الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 23:01

باقون مثل السّنديان والزّيتون يا سانشو!/ بقلم: محمد علي طه

محمد علي طه
نُشر: 03/06/21 12:44,  حُتلن: 15:15

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

محمد علي طه

تعلّم شعبنا درس النّكبة جيّدًا وعرف كيف يصمد ويبقى في وطنه على الرّغم من الاضطهاد والتّمييز والافقار والحصار والعنصريّة ومجزرة كفر قاسم وغير ذلك

فحيح التّهديد والوعيد الّذي يبثّه يوميًّا "أبو كلبشة" وزير الأمن الدّاخلي في حكومة بنيامين نتنياهو ضدّ المواطنين العرب في المدن السّاحليّة (المدن المختلطة) وبخاصّة يافا واللّد وعكّا وما يرافقه من سموم جوقة الإعلام في قنوات التّلفاز الاسرائيليّ، الّتي تكره العرب، بشرًا وثقافةً وحضارةً ووجودًا وتتمنّى "تنظيف" البلاد منهم ومحو آثارهم، والّتي امتاز بها الصّحافيّون البارزون أمثال عميت سيجل وشارون غال وأفري جلعاد وتسفي يحزقيلي ويانون مغال وروني دانييل وغيرهم ، ذكّرتني بالنّكبة وبالأهوال الّتي جرت في العام 1948 من مذابح وتهجير وهدم وتدمير وسلب ونهب الّتي حاولت القيادة الصّهيونيّة التّستّر عليها واخفاءها طيلة عقود إلى أن كشف عنها المؤرّخون الاسرائيليّون الجدد للرّأي العامّ الاسرائيليّ وظهر منها أنّ مصدر الرّوح الشّرّيرة للترانسفير وما رافقه من أعمال لا انسانيّة هو دافيد بن غوريون، أوّل رئيس حكومة لإسرائيل والرّجل الأوّل في الحركة الصّهيونيّة في العقد الرّابع والخامس والسّادس من القرن الماضي، وأشهرها حركة راحته الّتي دعت إلى طرد عشرة آلاف عربيّ فلسطينيّ من اللّد والرّملة حينما سأله القائدان العسكريّان يغئال ألون واسحاق رابين (حينما اجتمعا به في مكتبه)عمّا يفعلانه بهؤلاء العرب الّذي بقوا في بيوتهم.

يقولون:" يا رايح كثّر من الملايح بل من القبايح". وهذا ما يفعله في هذه الأيّام رئيس حكومة إسرائيل وتابعه "سانشو" وزير الأمن الدّاخليّ الّذي قرّر إدخال آلاف العسكريّين من شرطيّين وحرس حدود ومخابرات
و"شاباك" الى هذه المدن بحجّة السّيطرة على الأمن فيها.. والأمن في مفهوم معالي الوزير هو حماية المواطنين اليهود وأملاكهم من الارهابيّين والمشاغبين العرب وليس حماية جميع المواطنين، يهودًا وعربًا، من عصابات بن غفير وغلاة المستوطنين وشبّان العالم السفليّ ولا فاميليا ولاهافا وممّن يدعون الى قتل العرب.
يطبّل ويزمّر هؤلاء الاعلاميّون العنصريّون ويزفّون للرّأي العامّ خطّة معالي الوزير حتّى أنّ أحدهم قال مهدّدًا متوعّدًا: تذكّروا يا عرب ما حدث لكم في العام 1948 بينما ذكّرنا إعلاميّ آخر بأيّام الحكم العسكريّ الّذي امتدّ علانيّة منذ العام 1948 حتّى العام 1966 وبقي سرًّا فيما بعد، ويبدو أنّهم ما زالوا يحلمون بأن تكون المدن السّاحليّة (يافا واللد والرّملة وحيفا وعكّا) خالية من العرب مثلما حدث لصفد وطبريا وبيسان.

تعلّم شعبنا درس النّكبة جيّدًا وعرف كيف يصمد ويبقى في وطنه على الرّغم من الاضطهاد والتّمييز والافقار والحصار والعنصريّة ومجزرة كفر قاسم وغير ذلك، ولا شكّ بأنّ أهلنا في يافا واللد والرّملة وحيفا وعكّا الّذين اجترحوا مع شعبهم ملحمة البقاء والصّمود والعيش بعزّة وكرامة والمحافظة على حرف الضّاد وعلى الهويّة العربيّة الفلسطينيّة يعرفون جيّدًا في هذه الأيّام العصيبة أن يصمدوا في وجه هذه العاصفة وسمومها ويخرجون سالمين أقوياء منها، ويبقون منغرسين في مدنهم وبيوتهم ووطنهم.
ما حدث في الأمس لن يحدث اليوم ولن يترك عربيّ بيته وحارته ومدينته.. كنّا عشرين مستحيلًا في اللّد والرّملة والجليل، كما قال شاعرنا المحبوب توفيق زيّاد وصار كل فرد منّا مستحيلًا في هذه الأيّام أي حوالي مليوني مستحيل في النّقب والسّاحل والمثّلث والكرمل والجليل.
باقون.. باقون.. باقون في وطننا، منتصبي القامات مرفوعي الهامات، يا سانشو!!
 

مقالات متعلقة