الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 05:02

ماذا بعد فيروس كورونا؟/ بقلم: د. علي خليل

د. علي خليل
نُشر: 17/05/20 16:40,  حُتلن: 20:44

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

د. علي خليل – نائب رئيس بلدية ام الفحم ومسؤول ملف التربية:

تصرخ عند سماع الطلقات النارية ولسان حالها يقول: فيروس كورونا جاء فجأة ويختفي فجأة كما جاء ليغادرنا إلى غير رجعة، ولكن ماذا مع فيروسات الحقد، الكراهية، العنصرية، العنف والتحامل؟

قصد المستشفى طلبا للمساعدة الطبية والعلاج، وقتل لأنه لا يضع كمامة! بفطرته النقية وسجيته البسيطة ادرك أن الكمامة قد تقي من فيروس كورونا ولكنها تتستر على فيروسات اكثر فتكا وشراسة. جدل بين شاب بحاجة ماسة للعلاج ورجل أمن يتقاضى معاشه للحفاظ على سلامته، تطور باستدعاء رجل الأمن لفريق متكامل من زملائه.

تنفست والدة مصطفى الصعداء مع وصول هؤلاء "الرجال" لأن اعضاء هذا الفريق قد تم تأهيلهم وتدريبهم على مدار سنين للحفاظ على امن كل المواطنين بدون استثناء! لا بد وأن لديهم كل الخبرة للتعامل مع مواقف اصعب بكثير من هذا الموقف برزانة وحكمة، كي يخرج الجميع سالمين بدون أضرار. وسرعان ما يتبدد هذا الشعور ليستبدل بشعور من الحيرة والارتباك. يتم إخراج مصطفى من السيارة بوحشية بعد ان أستعد لمغادرة المستشفى ليعود إلى بيته في قرية عارة. يلقى به أرضا مع تجاهل كامل لوضعه الصحي والنفسي. تتساءل الام حائرة كيف يمكن لرجل أمن ان يتصرف بمثل هذا التحامل والكراهية ضاربا عرض الحائط بكل المعايير الإنسانية والمهنية! وتأتي أصوات طلقات نارية متسارعة من "أعضاء طاقم الأمن" لتقتل رجلا ملقى على الأرض. عندها تتأكد الأم أن الأمر اصعب وأعمق من مجرد كمامة!!

تصرخ عند سماع الطلقات النارية ولسان حالها يقول: فيروس كورونا جاء فجأة ويختفي فجأة كما جاء ليغادرنا إلى غير رجعة، ولكن ماذا مع فيروسات الحقد، الكراهية، العنصرية، العنف والتحامل؟ هل ستغادرنا هي أيضا إلى غير رجعة كي يعيش الإنسان مع أخيه الإنسان بأبسط معايير الإنسانية أم ان هذه الفيروسات قد ترسخت في نفوس حاملها لتصبح جزءا من قدرنا؟؟
رحم الله مصطفى يونس وادخله فسيح جناته والهم اهله الصبر والسلوان.
والله الموفق والمستعان.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة