ضمن فعالية فريدة من نوعها، يأخذنا د. صالح عبد الجواد في جولة بصريّة ومعرفيّة داخل معرض "بأمّ عيني" للمصوّرة الفرنسيّة جوس دراي،ويعرض المعرض مجموعة من الصور التي توثّق لحظات مفصلية من تاريخ النضال الفلسطيني، وتقدّم رؤية معمّقة عن الحياة اليومية في فلسطين وشتاتها، خلال فترات زمنية حسّاسة في التاريخ.

تمتد علاقة د. عبد الجواد بجوس دراي لعقود، حيث رافقها في العديد من جولاتها داخل فلسطين، مما مكنها من الدخول إلى عمق القصص الإنسانية والشخصية لعائلات فلسطينية. هذه العلاقة ساعدت في اقتراب دراي من التفاصيل اليومية في حياة الفلسطينيين، وقدّمت صورًا تنبض بالحياة وتجارب الناس تحت هذه الظروف.

يهدف المعرض إلى تجاوز التوثيق البصري التقليدي للصور، من خلال قراءتها ضمن سياقها التاريخي والاجتماعي والسياسي. يتم إعادة قراءة كل صورة ليست كتوثيق لحظة معينة، بل كسردية تتحدى الغياب والنسيان، وتقدم توثيقًا حيويًا لعلاقة الفلسطينيين بالأرض، كما يكشف عن ملامح مأساوية لأحداث مثل مجزرة صبرا وشاتيلا، الانتفاضة الأولى، اتفاقية أوسلو، والانتفاضة الثانية.

عن المعرض: يأخذ معرض "بأمّ عيني" الزوار في رحلة بصرية تأريخية، حيث تُسجل المصوّرة جوس دراي أحداثًا فلسطينية هامة كانت قد تعرضت للتشويه أو التغطية الإعلامية المُقيدة. كما يبرز المعرض عن القضايا اليومية التي يواجهها الفلسطينيون خلال معركتهم المستمرة، سواء في مخيمات اللجوء أو داخل المدن.

من خلال هذا المعرض، تقدم دراي للأجيال القادمة صورة حية لا تنسى عن صمود الشعب الفلسطيني، فكل صورة توثق لحظةً من حياة الأفراد التي تقاوم النسيان وتُحاكي الأمل في المستقبل.