الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 18:02

ثلاث وثلاثون عاما ولتعلم وتتعلم الأجيال

بقلم: الأسير أسامة الأشقر

أسامة الأشقر
نُشر: 11/03/21 17:54,  حُتلن: 18:29

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

نموذج فلسطيني آخر من النماذج التي حفرت حدود الوطن بأعمارها وتضحياتها فازدادت رسوخا وإيمانا بقضيتها، نموذج يعكس ارتباطنا بأرضنا وارتباطنا بروايتنا وتمسكنا بكل ذرة تراب من ثرى وطننا الغالي، نموذج حي من داخل النار والجحيم والجرح المفتوح المسمى قضية الأسرى، فهل يعلم العالم بأن هناك أسرى فلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ ما قبل ثورة الإنترنت ومنذ ما قبل انهيار الاتحاد السوفيتي ومنذ ما قبل حرب الخليج الأولى والثانية والثالثة، وهل يعلم العالم بأن هناك أسرى فلسطينيون معزولون عن الحضارة الإنسانية منذ أربعين عاما هي عمر دول استقلت حديثا، وهي عمر أنظمة سياسية كاملة ظهرت وانهارت وهل يعلم العالم بأن هناك أسرى فلسطينيين داخل سجون الاحتلال منذ أن كان عدد سكان البشرية ثلاث مليارات نسمة، هل يعلم العالم بأن الأسرى الفلسطينيين ما يزالون داخل سجون إسرائيل بما مجموعه ملايين السنوات من أعمارهم، برغم كل هذا الألم الممتد بالشرايين ومع كل نبضة قلب وفي كل زفرة من أنفاس هؤلاء العظماء وبرغم هذا الوجع المتفاقم يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة نفاجأ بهم حتى ونحن بينهم ونحن معهم ونعرفهم عن قرب، فهذا النموذج من هؤلاء العمالقة هو محمد غازي وهو أسير فلسطيني من مدينة قلقيلية وهو معتقل منذ العام 1986 ويقضي حكما بالسجن المؤبد.

منذ ثلاثة وثلاثين عاما وهو يعلم الأجيال يوما بعد يوم كيفية حب فلسطين والارتباط بها والتشبث بثراها الغالي فهو يقول للأجيال الحديثة في الاعتقال أنه يرفض الإبعاد والخروج من فلسطين وهو لا يريد أن يفرج عنه بعد هذه العقود الثلاثة في الأسر إلى خارج فلسطين وهو لن يقبل أن يستبدل حريته بالخروج من فلسطين، فبعد هذا العمر وهذه التضحيات العظيمة هو لا يرى نفسه إلا جزءا من فلسطين وهو لن يدفن إلا في ترابها الحبيب، بعد كل هذه السنوات داخل الأسر والسجن والقهر ما زال يرفض مغادرة فلسطين التي أحب والتي وهب عمره لها والتي فقد والديه بعيدا عنهم لأجلها وهو بهذه الكلمات يعلم كل شبل وكل شاب وكل فلسطيني أينما كان بأن قساوة الظروف لا تثنينا عن حب فلسطين وبأن القهر مهما طال ومهما عظم لن يجعلنا نعيد النظر بارتباطنا الأكيد بفلسطين، هو بذلك يقول لكل فلسطيني عد لوطنك وساهم ببناء وطنك ولا تتخل عن أرضك مهما كانت المغريات ومهما كانت الصعوبات ومهما تعرضت لأزمات فكلها زائلة وفلسطين وحدها هي الباقية وارتباطنا بها هو الباقي.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة