الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 10:02

كلمة خاصة حول فريضة الحج/ بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور مهدي زحالقة

د. مهدي زحالقة
نُشر: 14/07/18 12:33,  حُتلن: 08:02

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

فضيلة الشيخ الدكتور مهدي زحالقة امام وخطيب مسجد الحوارنة كفرقرع:

المسلم ينبغي له أن يعرف ويتعرف على هذه العبادة العظيمة التي هي عبادة العمر وختام الأمر وتمام الإسلام وكمال الدين، وأجدر به أن يفهم أركان، سنن، آداب، فضائل، وأسرار الحج قبل خروجه إلى هذه الرحلة المباركة 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمّد أشرف الخلق والمرسلين، أما بعد أيها الإخوة الكرام وأيتها الأخوات الكريمات، يقول تعالى: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق). سورة الحج
ويقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان).

فالحج أيها الأحبة فريضة من الفرائض، بل ركن من أركان الإسلام.
والمسلم ينبغي له أن يعرف ويتعرف على هذه العبادة العظيمة التي هي عبادة العمر وختام الأمر وتمام الإسلام وكمال الدين، وأجدر به أن يفهم أركان، سنن، آداب، فضائل، وأسرار الحج قبل خروجه إلى هذه الرحلة المباركة والركن العظيم من أركان الإسلام. حينها يؤدي العبد المسلم هذا الركن بمعرفة، وبتذوّق، وخشوع ويكون بذلك أقرب إلى القبول إن شاء الله تعالى.

كثير من المسلمين سافر الى الحج ورجع ولم يتذوق ولم يستشعر المعاني والأسرار العظيمة في هذا الركن العظيم. من المسلمين من سافر الى رحلة الحج وعاد وبقي كما هو، وبقي على ما هو عليه، فيوشك أن يكون حظه من سفره العناء والتعب لأنه ما وصل إلى معنى حديث النبي صَلى الله عليه وسلم بأن الحج المبرور ليس له جزاء إِلّا الجنة، مع العلم أن من أهم علامات الحج المبرور أن يرجع الحاج من حجّته زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة.
لذلك، أحببنا أن نقدِّم في هذا العام كما في كل عام سلسلة دروس في الحج تتحدث عن المناسك في كل ما يتعلق بالواجبات والأركان والسنن والآداب، ومن جهة أخرى التركيز على روحانيات وأسرار الحج وأعمال القلب بما في ذلك الحديث عن قصة كل منسك، والتركيز على ما ورد في سيرة النبي صَلّى الله عليه وسلم.

مثال ذلك، إذا سافر الحاج الى رحلة العمر أي لأداء فريضة الحج، وهو يعلم قصة الطواف حول الكعبة، ويعلم أن هذا الطواف سيحول بينه وبين العذاب يوم القيامة إن شاء الله، حينها سيؤدي الطواف على أفضل حال. وهكذا تماما إذا استشعر معاني الحديث النبوي: ما من مؤمن يظل في نهاره محرما إلّا غابت الشمس بذنوبه، هنا المشاعر والخشوع والتذوق كلها ستتغير الى الأفضل بإذن الله. إذا ما عرف الحاج والذين يزورونه، بأنه يُغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج، حينها الأمور ستتغير. إذا عرف الحاج معاني التلبية (لبيك اللهم لبيك) فضائلها، وأسرارها، فسوف يلبي ويعجّ بالتلبية مستشعرا أنه ما من مسلم يلبي إلّا لبّى ما عن يمينه وما عن شماله من حجر وشجر حتى تنقطع الأرض من ها هنا ومن ها هنا كما بيّن النبي صَلّى الله عله وسلم. اذا عرف الحاج أن التلبية التي يلبيها في الحج بقوله لبيك اللهم لبيك هي بمثابة عهد ووعد وثبات وإقامة على طاعة الله ووقوف عند حدود الله، حينها حتما سيجتهد كل اجتهاد على تحقيق هذه المعاني فيما تبقى له من أيام في هذه الدنيا.
ما أجمل العلم، وما أجمل العبادة على علم (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)، وما أسوأ الجهل وما أسوأ العبادة على جهل (من عَبَدَ الله على جهل فكأنما عصاه)
رحلة الحج ليست رحلة استجمام الى أوروبا أو غيرها، وهي ليست من أجل لقب الحاج، وهي ليست عادة أو مجرد رحلة نقوم بها من غير استعداد وتجهيز وفهم وعلم وتحضير. الحج عبادة وفريضة وركن من أركان الإسلام، له واجبات وله مستحبات، وله آداب وسنن وأسرار. المطلوب لمن نوى الحج أن يعرف كل هذه المعلومات وأن يتفقّه ويتعلم حتى يستفيد من الحج وحتى يعود كيوم ولدته أمّه.
وأخيرا، لا يفوت الحاج أن من اعظم القربات زيارة النبي صَلّى الله عليه وسلم، ولهذه الزيارة آداب وسنن وأنوار وبركات نتركها إلى حين اللقاء بكم في دروس الحج. لذا، مما سبق يتضح لكم أيها الإخوة وأيتها الأخوات، أن المعلومات والأسرار كثيرة جدا يجدر بِنَا دراستها وتعلمها. فنحن وإياكم على موعد مع لقاءات أربع، كل جمعة بعد المغرب في مسجد الحوارنة إن شاء الله تعالى نبدؤها اليوم الجمعة الموافق 13/7/2018 حتى نؤكد ونركز وإياكم على وظيفة القلب في أعمال الحج، لعل هذا القلب يعود من الحج وقد ازداد تجافيا عن دار الغرور وانصرافا الى دار الأنس بالله تعالى، ولعلنا نعود من الحج وقد اتّزنت أعمالنا بميزان الشرع ولتطمئن قلوبنا وتثق بالقبول إن شاء الله تعالى. والله ولي التوفيق.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق والمرسلين سيدنا محمّد عليه أفضل الصلاة والتسليم. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة