الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 19:02

لست أنا من خنت ميرتس، بل ميرتس هي التي خانتني

بقلم: النائب غيداء ريناوي زعبي

غيداء ريناوي زعبي
نُشر: 07/07/22 12:06,  حُتلن: 14:23

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

بعد ان انضممت إلى ميرتس من منطلق إيماني بشراكة مبنية على المساواة ، أنا اخرج من ميرتس على أساس ان ميرتس الشريك اليهودي الأخير للمجتمع العربي في السياسة قد استسلم قبل ابتداء المعركة.


عندما حصلت على المركز الرابع في شهر كانون الثاني (يناير) من العام الماضي قبل انتخابات الكنيست الرابعة والعشرين ، اعتقدت أنه يمكنني تعزيز الشراكة المهمة بين المجتمع اليهودي والمجتمع العربي في البلاد. كل من يعرفني يعرف جيدًا أن تطوير المجتمع العربي ، الذي يعاني باستمرار من الإهمال والتمييز ، هو الدافع وراء عزيمتي للعمل والإنتاج . كنان عندي ايمان أن حزب ميرتس هو المكان المناسب لشراكة مدنية حقيقية .


في البداية أردنا شراكة يهودية عربية تحت هذا الشعار. من خطابي الافتتاحي في الكنيست ، والذي كان من أهم اللحظات في حياتي ، أعلنت على منصة الكنيست أنني أدخل المنصب ايماناً بالقدرة على التأثير وتغيير الواقع والعمل من أجل العدالة والمساواة والقسمة العادلة. ذكرت أنني سأعمل لاجل تحصيل الحقوق والميزانيات لصالح المجتمع العربي والمجتمعات المستضعفة .


لكن بعد فترة وجيزة من انضمام ميرتس إلى الائتلاف ، أصبح مصطلح "فقط ليس بيبي " هو المحرك الرئيسي للجميع ، تنازلت ميرتس في العام الماضي عن كل القيم التي تؤمن بها وأثبتت أن نظرتها للعرب استعلائية على انهم "عرب جيدين" وليست نظرة مبينة على الشراكة الحقيقة . "العرب الجيدين" هم الذين يتم ارضاءهم بالفتات دون الإصرارعلى المساواة أو العدل .


أنا متهمة بـ "خيانة الشراكة" ، لكنني بقيت وفية لقيمي ومبادئي ، إذا كانت هناك خيانة هنا فهي لميرتس اتجاه ناخبيها العرب والشعب الفلسطيني. من تبنى معتقدات العدل والمساواة ، استبدلها بمعتقد "فقط ليس بيبي" ، وكأنه لا توجد أخطار ومشاكل أخرى في البلاد. بدون أي شك أنا أيضًا لا أريد عودة نتنياهو ، لكن الخلاصة أنه لا يوجد فرق جوهري بين الحكومتين. في كليهما ، يتم التمييز ضد المجتمع العربي وكلاهما تحيّد منه بمواضيع الشراكة، العدل والمساواة .


في نهاية المطاف هذا الائتلاف قدم العديد من القوانين العنصرية، على رأسها قانون "المواطنة" وقانون شرعنة المستوطنات .
هذه الحكومة تفتخر بالخطة الخماسية لتطوير المجتمع العربي (خطة 550) ، ولكن هناك شيئان مثيران للاهتمام: الأول، لا ينبغي أن تكون التنمية المدنية مشروطة بالتعاون مع مؤسسات ألدولة ، بل يجب أن تُمنح لجميع المواطنين تحت مبدأ المساواة ، اما الامر الثاني المثير هو ان الميزانيات لم يتم تحويلها بعد ، يبدو بسبب تأجيل معتمد من قبل وزيرة الداخلية آييلت شاكيد .
عندما انضممت لميرتس ، توقعت انه هناك شراكة حقيقية هدفها التعاون لتقليص الفجوات المدنية التي لا تطاق بين مجتمعيين كجزء من الإيمان الأساسي بالديمقراطية. أترك "ميرتس" على أساس أنه حتى الشريك السياسي اليهودي الوحيد في الكنيست الإسرائيلي لم يكن أبدًا مخلصًا لشعور الشراكة وهذا بحد ذاته مؤلم. الشراكة تعني إمكانية التأثير ، لكن تصويت أعضاء الكنيست العرب مطلوب فقط لصالح المجتمع اليهودي.


من الجميل أن الجمهور اليهودي مصوتي اليسار والمركز لا يريد المزيد من الانتخابات ولا يريد نتنياهو ولهذا فهو مستعد لمشاركة العرب ، ولكن فقط لإنقاذ الدولة اليهودية - لا أكثر. ينشغل المجتمع العربي بمزيد من المشاكل "اليومية" - العنف الشديد والجريمة ، ونقص الموارد ، والفجوات في البنية التحتية والتعليم ولا حياة لمن تنادي لدى أعضاء ميرتس واليسار الاستعلائي .
في "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" وضمن "الشراكة اليهودية العربية لمرة واحدة" ، اتضح أن المساواة المدنية يمكن أن تنتظر - لا يمكنني المشاركة في هذه المسرحية وأن أكون العربية التي تريدها الأحزاب اليهودية .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة