الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 22:01

تجارة الشر/بقلم:كميل فياض

كل العرب
نُشر: 08/06/15 12:51,  حُتلن: 07:35

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

مصادر الشر في العالم عديدة ومختلفة، تربية اجتماعية خاطئة، توجيه الأبناء توجيه استعلائي تنافسي اناني تميزي.. اقناعهم او الايحاء لهم انهم افضل من غيرهم شخصيًا، دينهم افضل، شعبهم افضل، كذلك اقليمهم وجهتهم الخ الخ.. وهذا يُستغل استغلال خبيث، منذ وجد الانسان، من قِبَل الموجودين في السلطات، وفي الحكومات، وعلى العروش والكراسي الوثيرة.. ومن قِبَل الجالسين وراء المكاتب وفي المنتجعات، ومن اصحاب الشركات الرأسمالية.. 

ولغاية التوجيه والتربية الشرية الظلامية الانانية الاستغلالية، توظف الأموال والعقول والعلوم (في الدول المتقدمة) ويصبح خبراء النفس كهنة ومشعوذين مهمتهم غسل الأدمغة واقناع العقول بضرورة دفع المال، ولو جاء بشق الانفس، لشراء هذا المُنتج الفارغ او ذاك، والذي مضراته اكثر بكثير من منافعه.. بل هم يدفعون المواطن المسكين لمنزلق لا يستطيع فيه المقاومة او الرفض، فيُدخلون هذه الاداة او تلك في نظام التدريس، او في نظام العيش، بطريقة سببية كجزء من سلسلة بيروقراطية لوجستية قاهرة، حتى يقتنع الطفل الهمجي المسحور والمنوَّم، ان آيفن (25) افضل من (24) ومن كل ما سبقه والا فهو متخلف عن العصر وجاهل وموضع سخرية..
ومثلما تعمل آلة الدعاية لتسويق المنتجات الكثيرة الفارغة، في الاسواق الداخلية، تعمل لتسويق الحروب وتسويغها وتقديسها، في الاسواق الخارجية، وليس باستطاعتكم تخيل الاثمان، من مال ودماء ودموع وأرواح وكرامات..أما سماء هذه الدول المتقدمة والدول المتخلفة على السواء، ليست السماء الزرقاء في النهار، المرصعة بالنجوم في الليل – كما عرفتها عيوننا الساذجة التي جاءت بها الطبيعة، بل هي السماء التي تصورها، تكبرها، تصغرها تلونها، تفبركها عدسات هوليود.. هوليود كأكبر مصانع للوهم والانانية والسطحية والسذاجة والاستغلال والتضليل.. هوليود الاضواء الإبليسية التي تمتص عقول وابصار ملايين المراهقين والسذج من الصغار والكبار في اقطار العالم، عبر الشاشات الكبيرة والصغيرة، الثابتة والمتنقلة..
وربما قال قائل لكن هولويود مثلما تقدم للناس افلام الاكشن والحركة والرعب والجنس، تقدم ايضًا افلام تتحدث عن ابطال التاريخ، عن المناضلين في سبيل الحرية والعدل والكرامة الانسانية، عن الطبقات المسحوقة والشعوب المقهورة الخ الخ..

واقول صحيح، غير ان هوليود مثل أصحاب الشركات ورؤوس الاموال والحكومات ، التي تعيش على التضليل والتضعيف والاستغلال، وما إدخال بعض عناصر الخير والبهارات الأخلاقية في طبختها السينمائية، الا لتسويغ المذاق عند المستهلِكين..
والسؤال متى يستيقظ الناس من هذه الألعاب؟ متى يضجرون من آلامهم ومن احزانهم ومن شقائهم..؟ الى متى سيظل الانسان عبد الانسان وذئب الانسان وخنزير الانسان وببغاء الانسان وشيطان الانسان؟!
لماذا قلة قليلة ترفض المشاركة والخضوع، وهي لا تحظى من الناس الا بالنبذ والسخرية والتعالي، وبالاتهام بشتى التهم..؟!
الى متى سيظل معظم الناس اطفال انانيون همجيون؟!
الا يرى الانسان ان الحيوان اسعد حالاً منه..؟ ولكَ مادة مجانية للتفكير والحساب البسيط ، للمقارنة بين اثمان البقاء عند الحيوانات على اختلاف اصنافها وانواعها، وعند البشر النوع المتعجرف الفارغ..
تكلفة البقاء عند الحيوان ربما تقل عن واحد في المئة من تكلفة البقاء عند الانسان، ثم نتبجح بأننا نواطق منتصبون واصحاب ذكاء، وبأننا راقون ولنا اذواق وعلوم واديان واخلاق.. الا كفى هراء وكذب وافتراء..

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة