الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 05:02

كلام كثير لشيخ جليل...تحليل لمقال الشيخ حماد أبو دعابس

بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 19/03/21 11:25,  حُتلن: 05:30

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

 
 

قرأت باهتمام ورغبة مقال الشيخ حماد أبو دعابس تحت عنوان"كلام قليل ومباشر" المنشور في موقع العرب في الثامن عشر من الشهر الجاري، وكررت قراءته لإعجابي بالمفردات اللغوية الواردة في المقال. أنا شخصياً كثيراً ما أتحدث باحترام عن هذا الشيخ الذي شاء القدر أن يكون رئيسا لشق حركة إسلامية ًتحمل اسم "الجنوبية".
من عادة الرؤساء ان يكون عندهم "كتبة" مختصين بكتابة الخطابات والكلمات والمقالات لرؤسائهم، وما على الرئيس سوى الإطلاع عليها ليعرف على الأقل مضمونها. ولا أدري إذا كان هذا الأمر ينطبق على الشيخ الفاضل أبو دعابس. فإن كان كذلك فكان عليه تصحيح ما ورد في مقاله، وإان كا المقال نتاج تفكيره الشخصي فأنا شخصياً سألفت نظر شيخنا الجليل إلى الصياغات التي وردت في المقال والتي كان يجب أن لا تكون يصياغتها.
أنا أتفق مع الشيخ أبو دعابس في "أن الإنتخابات الإسرائيلية ال 24 بنسختها الرَّابعة خلال عامين مختلفة عن كلِّ سابقاتها". لكني لا أتفق معه في السبب. الشيخ يقول لأن " القائمة العربيَّة الموحَّدة تجرأت على خوض الانتخابات منفردةً، رغم نسبة الحسم العالية، ثقةً بنهجها الواقعيِّ المؤثِّر والمحافظ." وهنا أختلف مع الشيخ، الإسلامية الجنوبية يا فضيلة الشيخ انفصلت عن "المشتركة" أي انفصلت عن جسم سياسي يمثل إلى حد ما كافة أطياف المجتمع العربي. وكلمة "انفصال" بحد ذاتها كلمة سلبية في المفهوم العربي سياسياً واجتماعياً. والإنفصال عن القائمة "الأم" التي كنتم جزءأً مهماً فيها لأغراض سياسية لا يعتبر إيجابيا بل ضربة لمفهوم وحدة الصف. والإنفصال يا فضيلة الشيخ لا يحتاج إلى جرأة، لأن الجرأة هي في تحدي كل الصعوبات من أجل الحفاظ على الكل. لكن ما فعلته "الموحدة" أضعه في إطار "المغامرة" وهي "مراهنة" بطبيعة الحال. والمغامر إما أن يربح وإما أن يخسر، فإذا ربح يكون الحظ قد لعب دوره، وإذا خسر فالخسارة متوقعة.
ما أطيب قلبك يا فضيلة الشيخ عندما تتحدث سلفاً عن ثقة الشعب لما تسميه "بالنهج الواقعي المؤثر والمحافظ" للموحدة. هذا الكلام من المبكر على التفوه به، وبعد فرز الأصوات يتبين مدى تأثير هذا النهج. صحيح أن الله لن يخذل الصَّادقين المخلصين والغيورين على مصالح وقيم وأخلاقيَّات شعبهم، لكن رب العالمين ( والعلم عنده وحده) لن يغفر أيضاً لمن يضرب جسم سياسي يجمع كافة الأطر الوطنية، ولن يغفر لمن يسير خطوات في اتجاه اليمين بحجج دينية. سامحك الله ما أطيب قلبك وما أروعك في الدعاء.
وهنا لا بد من قول كلمة حق. فأنا مع الشيخ الفاضل عندما يقول:" أن شعبنا يريد حياة ً كريمةً، أمنًا وأمانًا من العنف والجريمة، وقفًا للسِّياسات العنصريَّة، وقفًا لهدم البيوت ومصادرة الأراضي، تحقيقًا للاعتراف بقرانا مسلوبة الاعتراف، عدالةً وإنصافًا في تقسيم الموارد والميزانيَّات"، ثم يطالب فضيلته" بحصانةً مجتمعيَّةً أمام الغزو الثَّقافيِّ والفكريِّ، الَّذي يستهدف شبابنا بنشر ثقافة الشُّذوذ والانحلال".
بالله عليك أيها الشيخ الفاضل أن تشرح لنا عن أي غزو تقافي وفكري، في وقت تنتشر فيه مواقع التواصل الاجتماعي في المجتمعات انتشار الهشيم بالنار وكلها تحمل معها كل ما يفسد المجتمع. هل يوجد بيت بدون إنترنت؟ أكيد لا. أصلاً الغزو الذي تتحدث عنه موجود في بيوتنا. نعم أنا معك في حماية شبابنا وأطفالنا ولكن هذه مهمة الأهل بالدرجة الأولى. نعم فضيلة الشيخ، أنا معك ضد ثقافة الشذوذ والانحلال وحتى ضد "الطحينة" والذي يميل إلى هذه السياسة يحتاج إلى علاج نفسي،
يقول الشيخ أبو دعابس:" عندما تحوَّلت الأحزاب إلى نوادٍ مغلقةٍ، جاءت القائمة العربيَّة الموحَّدة لتفتح أبوابها لكلِّ أطياف شعبها" كلام جميل . لكن "الإسلامية الجنوبية" كانت عضواً في نادي المشتركة، النادي الرباعي الاحتكاري الذي رفض الآخر. هل نسيت ذلك فضيلة الشيخ؟ وإذا كان باب " القائمة العربية الموحدة" مفتوحاً لكل الأطياف فلماذا لم تجر مفاوضات بينكم وبين أطياف المجتمع العربي، أم أن "الموحدة" اختزلت كل الأطياف في شخص مازن غنايم واعتبرته بديلاً عنها؟
في نهاية مقالك الجميل لفت نظري توقيعك بصفة: "رئيس الحركة الإسلامية" ونسيت كلمة "الجنوبية"، لأن فضيلتك رئيس شق وليس الشقين. على كل حال جل من لا يخطيء.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة