومن حق غيرهما أيضاً، لكن تحقيق ذلك يقرره آخرون، وأعتقد بأن الحكومات الإسرائيلية لم تبد أي اهتمام لذلك والحكومات القادمة لن تختلف عن غيرها.
جنرال اسمه موشيه يعالون له تاريخ سيء جداً تجاه الفلسطينيين، صوت لصالح قانون القومية ودمر غزة. وخلال تواجده في حزب غانتس رفض الشراكة مع القائمة المشتركة مع ان القائمة اوصت على غانتس، وهو يفتخر بإعادة غزة للعصر الحجري، والان وبكل وقاحة يبحث عن أصوات العرب بعد تأسيس حزبه الذي يحمل اسم "تيلم". الوقاحة ليست في يعالون فقط بل في العرب الذين يؤيدون يعالون في خوض انتخابات الكنيست.

عربية من النقب اسمها امل ابو التوم، وافقت على أن تكون في قائمة يعالون في خوض المعركة الانتخابية للكنيست. ويبدو أن ستاراً من الجهل يغطي وجه هذه المرشحة. فكيف يمكن أن تكون ابنة قرية لا تعترف بها إسرائيل كقرية عربية بدوية ومحرومة من كل الحقوق أن تكون في قائمة جنرال رفض الإعتراف بهذه القرية؟ يا ريت تفهمنا كيف؟
فهل تأمل أبو التوم من يعالون كاره العرب، أن يعمل على حل قضايا المجتمع البدوي؟ أعتقد بأن (الأمل) عند أمل أبو التوم مستحيل تحقيقه مع من رفض حتى الجلوس مع العرب. والهدف يا أمل من موافقة يعالون على وجودك في قائمته هو جمع أصوات عربية فقط لا غير. وكوني على ثقة يا أمل بأن (أملك) لن يتحقق.

حركة (ميرتس) الصهيونية المبدأ، وهذا ليس أمراً جديداً فقد صدرت تصريحات عن قادة في الحركة تؤكد صهيونيتها، على اعتبار أن ذلك أمرأً إيجابياً للمواطن اليهودي، إلا أنها تعتبر نفسها يسارية. ولكن كلمة حق يجب أن تقال: هناك فارق كبير في نهج الأحزاب الصهيونية وكل حزب له برنامجه السياسي. والنهج السياسي لحركة (ميرتس) يختلف عن الأحزاب الأخرى فيما يتعلق بفلسطينيي الـ 48، وقد يكون هذا السبب كما أعتقد الذي دفع غيداء ريناوي الزعبي إلى الإنتماء لهذه الحركة.
صحيح أن غيداء معروفة بنشاطها الإجتماعي والسياسي ولديها رؤية متماسكة وخبرة عملية غنية في النهوض بشؤون المجتمع العربي وكذلك العمل مع الوزارات الحكومية، كما وصفها رئيس الحركة عضو الكنيست نيتسان هوروبتش، لكن ماذا تستطيع فعله غيداء في ظل حكومة يمينية غير المطالبة ومن ثم المطالبة أو التنديد والإدانة؟ أنا لا أشك أبداً في أن غيداء تريد بالفعل ومن كل قلبها خدمة المواطن العربي، وتمتلك حساً وطنياً، لكن "ما باليد حيلة" لأن أصحاب القرار في إسرائيل وأعني الأحزاب التي تشارك في الحكومة (أو معظمهم)، لا يؤمنون بنهج غيداء.

ويتبين مما تقدم أن وجود النساء العربيات في الأحزاب الصهيونية إن وصلت للكنيست أو لم تصل، هو فقط لتجميل الوجه الإسرائيلي مع احترامنا الكبير لهن.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة