الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 08:01

الى الحراك الشبابي الطرعاني

بقلم: د. صالح نجيدات

صالح نجيدات
نُشر: 23/06/21 00:02,  حُتلن: 14:25

الى الحراك الشبابي الطرعاني، لكم مني الف تحية، اليوم لاول مره رأيت صفحتكم في الفيسبوك وسررت كثيرا لنشاطكم الاجتماعي، واسمحوا لي ان اتوجه اليكم برسالة من منطلق حرصي على سلامة اهلنا في طرعان الذين تربطنا بهم حسن الجوار والنسب والمصير المشترك.


الاخوة الأعزاء، طرعان مرت باوضاع صعبة تمنينا الا تحدث بين ابناء البلد الواحد الذين كانوا المثال الذي يحتذى به بالعلاقات الطيبة.

ان المشاكل الاجتماعية بين أبناء البلد الواحد لا تحل بالشجارات ولا بالعنف، بل بالحوار والعقل والحكمة، لان الشجارات للأسف تقطع اوصال المجتمع وتزعزع اساساته، وتقلب الحياة الى جحيم، وترهب الأطفال وتؤثر عليهم تأثيرا سلبيا جدا، ولذا علينا جميعا منع الشجارات العائلية، التي تجلب الويلات والمصائب، وعلينا الاحتكام الى العقل والمنطق في حل هذه المشاكل، فهذه الشجارات معول هدم خطير تدمر اركان مجتمعنا وتشتت أجيالنا وتدمر مستقبلهم، وتهدم وتحطم نفسية أولادنا، وتورث لهم امراضنا الاجتماعية والعصبية العائلية، وتزرع بهم العنف والكراهية والبغضاء وتجعلهم يدورون في دائرة مفرغة، وتعيدنا الى نقطة البداية.

لا نريد ان نحمل أولادنا الصغار همومنا الثقيلة وامراضنا الاجتماعية، فألى متى ندرك ان الخلافات داخل البلد الواحد لا تحل بالعنف بل بالعقل والحكمة والتروي وبطرق سلمية حتى نضمن سلامة مجتمعنا من التشرذم والانقسام، والى متى نبقى نعيش في مستنقع العنف الذي يقطف زهرات شبابنا، ويحصد أرواح الأبرياء ويجلب لنا المصائب والويلات ويثقل كاهلنا ويدمر اقتصادنا ويلوع أهلنا ويقيد عقولنا، ويجعل حياتنا جحيم.

للأسف اهملنا تربية أولادنا ولم ننجح بتربيتهم التربية الصالحة ولم نغرس بهم القيم والأخلاق والعادات الاصيلة ولم نطبق تعاليم ديننا, فنحن في واد وتعاليم ديننا في واد آخر، وهذا هو السبب الذي جعل الكثير من شبابنا يعاني من افلاس القيم والأخلاق واصبحوا يعيثون الفساد والخراب في المجتمع ويرتكبون الجرائم، وكما قال المثل فاقد الشيء لا يعطيه.

علينا ان ندرك اننا لا نستطيع تربية أولادنا في هذه الأجواء العدائية والمزرية التي تسود بلداتنا نتيجة الشجارات والصراعات العائلية، فهذه الشجارات تزرع العنف والعصبية العائلية والكراهية والبغضاء في نفوس أولادنا ابد الدهر، فكيف نريد علاج العنف في مجتمعنا ونحن نغرسه صباح مساء في نفوس أولادنا بالشجارات التي نفتعلها وبتصرفاتنا العنيفة؟

أبناء شعبي الكرام، انا اعتبر ان سكان البلد الواحد, كلهم جيران لبعضهم البعض وتربطهم علاقات الجيرة، والله ورسوله وصوا على الجار وقال رسولنا الكريم، من يؤذي جاره لن يدخل الجنة، فتعاليم ديننا تطالبنا بعدم اذاء الجار واحترامه والحفاظ على دمه وعرضه وماله.

يجب علينا ان نربي أولادنا التربية الصالحة والمحافظة على الهدوء والأجواء الإيجابية والسلم الأهلي والانضباط في بلداتنا، واحترام بعضنا البعض ونكون متسامحين، ونغفر زلات بعضنا البعض، ووقف الشجارات خوفا على مجتمعنا من اضرارها وشرورها، فاستعمال العنف يعقد الامور ويزيد الطين بله، ويجب ان لا نعالج الخطأ بالخطأ، فالشجارات تخرب البيوت وتزرع الفتن وتحرق الأخضر واليابس، وعلينا استعمال أسلوب الحوار فهو الاسلوب الافضل في حل الصراعات، وأخيرا وليس آخرا، تعاونوا أبناء شعبي على البر والتقوى لعل الله يهدينا الى الصراط المستقيم ويحفظ مجتمعنا من كل شر، واصطلحوا قبل الشجار وليس بعده ، فالصلح سيد الاحكام.

اشد على ايديكم ايها الشباب وحاولوا بكل الطرق احلال الصلح بين عائلة دحلة وعائلة عدوي.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة