الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 18:02

وفاء عياشي بقاعي.. من رحم ذاتها تولد القصيدة !-بقلم: شاكر فريد حسن

شاكر فريد حسن
نُشر: 01/04/21 10:54

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

وفاء عياشي بقاعي شاعرة فلسطينية متدفقة المشاعر والأحاسيس، تعانق الحروف التي تنحاز لها ملكة الإبداع، تحتل مساحة بين النص الشعري الراقي الجميل الرقراق والأقصوصة وقصص الأطفال .

وهي تتمتع بحس وطني وقومي، وثقافة عميقة واسعة وواعية، أنها تكتب القصيدة النثرية والومضة الشعرية، والقصص القصيرة، وقصصالأطفال، بأناقة وجمالية فنية، وكفاءة ومقدرة عالية .

تتمتع وفاء عياشي بقاعي بجرأة وشجاعة وثقة بالنفس، فهي شخصية قوية وصريحة إلى ابعد الحدود، تقول رأيها دون خوف أو وجل،منفتحة على العالم والحضارات والثقافات الإنسانية، وتحمل في داخلها قيماً عليا ومبادئ سامية .

علاقتها بالحرف والكلمة الجميلة المرهفة هي علاقة حب وعشق، قرأت كل ما وقع بين يديها من مؤلفات وعناوين شعرية وأدبية مميزة ومختارة،وقد أدت مطالعاتها وقراءاتها المتنوعة إلى صقل موهبتها الشعرية، التي كانت تضطرم في أعماقها بتوقد وتوهج، وتتحين الفرصة للانفجارالشعوري والتعبير .

وفاء عياشي بقاعي من مواليد كابول الجليلية سابقاً، وتقطن في طمرة . تحمل اللقب الأول في التربية ، وتعمل معلمة للغة العربية، ومحاضرةللتربية لجيل الطفولة ، ومركزة للفعاليات الاجتماعية والثقافية .

تؤمن وفاء بالإنسان، وحرية المرأة، وحرية الإبداع والتعبير والفكر، محبة للوطن ، وعاشقة للقدس والأقصى والتراب الفلسطيني .

وقد تشكلت شخصيتها الثقافية من عدة ينابيع صافية ، وروافد ثرة وغزيرة ومتنوعة أدت بالتالي إلى تشكل وعيها الثقافي والأدبي، وتشكيلاتجاه جديد من التأليف والإبداع الشعري والنثري والكتابة للأطفال، بهدف النهوض بمستواهم الفكري الوجداني وتنمية القيم الجماليةوالأخلاق فيهم .

وفاء عياشي بقاعي فلسطينية قلباً وقالباً، تعتز بانتمائها وهويتها، تجمع بين العاطفة والوطنية ، محملة بهموم الإنسان الفلسطيني ، وتحرصعلى إبراز معالم الوطن الفلسطيني الضائع .

هي لا تكتب القصيدة وإنما القصيدة هي التي تكتبها بإحساسها الدافئ وروحها المرهفة، ومن رحم ذاتها يولد النص، ولا يهم إن كان نثراً أوشعراً.

وثمة موتيفات وموضوعات شتى في نصوص وكتابات وفاء، فهي تعبر عن الذات والحب والعشق الوطني والوجع الإنساني والهم الفلسطيني،وتتفاعل مع الحدث السياسي اليومي، فتكتب نصها بإحساسها الدافئ ووجدانها المتدفق وروحها المرهفة وقلبها الشفاف المفعم بالإحساسوالشعور الصادق العفوي .

كتابات وفاء عياشي بقاعي كلمات بسيطة عميقة وعذبة، رقيقة اللفظ، دقيقة الوصف ، صادقة التصوير، خالية من التكلف والصنعة الشعريةاللفظية، وملأى بالإيقاع الموسيقي الداخلي، متسمة بالوضوح والرهافة والشفافية والرقة .

وقد صدر لها عدد من الكتب والمجموعات الشعرية وقصص الاطفال ، نذكر منها :”قزحية اللون، ما وراء ديمة الشعر ، أنثى المطر الأول ،وزرقاء اليمامة “.

ومن جميل شعر وفاء قصيدة ” اسمي والمدينة ” التي تقول فيها :

في مدينة بلا أسماء

تعتليها الجسور

سقط اسمي

بين الأسماء الغائبة

وحفيف ليلي يهوى

شذى المطر المنساب

في عيون جسور مسافرة

اسمي دون عنوان يقرأ

دفاتري مبعثرة الحروف

حبرها قاموس أبجدية

أنا لست أنا

ذلك الجسر المعلق

في تلك المدينة البعيدة

يأتي على جناحي

الشوق شوقاً

ينام في ظلال إلف ليلة وليلة

شهريار يعد نجوم بياض السنين

في خصلات شعر العمر

ومدينتي همس صمتها

في الفؤاد

أسطورة حضور

اسمي حفيف سفر

دون عنوان يقرأ

فهل استدل على جسر مدينتي..؟؟

تعكس نصوص وفاء الشعرية والنثرية الحس الوطني والقومي لديها ، وتؤكد أن الشعر نبض وبوح وحياة ، وكائن يعيش ويبقى بالإحساسالتلقائي والرؤى الخاصة .

وفاء عياشي بقاعي متألقة بين ظلال الشعر، وتحلق في سماء الإبداع، تعشق الوطن وتتماهى مع قضايا وهموم شعبها ، وهي كطائر الفيتيقتفرد جناحيها على مساحات ارض ” الدامون ” المهجرة ، بلد عائلتها واهلها ، فتشدو غناءً جميلاً، وتبشر بالفجر والفرح القادمين، وترنو إلى” المارد العربي” حالمة بقيامة الأمة، مشاركة بالشعر في معركة الحرية والخلاص والعودة، مدججة بالرؤيا الحالمة والأمل والتفاؤل .

مقالات متعلقة