للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
ما علاقة قتل النساء الوحشي في مجتمعنا وانتفاضة الرجل الابيض بأميركا (صعود ترامب) وتزايد العنصرية اليمينية في البلاد عامة؟!
اولا كلهم تعبير وحشي، نقطه.
ثانيا وهذا الاهم، وكعادتي بالبحث عن الايجابي بكل سلبي (والعكس). في مجتمعنا العربي بالبلاد ,أن ما يحصل هو "تمرد" الرجل او أنتفاضته خوفاً من خسارة السلطه لصالح النساء نتيجة تزايد قوتهم بجميع المجالات.
لقد "عدت " الى البلاد قبل سنه ونصف من اوروبا, بعد غياب يقرب من 20 عاما, وأدهشني كثيرا التغيرات التي حصلت من تقدم للمجتمع العربي في الداخل سياسيا وأجتماعيا وأقتصاديا....
لادلل على هذا التقدم سأقارن ما كان قبلا وما يوجد الآن ببعض الامثله:
15 عضو كنيست من القوى الوطنيه مقابل 5-7 قبل عشرين عاما.
نسبة أعلى بكثير من المتعلمين والمتعلمات عما هو قبل 20 عاما,وهي تضاهي النسبه في المجتمع اليهودي. وفي بعض المجالات تسبقه.
العدد الهائل من شاغلي المناصب العليا في البلاد عامة بالطب والجامعات والهايتك وغيرها مقارنة بالسابق.
الغِنى الملحوظ في الوسط العربي.
التطور بالبنى التحتيه للقرى والمدن العربيه بالبلاد (من شوارع ومواصلات عامه ومؤسسات....)
النسبه المتزايده للنساء في مواقع العمل.
أذاغات محليه, قيادات شابه بأغلبية الاحزاب, واعيه, مثقفه,ذات ثقه عاليه بالنفس تضاهي القيادات في المجتمع اليهودي.
( وهنا لا أتفق مع الكثيرون من الذين يدَّعون اننا في أزمة قياده , لكن هذا موضوع آخر وجدير بالبحث بحد ذاته).
والأهم من هذا كله هو تقدم النساء الهائل بجميع المجالات حتى أصبحت تضاهي التقدم الرجولي وتسبقه ببعض المجالات. وهذا لب الموضوع.
هذا رغم بعض " التراجع" للنساء في " التحديث" الظاهري (الحجاب كمثل) بالمقابل قيادة السيّاره كمثل عكسي (للتقدم والحداثه والاستقلال). وهما مثلان مهمان لكل منه دليل للاتجاه العام أكثر من قيمته بحد ذاته..
ان هذا التقدم الملحوط لنسائنا يخيف الرجال أو بعضهم من فقدان السلطه, أو خسارة بعضها, فهذا التقدم هو دليل قوّه والمشي نحو "الاستقلال" . فلا تقدُّم بدون استقلال ( الاقتصادي, العلمي , الفكري....) وعندما يأتي الاستقلال تأتي الحريه والمساواة. وهنا (ربما) يأتي الرد العنيف للرجال من من قتل وعنف وأستغلال للنساء. فها نحن الرجال نخسربعض او أغلب الافضليات مما كان يجعلنا مسيطرون (السياده الاقتصاديه, الفكريه, التعليميه,في العمل...) وكان يجعلنا أسياد بلا منازع في بيتنا او في مجتمعنا . فبينما استطاع الرجل أن يطلب (او يأمر) زوجته (أو أخته) بالماضي عمل هذا وذاك الشئ, او ان تطلب الاذن منه لكل شئ تريد فعله, فاليوم هذا الشئ غير مفهوم ضمنيًا. فها هي تعمل مثله وتعلَّمت مثله (وغالبا أكثر) وتستطيع ان تفعل كل ما تشاء بدون مساعدته . فلماذا عليها الانصياع له؟ لماذا لا تستطيع الخروج للسهر مثله مع أصدقائها بالمطعم أو القهوه؟ لماذا هي من عليه ان يطبخ وينظف ويغسل وليس هو أو كلاهما...... فها هي مساوية له من ناحية القدرات فلماذا لا من ناحية الواجبات والحريه و........نرى ان سيطره الرجل تفقد شرعيتها تدريجياً.
كمثل: اذا كان مديرك بالعمل ذا تحصيل مشابه لك أكاديمياً وكذلك من ناحية التجربه فمن الطبيعي ان تشعر ان الوضع غير طبيعي , فكيف ان يكون مديرك وليس العكس او بنفس الدرجه في الوظيفه.
أما العلاقه بترامب, فأظن انها انتفاضه الرجل الابيض ضد خسارته "للسلطه" في بلاد البيض, فقد صعد ترامب بعد ان حكم البلاد اوباما "الاسود" وأزدياد قوة الاقليات الغير بيضاء بامريكا (كماً وكيفاً) والتي أصبحت تضاهي القوه "البيضاء" في أغلب المجالات.
وهذا ما يؤجج العنصريا بالوسط اليهودي (الخوف) من ناحيه(أوساط اليمين) أي خوفهم من خسارة السلطه لانهم يرون التقدم العام لمجتمعنا مما يقلص من قوتهم ويقلل من شرعيته . لا يمكنني تجاهل الحانب الآخر وهو الاحترام والتقدير من الناحيه الاخرى (اليسار وبعض اليسار الصهيوني ) لنا .
أقول هذا من برجي العاجي,من بعيد, فرغم عودتي الى البلاد فأنا بعيد عن مجتمعنا كثير البعد فأعذروني أذا"تسرعت" في ترجمة أنطباعاتي والتعبير عنها. وأرجو التعليق والمناقشه بموضوعيه. هذا ليس بمقال علمي ولا يستند الا على انطباعات عامه. وسيسرني جدا نقد ,جدال او تفنيد ما كتبت, فربما يساعدنا على فهم ما يحدث لنا.
ملاحظه: ما كتبته لا يتجاهل الاسباب العديده الاحرى وانما اردت الخوض بهذه النقطه فقط.
فيا نساء بلادي والعالم, أكملوا تقدمكم وخذوا السلطه مننا قبل أن نخرب هذا العالم الجميل ونستمر في حرقه نحن الرجال، ولا تخافوا من انتفاضتنا فأنها زائلة لا محاله.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com