الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 10:01

د. رياض طاهر: غالبية مرضى السكري يمكنهم الصيام شرط تلقي الارشاد اللازم قبل وأثناء شهر رمضان

د. رياض طاهر
نُشر: 07/04/21 14:03,  حُتلن: 19:08

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

يعتبر صيام شهر رمضان تحديا كبيرا لمرضى السكري وللطاقم المعالج فالصيام من جهة أحد أركان الإسلام التي يحرص كل مسلم على أدائها ومن جهة ثانية أثبتت أبحاث عديدة أن الصيام قد يهدد صحة فئات معينة من مرضى السكري ويعرضهم لمخاطر عدة.
في أحد أكبر الأبحاث في هذا المجال والذي شمل 13 دولة عربية وإسلامية قدرت نسبة مرضى السكري الذين يصومون رمضان ب 43% من مرضى السكري النوع الأول و43% من مرضى السكري النوع الثاني ليكون بذلك تقدير عدد مرضى السكري الذين يصومون رمضان يتعدى ال 100 مليون شخص، الأمر الذي استدعى وجوب اعداد إرشادات خاصة لمرضى السكري في رمضان من أجل تجنيبهم أخطار الصيام.


د. رياض طاهر

ما هي المخاطر الاساسية لصيام مرضى السكري في رمضان؟
الخطر الاساسي لصيام مرضى السكري في شهر رمضان المبارك هو حدوث هبوط حاد في السكر اثناء الصيام أو الجفاف أو تخثر الدم وفي هذه الحالة يجب التوقف عن الصيام فورا والتواصل مع الطبيب.

لا بد من التأكيد أن معظم مرضى السكري النوع الثاني يستطيعون الصيام بأمان في رمضان شرط تلقي الارشاد اللازم قبل وأثناء شهر رمضان الا أن ثمة فئة من مرضى السكري لا يمكنها الصيام في رمضان.

لذا تم تصنيف مرضى السكري الى أربع فئات:
الفئة الأولى هم المصابون بالسكري ذوو الاحتمالات الكبيرة جدا للمضاعفات الخطيرة بصورة مؤكدة مثل: حدوث هبوط السكر الشديد أو المتكرر أو فقدان الحس بنقص السكر (خلال الأشهر الثلاثة التي تسبق رمضان)، حدوث الحماض الكيتوني أو فرط التناضح خلال الشهور الثلاثة التي تسبق رمضان. المصابون بأمراض حادة اخرى مرافقة للسكري. الذين يمارسون مضطرين أعمالا بدنية شاقة. الذين يجرى لهم غسيل كلى والنساء الحوامل.
اما الفئة الثانية فتتطرق الى وجود احتمال كبير لحدوث مضاعفات نتيجة الصيام والتي يغلب على ظن الأطباء وقوعها وتشمل: ارتفاع السكر (أعلى من 250 ملغ/دسل) والخضاب السكري (HBA1C) < 10%، قصور كلوي، اعتلال القلب والشرايين الكبيرة، أمراض أخرى تضيف أخطاراً إضافية عليهم، الذين يسكنون بمفردهم، كبار السن المصابون بأمراض أخرى، الذين يتلقون علاجات تؤثر على العقل. في هاتين الفئتين تم البت من قبل مجمع الفقه الإسلامي في سنة 2010 بأنه "يتعين شرعاً على المريض ان يفطر ولا يجوز له الصيام، درءً للضرر عن نفسه".
أما مرضى السكري المنتمون للفئة الثالثة والرابعة فهم ذوو الاحتمالات المتوسطة والمنخفضة للتعرض للمضاعفات نتيجة الصيام ويشمل ذلك المصابين بالسكري ذوي الحالات المستقرة والمسيطر عليها بمجرد الحمية أو بتناول الأدوية التي لا تشمل الانسولين. هؤلاء المرضى يستطيعون الصيام في رمضان شرط تلقي ارشاد لصيام آمن في رمضان.

ما هي نصائحك العامة للصائمين:
1.التوصل مع الطبيب المعالج لتحضير الجسم للصيام في رمضان،
2. فحص السكر عدة مرات خلال الصوم. يجب التنويه الى أن هذا لا يبطل الصوم
3. وقف الصوم إذا انخفض السكر عن 60
4. الحفاظ على تغذية سليمة وشرب سوائل خلال الافطار وبعده

الحرص على تناول وجبة السحور والإكثار من شرب السوائل

ما هي رسالتك الى مرضى السكري بشأن الصيام؟
الصيام يشكل فرصة ذهبية لموازنة السكر إذا تم استثماره كما ينبغي. لأجل ذلك ينبغي على مريض السكري أن يكون حريصا على القياس المتكرر للسكر في ساعات الصيام وأن لا "يهدم" هذا التوازن بالإفراط في تناول النشويات عند الإفطار، لأن ذلك قد يحرم المريض فرصة التوازن والنزول في الوزن كما أنه يزيد من حالات تذبذب السكري الذي يد يكون في المدى المطلوب قبل الإفطار، ولكنه يرتفع بشدة بعد الإفطار الغني بالنشويات. لقد أثبتت الدراسات أنه ليس معدل السكر وحده يؤثر على احتمال مضاعفات السكري، بل ان تذبذبات مستوى السكر لها اسقاطاتها على مريض السكري وعلى مضاعفات مرض السكري مثل تصلب الشرايين والاوعية الدموية، والكلى، والقلب، وغيرها. كما وان الفترة بعد رمضان تحمل تحديات خاصة للمرضى والاطباء بسبب بدء الاعراس والمناسبات وتأثير ذلك على تذبذبات مستوى السكر كما ذكرت.
المشجع انه اليوم توجد علاجات آمنة أكثر تحافظ أكثر على الكلى والقلب والاوعية الدموية لكن هذا لا يستبدل الاساس والاصل وهو نهج الحياة الصحي والتغذية السليمة ووعي وادراك مريض السكري لاحتياجات جسمه وانا أؤمن ان الانسان طبيب نفسه وله دور اساسي جدا في ادارة مرض السكري بشكل أفضل بالتعاون مع الطبيب المعالج.

مقالات متعلقة