الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 19:02

القتل من اشراط الساعة - بقلم: حازم ابراهيم

حازم ابراهيم
نُشر: 26/06/21 17:57,  حُتلن: 21:32

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

 إن كثرة القتل والعنف من أشراط السّاعة لقد أخبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم أمّته بما سيقع فيها من أمورٍ مستقبليّةٍ ، عُرفت عند العلماء بأشراط السّاعة الصّغرى والكبرى ، وهي من الأمور الغيبيّة الّتي يجب علينا التّصديق بها وأخذ ما فيها على محمل الجدّ دونما إنكارٍ ولا تردّدٍ والإفادة منها في واقعنا ، قال تعالى جلّ في عُلاه : {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} ومن بين أشراط السّاعة الصّغرى الّتي أخبر عنها النّبيّ صلى الله عليه وسلم : كثرة القتل في المسلمين الّذي سيكون في آخر الزّمان قبيل السّاعة ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْهَرْجُ)، قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: (الْقَتْلُ الْقَتْلُ) رواه مسلم ، وجاء في حديثٍ آخر: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ، وَيَنْقُصُ العَمَلُ ، وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَتَظْهَرُ الفِتَنُ، وَيَكْثُرُ الهَرْجُ)، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّمَ هُوَ؟ قَالَ: (القَتْلُ القَتْلُ) رواه البخاري ، فهنا يبيّن رسول الله أنّ القتل في المسلمين سيكون ، والعجيب أنّه سيكون كثيراً! وهذا أمرٌ مفزعٌ حقّاً ، بل ويؤكّد كثرة انتشار القتل بقوله: (الْقَتْلُ، الْقَتْلُ) وما كانت هذه الكثرة إلّا بسبب قلّة العمل الصّالح وضعف الاهتمام بالعلم الشّرعيّ الّذي يشكّل طوق نجاةٍ للنّاس ، وكثرة البخل، وإنّه لأمرٌ مثيرٌ للعجب من هذه العلامة من علامات قيام السّاعة ، وهي انتشار القتل بكثرةٍ وبدون وعيٍ أو تفكيرٍ، ولك أن تتصوّر أنّ القتل يكون أشبه بعمل المجنون أشبه بالفعل الطّائش لدرجة أنّ المسلم لا يتوقّع أنّه يقتل ولكن يأتيه القتل من حيث لا يحتسب ، فيقتل لأتفه الأسباب ، بل حتّى القاتل نفسه لرّبما لم يتوقّع أنّه يقتل غيره لموقفٍ بسيطٍ أو أوامر من الذي يدفع له المال ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا، حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ)، فَقِيلَ: كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: (الْهَرْجُ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ) رواه مسلم ، وإنّك لتجد مصداق هذا الكلام حينما تنظر فتجد كثرة القتل للمسلمين ، وعلى أيدي المسلمين أنفسهم نقتل بعضنا البعض، وكلّه لأجل الدّنيا ومطامعها حتّى أنّ الأمر وصل إلى درجةٍ عجيبةٍ ، حيث وقع القتل في دائرة القرابة والمقرّبين والمجاورين ، فأصبح المسلم لا يتورّع عن قتل أخيه لأمّه وأبيه ، بل وقتل الابن أباه والأب ابنه ، ولا شكّ أنّ هذا أمرٌ جللٌ وخطبٌ عظيمٌ وغريبٌ ، عَنْ أَبِي مُوسَى: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ وَأَخَاهُ وَأَبَاهُ) حديث حسن ، وكلّ ذلك بسبب فساد الخلق وقلّة الدّين وقلّة العمل وكثرة الكذب وكثرة الطمع وانتشار المعاصي والفسوق ، وإنكار بعض النّاس لبعضٍ بمن فيهم الأقرباء والأصحاب حتّى إنّ الواحد لا يكاد يأمن جليسه أو يستأمنه ، لأنّه استهان كثير من النّاس بأمر الدّماء ، وجرّأهم على ذلك ما تهيّأ لهم من الأسلحة الّتي تقتل العدد الكثير في الوقت الواحد ، فليحذر المسلم من الدّم الحرام أشدّ الحذر، فإنّ موقف القيامة عصيبٌ لمن جاء يومئذٍ وفي عنقه دم مسلمٍ ولك أن تتصوّر وتتخيّل موقف المقتول يوم القيامة وقد أخذ برأس قاتله حتّى أوقفه بين يدي أحكم الحاكمين جل جلاله ليأخذ له الحقّ ، نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والاخرة .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة