الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 07:02

دروس وعبر من معجزة الإسراء والمعراج

خالد أحمد اغباريه
نُشر: 05/02/24 22:06

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

حادثة الإسراء والمعراج من إحدى أعظم، ومن أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي، وتعد من أهم الأحداث التي حدثت للنبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك راجعاً إلى تلك الدروس والعبر التي يمكننا استخلاصها، وتعلمها من تلك الحادثة العظيمة .
إن حادثة الإسراء والمعراج تعتبر واحدة من معجزات النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ففي تلك الليلة أراد الله سبحانه وتعالى أن يسري بنبي الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعد إصابته بالحزن لموت أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها وموت عمه أبي طالب، بالإضافة إلى ملء قلبه بالثقة بالله، والتعزيز من قوته. و يصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم رحلة الإسراء للمسجد الأقصى بركوبه دابة تسمى دابة البراق، ووصفها بأنها دابة طويلة ذات لون أبيض، وأنه ركبها للمسجد الأقصى، و ربطها في حائط عند الباب الغربي ثم صلى به ركعتان .
وبعد الإسراء قام سيدنا جبريل عليه السلام بالعروج بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للسموات السبع، وفي تلك الليلة فرض الله سبحانه وتعالى الصلوات الخمس على المسلمين .
والمستفاد من معجزة الإسراء والمعراج عبر ودروس التي يمكننا استخلاصها وتعلمها .
منها وحدة الأنبياء والرسالات في الدعوة إلى الله، علاوة على إظهار الحادثة لإمامة الرسول صلى الله عليه وسلم بالأنبياء، مما يعني ختم الرسالات السماوية بالدين الإسلامي، وأن إمام الرسل هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مما يعد أعظم دليل على قيادة الدين الإسلامي للأمم .
ومنها التعريف بقدرة الله جل وعلا، والتي لا تحدها حدود، و التي أسري بها برسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى بيت المقدس ثم عرج به إلى سدرة المنتهى، عبر السموات السبع ثم إعادته مرة أخرى إلى بيت المقدس لكي يصلي إماماً بجميع الأنبياء، ثم رجع به إلى بيته في مكة المكرمة ليجد فراشه لا يزال دافئاً مما يعني التأكيد على أن كلاً من الزمان أو المكان من صنع الله جل شأنه، وأنه سبحانه قادراً على إيقاف الزمن، وعلى طي المكان لمن يشاء من عباده .
ومنها الإشارة إلى ضرورة الإيمان بوحدة رسالة السماء، علاوة إلى الأخوة بين الأنبياء، والمرسلين، وبين الناس جميعاً، وهي قيم إسلامية أكدت عليها إمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة بهم بالمسجد الأقصى .
ومنها التأكيد الرحلة على حرمة كلاً من مكة المكرمة، وبيت المقدس، فعن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي مسجد وضع في الأرض أول قال: "المسجد الحرام" قلت: ثم أي قال" المسجد الأقصى" فقلت: كم كان بينهما قال "أربعون سنة" رواه كل من البخاري ومسلم وأحمد.
ومنها تأكيد الحادثة على فضل الصلاة، والتي تم فرضها من المولى عز وجل مباشرةً إلى خاتم أنبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم، أي أنها تعد بمثابة ذلك المعراج للفرد المسلم في حالة تأديته لحقها بالخشوع، والاطمئنان حتى يكون شعوره بلذة مناجاة المولى جل شأنه في صلاته، علاوة على أن السعي إليها في كل من صلاة العشاء، والفجر يمثل مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومنها التأكيد على الإيمان بالغيبيات المطلقة، والتي قد أخبر عنها القرآن الكريم، ومن بينها الإيمان بالله تعالى، وملائكته، و كتبه، ورسله علاوة إلى حتمية الأخرة، وما فيها من حساب، وجزاء، وجنة، ونار، وميزان، وصراط .
ومنها التأكيد على أن الابتلاء من إحدى السنن التي يصاب بها أصحاب الدعوات، وذلك في كل مكان أو زمان، وأنها من إحدى وسائل التطهير، والتذكير للنفس الإنسانية، ومن هنا يتوجب على كل مسلم ضرورة الالتجاء إلى المولى عز وجل في كل شدة، مع يقينه التام بأنه إذا انقطعت حبال الناس فإن حبل الله جل شأنه متين لا يتقطع أبداً ما دام المسلم متوكلاً على ربه حق التوكل بالإضافة على التأكيد بأن بعد العسر اليسر .
ومنها الدلالة على تلك المكانة العظيمة للمسجد الأقصى عند الله جل شأنه فهو عبارة عن هذه الأرض المباركة، والتي تعتبر بمثابة مقياساً لعز الأمة الإسلامية أو ذلها، فإن كانت محررة فهذا يعني أن المسلمون أعزة، أما إذا كانت مغتصبة أو محتلة فذلك يعني أن المسلمين أذلة بالعلاوة إلى كونها أرض الحشر، والرباط، وأرض الجهاد إلى يوم الدين .
ومنها الإيمان بوقوع معجزة الاسراء والمعراج بكل من الروح والجسد معاً، وفي حالة من اليقظة الكاملة مع التأكيد، والإيمان الكامل على صدق كل ما رأى رسول الله صلى الله عيله وسلم طيلة هذه المعجزة، ومن بينها بعث المولى جل شأنه لكل من الأنبياء، والمرسلين السابقين، ولقائه بهم، وحديثه معهم .
وكذلك التأكيد على النعيم الذي يلقاه المكرمون من أهل الجنة لدى ربهم، مع التأكيد على هول العذاب الذي يلقاه المشركين، والمتجبرين، وأهل السيئات لدى ربهم مثال مانعي الزكاة، وأصحاب الغيبة، والنميمة، وما إلى ذلك من معاصي، ومفاسد سلوكية قد يقع بها الإنسان، وتؤدي به إلى العذاب .

مقالات متعلقة