الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 21:02

إمرأة ناجحة..مها مصالحة: أنا من كفرقرع لا من كفارقرع ومن رحم الأزمات تولد الإرادات

تقرير وتصوير: إبراهيم
نُشر: 23/03/11 15:14,  حُتلن: 21:02

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

مها زحالقة مصالحة مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية في مجلس كفرقرع:

عام 2011 في قرية كفرقرع سيشهد نشاطا تربويا وثقافيا واسعاً ومتعدد الاطوار

لطالما آمنت بأنني لن أكون مجرد موظفة أو إنسانة تعمل لهدف العمل فحسب، آمنت بضرورة التغيير

بكيت على كرملنا، أبكي حين أرى العنف والقتل بكل أشكاله، عنف الإنسان على الطبيعة، العنف الوطني والعنف الأخوي

 إحدى الإنعكاسات التي تمزق الوجودية هي عربيتنا التي باتت تتأرجح بين الباي والبسيدر، وحالة الاستنزاف التي تعيشها صياغات الجمل وعبرنة الأسماء

أعالج لحظات الضيق والغضب بالقراءة لمحمود درويش وجبران خليل جبران، لتوفيق زياد ولسميح القاسم وراشد حسين، أستلهم منهم كثيرا كي أضع الإصبع على ألمي

البرامج التعليمية المدبجلة للحركة الصهيونية وآلام الشاعرة راحيل على شاطئ طبريا وغيرها قد خلقت المناخ الأمثل لبلورة أطر الاحتلال الفكري والاستعمار الثقافي

"يسكنني حب وشوق دافئ وجبار لحيفا عروس الكرمل والبحر، حب بحجم حبي لفلسطين، أبحث فيها عن كل بيت عتيق يتسم برائحة الماضي المسلوب، هناك في حيفا شقّيت طريقي الأكاديمي، وهناك ترتبط خوالجي الفكرية لتختلط بطموحاتي من أعلى الجبل، من أعلى جبل الكرمل بدأت برسم خارطة مستقبلي، ولطالما آمنت بأنني لن أكون مجرد موظفة أو إنسانة تعمل لهدف العمل فحسب، آمنت بضرورة التغيير! ومن أجل إيماني أشغل المنصب الحالي كمديرة لقسم الثقافة في بلدي، راجية من الله أن يوفقني في رؤية رؤياي". بهذه الكلمات بدأت مها زحالقة مصالحة حديثها الذي تزامن مع بدء برامج الثقافة والتربية اللامنهجية في كفرقرع لعام 2011 . حيث أكدت ان عام 2011 في قرية كفرقرع سيشهد نشاطا تربويا وثقافيا واسعاً ومتعدد الاطوار .

وتقول مها عن اختيارها لقسم الثقافة على وجه التحديد: ""حين درست موضوع علم الاجتماع التربوي الناقد بجامعة حيفا، شعرت بأن سنين الدراسة صقلت رؤياي بواجب التغيير في المشهد الثقافي في منطقتي، بمعنى تنظيم الأمسيات الدراسية والندوات الثقافية الهادفة والمغزولة بروح المضمون الذي يحاكي وجعنا وألمنا ويُنمي آمالنا. آلمني في دراستي الجامعية الرواية المهيمنة من خلال معظم وكلاء التهيئة السياسية والاجتماعية الذين يعتلون المنصات "المسموعة"، وكان أشد ما مزق ثنايا وجودي القومي، أحد زملائي الأفاضل الذي قدم عارضة في السنة الأولى لدراستنا حينذاك، واصفاً النكبة بأنها "حرب التحرير"، هو ترجم ما قرأ! حينها... علمت بأننا آيلون للسقوط... يكفينا ضحية واحدة كهذه في كل جيل... محض الأسرلة وفوزها في اصطياد فريسة الضياع على نهر اللا وعي ومحو "الفلسطنة". حينها أدركت أن هذا يستدعي تدخلنا، نحن الجيل الجديد! أنا لا أهاجم زميلي الذي أصبح اليوم أباً لأولاده، ولكنني اعلم بأنه ضحية برامج تعليمية مُسيسة بالمضامين والتعابير المُأسرلة والتي تهدف إلى محو التاريخ واستبدال الذاكرة الجماعية برواية مغايرة تماماً نحن فقط جنودها الخفيين، إن إحدى الإنعكاسات التي تمزق الوجودية هي عربيتنا التي باتت تتأرجح بين الباي والبسيدر، وحالة الاستنزاف التي تعيشها صياغات الجمل وعبرنة الأسماء... نعم أنا من كفرقرع وليس من كفار-قرع بكل لغات العالم، وطني خارج عن الترجمة! وإذا كانت المدارس قد عزفت من خلال البرامج التعليمية الوزاراتية عن المضامين التاريخية بإيحاء الحكومات، فعلينا نحن استضافة البديل الراقي والغير مُحرض كما يستشف البعض، البعض الذي يستكثر علينا الحنين إلى الماضي العريق العتيق. إن البرامج التعليمية المدبجلة للحركة الصهيونية وآلام الشاعرة راحيل على شاطئ طبريا وغيرها قد خلقت المناخ الأمثل لبلورة أطر الاحتلال الفكري والاستعمار الثقافي الذي أودى بأجيال من الشباب إلى تذويت روايتهم التاريخية من منظور عبري وبقلم يصيغ محو التاريخ بحبره الغازي.

اختلط حابل العولمة بنابل الحداثة
واستطردت مصالحة :"اليوم إختلط حابل العولمة وكون العالم قرية صغيرة بنابل الحداثة الغربية غير المدروسة في غزوها بيوتنا من خلال الشبكة العنكبوتية والموضة الفيسبوكية. أرى كل هذه العوامل كسيف ذو حدين، بينما حده السلبي طال مجتمعنا أكثر وأكثر إلى جانب الفراغ الكبير الذي تشهده الكثير من الفئات والمجتمعات الداخلية على منحى التثقيف الوطني الناقد ومحاولة خلق آلية للتعامل مع التركيبة المعقدة لهوياتنا المدنية والوطنية القومية وبحر التناقض الصارخ بينهما، هذه العوامل هي تأشيرات دخول لعالم الضياع إذا ما عولجت بالشكل المدروس والصحي من قبل كافة الجهات المسؤولة!"


حرب التحرير
وقالت: الحادثة المؤلمة التي حفرت في ذاكرتي مع زميلي الجامعي إنما تمثل حالة الضياع التي يعيشها العربي الفلسطيني، والأصعب انه لا يدرك ذلك وأنا هنا لا أعمم طبعا. الجهل بوجود مخالب شرذمة تاريخية هو نواة النكبة الجديدة المتجددة... أنا لا أتجاهل المحاولات الرائعة التي تقوم بها بعض الجمعيات الجليلة، لكنها لا تغطي سماء فلسطين كلها، ما يغطي ذلك هو البيوت والأهل، نحن وانتم!.

محطة الجامعة
وعن محطاتها أشارت مها: "عملت في بداية مشواري وخلال دراستي الجامعية كمديرة إدارية لمركز التعددية الحضارية والدراسات التربوية مع البروفسور ماجد الحاج في جامعة حيفا، وبعدها عملت كمديرة إدارية للمركز اليهودي العربي في جامعة حيفا، وحين قررت الانتقال لبلدي الطيب كفرقرع الذي أعتز به وأسميه سوسنة المثلث، عملت كمديرة إدارية لمركز أبحاث المثلث للعلوم الدقيقة، وهناك شعرت بأنني أبعد عن حلمي، فالعلوم الدقيقة لم تفلح بتحريك الطاقات التي بداخلي، وأدركت يقيناً يومها بأنني يجب أن انتقل لخوض الحلم الذي راودني منذ اليوم الأول في الجامعة، وهو المبادرة والتنظيم للفعاليات الثقافية الهادفة والمجبولة برؤى التراث والتاريخ، وهذا هو الخط الطاغي على فعالياتنا التي شقت طريقها منذ أربعة أعوام. أتعامل مع فعالياتي الثقافية والمهرجانات وكأنها أولادي، أرافقها من لحظة النواة والمبادرة ومخاض التنظيم وتجنيد الحضور والتنسيق بين كل الجهات حتى ترى النور والميلاد بأبهى حلة وتتربع على عرش النجاح، فبالنهاية هي جزء من التأريخ وهي عملية نشر للوعي، ومجتمعنا كريم ويقيم برقي هذه الأعمال المتميزة ويشارك بها بكل عاطفته. وهنا لا بد من توجيه الشكر الصادق لإدارات المجلس المحلي كفرقرع على تجاوبهم ودعمهم لمثل هذا الخط الثقافي الذي ما كان ليرى النور لولا تعاونهم البناء".
 

الجمعيات الجماهيرية واقسام الثقافة في مجتمعنا
وقالت مها: أنا لا أومن بالتقوقع والاختباء وراء جدار المقاطعات أو التلويح الفارغ بشعار الوطنيات لغرض الدعاية الرنانة فقط، وإنما اسمع صوتي بالشكل الذي أظنه مشرفاً لشعبي وانتمائي، اعتقد بأن الرسالة الملقاة على عاتق الجمعيات الجماهيرية التي تعنى بموضوع الثقافة وأقسام الثقافة في البلديات والمجالس المحلية، إنما هي مسؤؤلية تاريخية جسيمة وعظيمة،والفشل في هذه الرسالة لا سمح الله هو حقاً موت ضمير شعب وطن كامل. علينا سد الفجوات الحاصلة في صفوف الشبيبة بعيداً عن سياسة الجلد الذاتي وقريبا من الإعتزاز بالأنا التاريخي الصادق.

عالم السياسة
وأكدت مها: لا أفكر قطعياً بخوض مجال السياسة لا المحلية ولا القطرية، للسياسة أشخاصها ومبدعيها، أنا بعيدة عن هذا العالم كل البعد، وقلتها دوماً بأنني لست بحاجة إلى قولبة سياسية أو حزبية لكي أعبر عن انتماءاتي الفكرية ولا عن إخلاصي وحبي لوطني، وأنا ضد الفئوية الحزبية التي تمزق وجودنا كأقلية وتشرذم قوتنا بسلاح التجزءات والخصامات الداخلية، أقليات داخل أقليات والألم واحد. آثرت في حياتي أن اتخذ شعراء وأدباء مذاهباً لمبادئي لأحلق في سماء أفكاري بحرية!! فما أروع من أن تكون درويشي المذهب أو زياده، قاسمي المبدأ أو حسينه، ووطننا زاخر بالعظماء!
أعالج لحظات الضيق والغضب بالقراءة لمحمود درويش وجبران خليل جبران، لتوفيق زياد ولسميح القاسم وراشد حسين، أستلهم منهم كثيرا كي أضع الإصبع على ألمي، فإدراك الألم والوعي بوجوده ثلثي التخلص منه بوحي دوركهايم. هم بيراعهم التاريخي حماة الوطن بنظري ومأسسوا التأريخ الأروع لحالات الغبن التي يعيشها شعبنا وافلحوا بمحاكاة الفكر والروح في ذات الآن بأرق صور الإبداع الصادقة، أرى بأنهم جنرالات في معركة النضال الكتابي وتأريخ النكبة، حالات التشاؤل التي نحياها فقط تتكرر وتتجدد بأبشع الصور والأكثر حداثة.

حريق الكرمل وإتقاد الذاكرة
مها زحالقة مصالحة أكملت حديثها معنا وحبها للكرمل وهي تقول :"نحن في حل من التذكار يا كرمل الروح – عشقي لمحمود درويش وهوسي لأشعاره التي ما تركت ألما في جسد فلسطين إلا وتطرقت إليه، فحتى الحريق الذي التهم جزءا من جبال الكرمل كان في مخيلة أشعاره حين قال محمود درويش في الجداريّة عن ملكية هذه الأرض-: "هذا البحر لي... ولي ما كان لي" ، أثار مشاعر عميقة ومتضاربة بروح تركيبة الهوية بخصوص وعي الفلسطينيّ لعلاقته بوطنه وتاريخه وماضيه وعلاقته بالآخر القومي، إن النيران المتقدة بين أشجار الذاكرة الفلسطينية حرقت قلوبنا من جديد، عبرنة الأسماء وحرقها، وعبرنة الواقع... عين حوض وعين هود... إن الواقع يزداد ديجوراً بشأن ضرورة الإستذكار بالماضي من خلال ممارسة حب الوطن من على جسر الشعر والغناء والفولكلور والموسيقى، هو يعبر عن حقه، ويُفهم من الآخر بأنه يشن حملات من التحريض. إن الرمزية التي جللت الضعف في إخماد النيران تجلت أمامي كبحار من المياه تحاول محو مداد تاريخنا وملكيتنا لوطننا ولمصداقية روايتنا وتمت الاستغاثة بقوى عالمية لفعل ذلك. نحن نرفض أن نحاكم على حنينا لماضينا ووطننا. ونؤمن برسالتنا التي ندعو إليها من خلال خطنا الرؤيوي الثقافي الذي يزين مضمون فعالياتنا. اطمح أن تمطر غيوم الثقافة جدلا عميقاً وروحاً للجسد!"

متى تبكي مها؟
وأكدت زحالقة بالقول: بكيت على كرملنا، أبكي حين أرى العنف والقتل بكل أشكاله، عنف الإنسان على الطبيعة، العنف الوطني والعنف الأخوي، عنف الإنسان للإنسانة، ابكي حين أبصر أمي أمامي! أحن إلى أمي، هناك لحظات حرجة في حياة الإنسان منا يحتاج بها إلى دفء الأمومة وفقط الأمومة، هناك دموع على خد الحياة لا تمسحها إلا يدك الغالية الحنون أمي، لها تحية خشوع وولاء إلى أن بحين اللقاء، براعم التفاح وفية للأرض! هي لا تفارق مقلتاي لحظة واحدة.
وختمت زحالقة حديثها للعرب: من رحم الأزمات تولد الإرادات علمتني التجارب والحياة أن ما لا يقتل إنما يقوي العزيمة ويرصعها بالإيمان، ومن رحم الأزمات تولد الإرادات، لطالما حلمت بإجراء تغيير في المشهد الثقافي، وطموحاتي تعدت حدود المحلية طبعاً، واجهتني الكثير من التحديات في طريقي، وأنا لا أتكلم عن صنع الثقافة، بل إنما أتحدث عن برمجة أمسيات ومهرجانات ثقافية من وحي حاضرنا وتاريخنا كإستحضار للذاكرة الجماعية وتمرير للثقافة". 

موقع العرب يتيح المجال امام النساء الناجحات مهنيا وعلميا واجتماعيا التواصل معه عن طريق البريد الألكتروني لاجراء المقابلات الصحفية والكتابة عن نجاحات المرأة في زاوية إمرأة ناجحة الجديدة التي يقدمها موقع العرب لزواره تشجيعا للمرأة وخروجها الى سوق العمل والمنافسة وتعميق مكانتها في المجتمع، لذا يدعو موقع العرب كل امرأة ترى بنفسها ناجحة إما من خلال مشروع أو مهنة أو علم أو أي شيء آخر التواصل معنا على البريد الألكتروني التالي:
alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة