الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 05:02

سعادة السفير والتملق المفرط لإسرائيل ... نفاق ومديح وجهل فماذا بعد؟/ بقلم: الاعلامي أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 07/05/21 12:49,  حُتلن: 16:24

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

اكد سفير الامارات لدى اسرائيل محمد الحاجة بكل بوضوح في المقابلة اتي نشرتها أمس الخميس صحيفة يديعوت أحرونوت انه إما جاهل ومتخلف ثقافيا بشكل كبير وإما أنه منافق كبير يستخدم مفردات لكسب ود من تم تعببنه عندهم سفيراً. فقد ذكر في المقابلة انه اكتشف خلال مفاوضات التطبيع مع إسرائيل "عن وجود الكثير من الأمور المشتركة بيننا وبين إسرائيل".

السفير القادم من الإمارات الدولة الخليجية التي يوجد للفلسطينيين بصمة كبيرة في نموها عمرانا وثقافة وتعليما، قد يكون عنده حق فيما يقوله لكنه يبدو أنه خجل من التطرق إلى تعداد الأمور والتي من بينها نكران حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة له، وتأييد مواصلة الاحتلال للأرض الفلسطينية واعتبار القدس عاصمة أبدية لإسرائيل. والدلائل على ذلك واضحة للعيان.

ويخاطب "سعادته" أحفاد هرتسل في المقابلة بقوله: "أنتم الإسرائيليون قادرون أن تجعلوا أي شخص يزور إسرائيل أن يشعر بأنه في بيته". ما هذا النفاق يا محمد؟ لو قلت أن الزائر يشعر للوهلة الأولى أنه محتل أو مضطهد (بضم الميم في الكلمتين) لأثنينا على كلامك. لكن أن تقوم هكذا "خبط لزق" بتملق كبير لا أساس له من الصحة فتلك هي قمة الوقاحة. إنك يا سعادة السفير رأيت ممن استقبلوك "الطبقة السطحية لعسل مغشوش" ولم تتعمق في عمق وعاء المعاملة لترى "العجائب والغرائب" وعليك أن تسأل من كان به خبيرا أي نحن الفلسطينيون في أرضنا الذين رضيت أمثالكم تأييد دولة الإحتلال في تسميتها لنا "عرب إسرائيل".

عن أي شعور تتحدث يا سعادة السفير؟ هل تقصد الشعور العربي الذي جعلكم ترضخون لأوامر أمريكية بالتطبيع والتتبيع؟ وهل عبارات الترحيب من الرئيس الإسرائيلي التي استقبلك بها باللغة العربية "أهلاً وسهلاً "" يوم تقديم أوراق اعتمادك له كسفير لبلدك الخليجي قد أيقظت عندك شعور المحبة لإخوتك الجدد "شلومو" و"ديفيد"؟

ثم يستمر السفير الإماراتي في نفاقه "للشقيقة" إسرائيل بقوله: "لدى إسرائيل ميزة ننفرد بها وهي تمازج الثقافات فإليها أتى اليهود من كل أرجاء العالم من دول إسلامية وأوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية وغير ذلك من الدول".لا أعرف في الحقيقة أي نوع من الدراسة السياسية تلقيتها في حياتك أيها الدبلوماسي، لأنك تتحدث وكأن إسرائيل دولة لها تلريخها منذ مئات السنين. ألم تسمع بنكبة 1948 نكبة تهجير وتشريد الفلسطينيين من ديارهم وأراضيهم وقتل بعضهم ورمي البعض الآخر خارج الحدود وتشتييت آخرون داخل فلسطين، من أجل أن تكون الأرض الفلسطينية وطناً للقادمين من الأماكن التي ذكرتها في المقابلة؟
الدولة التي تتحدث عنها بإعجاب يا سعادة السفير هي ليست دولة ثقافات مختلفة إنما دولة احتلال، لم يأت إليها أحد طوعاً بل أن الصهيونية العالمية هي التي عملت على جلب يهود من كل أنحاء العالم ليسكنوا في بيوت وأراض طردوا أهلها الأصليين الفلسطينيين ليسكنوا عليها "لمم" من دول مختلفة. هؤلاء الذين تم جلبهم إلى الأرض الفلسطينية كان لديهم أوطانا وأغروهم بعروض حتى قبلوا القدوم إلى دولة الاحتلال. هؤلاء أصحاب الثقافة الذين تتحدث عنهم أيها الإماراتي لا علاقة لهم بالوطن الفلسطيني تاريخيا بل الفلسطيني وحده صاحب الجذور في هذه الأرض. ومن المفروض أن تعمل على تحديث معلوماتك وأن لا تتحدث في مواضيع لا تفهم بها.

ويبدو واضحاً يا سعادة السفير أنك لم تتعلم التاريخ الفلسطيني، بل علموك ما أرادوا له أن يدخل في عقليتك عن بني صهيون. ويبدو أيضاً أنك تعلمت اللغة العبرية التي افتخرت بأنك خاطبت فيها "أبناء عمومتك الإسرائيليين بلغتهم" على حسابك في تويتر.

الجهل أوصل السفير الإماراتي إلى أبعد من ذلك. وقد يكون جهل بالتاريخ وبالتحديد حهل في المفهوم العام للمنطقة أو نغاق آخر من نوع آخر لحكام الدولة الشقيقة الجديدة للإمارات. تصوروا أن السفير الإماراتي استغرب وجود مسجد في تل أبيب مليء بالمصلين. فقد ذكر في المقابلة:"في إحدى جولاتي في تل أبيب في أحد الأماكن المركزية الراقية بين سوق الكرمل وشاطىء البحر تفاجأت بوجود جامع فعال بعج بالمصلين". وهل أنت في الفاتيكان حتى تتفاجأ؟ أم تعتقد بأن الجامع بناه أولاد عمك اليهود في إسرائيل؟

هذا الجامع الذي تتحدث عنه يا سعادة السفير ليس منّة من إسرائيل للمسلمين، انه جامع قديم ظل قائماً بفضل نضال الفلسطينيين، ولو كان الأمر يعود لإسرائيل لما أبقت مسجداً قائما. قل لإخوتك الجدد أن يصطحبوك إلى مساجد جعلوها بارات ليلية ومطاعم. عندئذ ستستغرب ذلك وتحقد بدل أن تمدح. هذا إذا كان لديك شعور مسلم حقيقي، أما إذا تعرضت قبل مجيئك إلى تل أبيب إلى عملية "غسل دماغ" و"تبديل شعور" فحتماً سيكون شعورك مثل شعور "بن غفير" و"سموتريتش".

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة